هوية مثقف…كتب / اسامة الموشكي

 

في مقهى الوطن .. على طاولة مثقف.!
بصورة انسان لكن غريب الهيئة .، يحتسي كوبا من القهوة .، يشعل سيجاره البني ..
قاعد على الشرفة .، يدعي العقل والحكمة .،
يمسح على صلعته ويقول : اشتعل الشيب في شعري.!
خلع نظارته السوداء نظر الى الوضع بازدراء قائلا:
– الى متى ستستمر هذه الضوضاء.؟
مقاطعا له:
• تسمح لي بالجلوس معك سيدي المثقف .؟
مجيبا لي :
– لا بأس صغيري تفضل .،
• سيدي المثقف سمعتك تقول وتشتكي من ضوضاء هل من الممكن ان تفسر لي .!
– لا تحتاج الى تفسير فقد سئمنا الحرب .،
• لكن سيدي نحن مجني علينا ولسنا جناة .!
– لا يهم صغيري نحن نريد السلام .،
• كلنا نريده وقد جنحنا له لكنهم يريدون الاستسلام .،
– لا بأس به ان كان من اجل الوطن .،
• من اجل الوطن.! لكن سيدي هذه تسمى خيانة للوطن .،
– يبدوا انك من دعاة الحرب هل تهون عليك تلك الدماء التي سالت وتسيل .
• لا بأس ان كانت فداء للوطن .،
– ربما بل اكيد أنت عديم الانسانية .،
• اعذرني سيدي لكن يبدوا انك انت لا تعرف ماهي الإنسانية ، الانسانية ان لا تصمت بحق طفل حرم من تعليمه بقصف مدرسته وحرم من علاجه بصقف مستشفياته وحرم من طفولته حين قصفت حدائقه وحرم من حياته حين قصف منزله قد يطول شرح الإنسانية اكتفيت بهذا فقط لعلك تعود لصوابك .،
ضاحكاً :
– من عجائب الازمان ان الجهله هم من يعلموا المثقفين .!
• سيدي الجهل ان نضع الجاني والمجني عليه في خانة واحده دون محاسبة الجاني .،
مقهقها مستهزئا :
– انظر الى هذه المكتبة لقد قرأتها كاملة وأكثر منها .. اذن قل لي كم قرأت انت ايها الجاهل .؟
• لا يهم كم قرأت الذي يهم ماذا قرأت: قرأت كتاب الوطنية الذي قال لي ان وطني هويتي ان فقدته سأصبح بلا وطن بلا هوية وصرت متمسكا بها وقرأت الشعر الذي تغزل في جمال وخضرة واصالة وصلابة وطني وجعلني احبها وقرأت التاريخ الذي قال ان وطني ‘مقبرة للغزاة’ وجعلني فخورا بها واخيرا بدأت اقراء وصايا الشهداء التي دماؤهم توصيني بالحفاظ على الوطن وأعاهد نفسي بان ﻻ اخونها .،
متلعثما مرتبكا :
– انت لا تفقه شيئا وتقرأ بسطحية تعلم أن تقرأ بعمق

• سيدي العمق .. ان ترى عمق جرح الوطن ترى عمق جرح ابن زوجة ام الشهيد..
السطحية .. ان ترى الوطن فقط في كتبك المرصوصة وبين طيات صفحاته المغشوشة ومن خلف نظاراتك السوداء المكذوبة.

نهض ممتعضا ..
• سيدي المثقف .. ماذا بك .. اجلس لنكمل حديثنا لم ستذهب.!.
عد عد لتأخذ هويتك فقد نسيتها.، تفضل نظارتك وسيجارك ..
كدت ان تفقد هويتك..
لماذا انت صامت ؟
• حسنا كما تحب .. اما انا فسأذهب للجبهة لكي لا افقد هويتي ..

قد يعجبك ايضا