واشنطن تكثّف غاراتها على الحديدة وتقر بعجزها عن حماية السفن : والفرقاطة الألمانية «هيسن» تبحر نحو البحر الأحمر وعلى متنها 240 جندياً للمساهمة في الحملة ضد صنعاء

 كثّفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على شواطئ مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، رغم إدراكها أن حركة «أنصار الله» تمتلك هامشاً واسعاً لتنفيذ عملياتها الهجومية على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، من دون أن تستخدم المناطق الساحلية الواقعة في إطار محافظة الحديدة، وتستطيع ضرب أي هدف معاد في البحريْن الأحمر والعربي وخليج عدن من أي منطقة يمنية. ويأتي تعمّد واشنطن تصعيد العمليات على سواحل هذه المحافظة، على رغم خلو المناطق المستهدفة فيها مثل الكثيب والصليف ورأس عيسى، من أي تواجد عسكري، وكونها مقاصد سياحية عامة ترتادها العشرات من الأسر اليمنية للفسحة بشكل يومي. وكانت وكالة أنباء «سبأ نت» التابعة لصنعاء قد ذكرت، مساء أول من أمس، أن ضربات أميركية وبريطانية استهدفت «بغارتين منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف» في الحديدة، بينما أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن غارات استهدفت صاروخين «حوثيين» كانا معدّين للإطلاق من تلك المنطقة في اتجاه سفن في البحريْن الأحمر والعربي.
وفي الوقت الذي حال فيه تصاعد القصف الجوي على سواحل الحديدة دون وصول المئات من اليمنيين الذين يتقاطرون من مختلف أرجاء اليمن لزيارة السفينة الإسرائيلية المحتجزة «غالاكسي ليدر»، بعدما تحوّلت إلى مزار عام يقصده المئات من اليمنيين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، فإن كلّ المؤشرات تفيد بأن الهدف من الغارات على الحديدة، قد يكون التمهيد لتنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى استعادة «غالاكسي ليدر» التي ترسو في سواحل الصليف. وأكدت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، أن السلطات أوقفت الزيارات اليومية للسفينة على خلفية تصاعد الغارات على سواحل المدينة، وشدّدت الحمايات الأمنية عليها.
وإذ لم تعلن صنعاء عن عمليات جديدة، أمس، إلا أن القيادة المركزية الأميركية قالت، في بيان، إن قواتها اعترضت ثلاثة صواريخ، اثنان منها كانا يستهدفان سفناً في البحر الأحمر، والآخر من نوع «كروز» لم تحدد وجهته. ويؤكد ذلك استمرار العمليات اليمنية رغم الضربات الأميركية والبريطانية. وبعيداً عن استعراض القيادة المركزية «نجاحاتها» في البحر الأحمر، كشفت شركة «ميرسك» الدنماركية للشحن العالمي، أمس، تلقّيها بلاغاً رسمياً من البحرية الأميركية أكدت فيه عدم قدرتها على القيام بتأمين كلّ السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقال مراقبون في صنعاء إن بلاغات البحرية الأميركية لشركات الشحن الدولية ومنها «ميرسك»، جاءت إثر تقييم العمليات السابقة لتلك البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي والتي كانت نتائجها ضعيفة، بل أدّت إلى تعرّض الملاحة الأميركية والبريطانية نفسها لهجمات انتقامية من قبل قوات صنعاء.

الفرقاطة الألمانية «هيسن» تبحر نحو البحر الأحمر وعلى متنها 240 جندياً للمساهمة مع واشنطن في الحملة ضد صنعاء

وبعد رسائل وجّهتها صنعاء إلى الاتحاد الأوروبي قبل أيام، أقرّ الاتحاد، أمس، باستبعاد إيطاليا من قيادة البعثة الأوروبية المرتقب نشرها في البحر الأحمر. وتزامن ذلك مع تصاعد المخاوف الأوروبية من تبعات التصعيد هناك، في ظل نجاح اليمن في قطع 40% من إمداد الغاز المسال. وأفادت تقارير غربية بأن الاتحاد أقرّ بتسليم اليونان ملف القيادة بدلاً من إيطاليا التي لم تتّضح دوافع استبعادها، علماً أن هذا الاستبعاد يأتي غداة كشف الولايات المتحدة وقف 40% من شحنات الغاز القطري الذي كان يتّجه إلى الأسواق الإيطالية عبر البحر الأحمر. وذكرت وكالة «أسوشتيدبرس» الأميركية أن توقّف شحنات الغاز صعّد المخاوف الأوروبية من تبعات أي تصعيد جديد هناك، مضيفة أن الفرقاطة الألمانية «هيسن» تبحر في اتجاه البحر الأحمر وعلى متنها 240 جندياً، حيث تخطط ألمانيا للمساهمة مع الولايات المتحدة في حملتها البحرية ضد حكومة صنعاء.
إلى ذلك، اتهم قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أمس، الولايات المتحدة وبريطانيا بتحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب مفتوحة، مؤكداً أن صنعاء لن تتراجع عن عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني.

 

قد يعجبك ايضا