والد زينب يكتب عن زينب الطفلة التي قتلتها الطائرات السعودية

زينب الطفلة التي قتلتها الطائرات السعودية
بقلم : إبراهيم عبد الكريم والد الطفلة زينب
في الصورة : إبراهيم عبد الكريم مع الشهيدة زينب …
انه في يوم 16 رمضان الموافق 2015/3/7 في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كنا نائمين في المنزل الذي يقع في الجراف الغربي مديرية الثورة وفجأة لا اعرف ماذا حصل بنا رأيت نفسي بمكان أشبه بكارثة وليس بمنزلي الذي نمت فيه وانأ مطمئن وزوجتي وأولادي نائمين بكل خير وسلام ما إن صحيت وإذا بصراخ زوجتي وأصوات الناس تناديني إبراهيم إبراهيم وصراخ زوجتي تناديني إبراهيم في هذه الثواني المعدودة حولت مسار حياتي الى مجرى أخر تماما أصبح منزلي جحيما من هول المنظر وصوت الآنيين والصراخ من زوجتي وجيراني بحيث إنني كنت ابحث عن الباب المؤدي للغرفة التي بها بقية اسرتي فلم استطيع فتحها فصعدت من جدار الصالة الى الغرفة التي كانت أسرتي تنام بها فوجدت الركام الى منتصف الغرفة تماما زوجتي تصرخ من تحت الأنقاض رجلي رجلي ونصف جسدها تحت الركام فحاولت بكل ما إعطاني ربي من قوه إبعاد الحجارة من على ابنتي …
وإذا بطفلتي زينب التي لم تكمل العام الأول من عمرها مدفونة بالكامل تحت لركام المتساقط من المنزل المجاور لنا ” فأتى الناس لإنقاذنا فحاولوا أن يكسروا الباب لإخراجنا من المنزل ” فجأة رأيت ابني واقفا امامي من فوق الركام فشكرت الله كثيرا الذي أخرجه لي من بين هذا الركام , لكن بقيت زوجتي وابنتي زينب فحاولت وحاولت إخراج ابنتي من تحت الركام وزوجتي كانت تصرخ من تحت الركام الذي يغطي نصف جسدها من الأسفل وتهتف وتقول يا الله يا الله ؛فجأة سمعت صوت الإسعاف وانأ أقوم بالحفر لإخراج ابنتي زينب من تحت الركام ثم أخرجها من تحت الأنقاض فقمت بتسليمها لاحد الأشخاص الذين اتو لإنقاذنا وبعد ذالك قمت با إزالة الركام من على زوجتي وفجأة نظرت الى زوجتي بعد إخراجها وإذا جسمها مملوء بالدماء , وكذلك كسور اصبحت معاقة تماما هرعت سيارات الاسعاف فأخذت زوجتي انا وشخص الى احد سيارات الإسعاف وتوجهت إلى مستشفى المؤيد فدخلت المستشفى وانأ أنادي واصرخ ابنتي زينب فدخلت إلى قسم الطوارئ فوجدت زينب ابنتي واذا بالطبيب يحاول إنقاذها ويريد مني ان ادعه لإنقاذها لكنني بهذه اللحظة لم استطيع الاقتناع بأنها قد استشهدت ” رأيت مالم أره طوال حياتي من حزن ومأساه حسية إن قلبي على طفلتي زينب ينفطر حسرة .. لو اجتمع العالم بهذه اللحظة على مساعدتي سأطلب منهم إن يعيدوا إلي ابنتي وحبيبة وفرحة عمري زينب “فقمت بأخذها من مستشفى المؤيد وتوجهت بها إلى مستشفى الثورة العام في العاصمة صنعاء حيث أن هذا المستشفى هو الوحيد الذي يوجد به جميع الأجهزة الطبية كنت على أمل بان ابنتي سوف تعيش أخذتها بحضني إلى هناك فوصلت الى قسم الطوارئ في مستشفى الثورة فإذا بالقاضية تنزل علي بأنها فارقت الحياة وان زينب ابنتي في ذمة الله وقتها لم أر شيئا إلا انه أغمي علي وكان وقتها الدم ينزل من على ظهري ويدي فصحوت بعدها فرأيت نفسي في غرفة المستشفى والناس من حولي فناديتهم !! أين أسرتي ؟أين زينب ابنتي؟اين زوجتي اين ابني : فرد الطبيب قائلا ان كل أسرتي بخير , ووقتها لم يأت احد منهم ولم أرى احدهم لم أرى ابنتي زينب ولا ابني
عبد الكريم في المستشفى الذي كنت فيه ..
قمت من سريري وذهبت ابحث عن أسرتي أين ذهبوا بهم “في إي مستشفى فوجدت ابني عبد الكريم في المستشفى العسكري بحيث إن حالته كانت والحمد لله بسيطة لكن بفضل الله تحدثت إلي ابني عبد الكريم وقال لي بابا فرأيت ان إصابته بسيطة بحمد الله بخير والحياة مازالت تدب في عروقه “بعدها كان التعب اكبر بحيث إنني سوف أتوجه إلى المستشفى الذي فيه زوجتي وما إن وصلت وزوجتي في غرفة العمليات ” وكنت اصرخ وأنادي أين ابنتي زينب ؟ أين قلبي زينب؟ فإذا بأخي يرد عليا قائلا أنها في ثلاجة الموتى فخرجت مسرعا الى ثلاجة الموتى الذي في مستشفى الثورة العام اسأل أين زينب ابنتي ؟قالو لي أنها هناك وحين رأيت المكان الذي وضعت فيه تمنيت الموت على أن أرى ابنتي زينب في هذا المكان كانت في ثلاجة كبيرة من الثلاجات التي يحفظون الماء فيها , و فيها أطفال كثير وقتها كانت صدمتي اكبر مما رأيت من الركام الذي نزل علي أنا وأسرتي عندما أراك يا زينب في ثلاجة ومن فوقك عشرة من الأطفال الموتى ابنتي زينب التي لطالما خفت عليها من نسمات الرياح ومن شعاع الشمس ومن رمل الأرض أن يلمس جسدها رايتك اليوم بأبشع مكان وبأصعب منظر فكانت الدموع تنهمر من عينوني من غير شعور , أحسست أن دمي تجمد في عروقي وان قلبي لم يستطيع آن ينبض أكثر فقد كنت يا زينب كل نبضي وكل حياتي وكل ما املك
زينب ابنتي لماذا قتلوك ؟ قتلوك باسم ماذا ؟ فتلوك يا ابنتي باسم الدين باسم لا اله الا الله محمد رسول الله ؛؛أخذتها من الثلاجة وكفنتها وطلبت من أخي اخذ صورة لي مع ابنتي زينب فكانت الصورة التي تحمل ألف معنى ؟؟
بإعمالهم هذه الله ورسوله بريئون منهم ومن أعمالهم ؛؛ وبعدها طلب مني أخي ان أقوم بدفن جثة ابنتي زينب فذهبت الى مستشفى الثورة , وإذا بابنتي زينب قد البسوها ثياب الموت “فطلبت من أخي ان يقوم بأخذ صوره أخيره لي مع ابنتي وفلذة كبدي زينب وهي ميتة “لكن أخي تردد وقال لي إنني لست بحالة جيدة , لاداعي لهذه الصورة وهذا الموقف “فكانت هذه الصورة هي التي أبكت الملايين من الناس وهي الصورة التي أيقظت قلوب العالم من ظلم نتعرض له ….نرى أطفالنا ومستقبلنا دماء بين أيدينا أطفالهم يلعبون ويمرحون وأطفالنا تقتل وتنتهك بأي قانون يحكم لهم وبأي محكمه عادلة تحكم لهم ”
بعدها قمت بدفن الجثة وتوجهت إلى المستشفى الذي ترقد فيه زوجتي كي أقف معها في رحلة مرضها ومواساتها وتخفيف الحزن عنها وحمل الوجع الذي تحمله من جسدها ومن مشاعرها على فقدان ابنتها التي كانت لها اعز ما تملك ?فإذا احد الأطباء يقول لي بقي ثلاثة شهداء مع زينب ام وابنتها وابن بنتها .
فكنت مع زوجتي في مستشفى المؤيد بحيث ان النتائج كانت بعد انتهاء العملية تثبيت جهاز خارجي في رجلها لكنها لم تكن نافعة “”
فسمعت عن طبيب شاطر يتحدث الناس عنها فذهبت إليه وقمنا بمتابعة حالتها عند هذا الطبيب فكان أول عمل يقوم به عمليه إزالة الجهاز الخارجي وتركيب جبس لها “”
فقمت بعدها بإخراجها من المستشفى الى منزل والدها بحيث أنها لاستطيع الحركة حتى يجروا لها عملية ثالثة لتثبيت ما يسمونه طبيا
(سيخ نخاعي ) تم تثبيت السيخ في الساق . وبقي فك السيخ لكن متى لا اعرف الطبيب يقرر حسب الحالة
والى الان ونحن مازلنا نعاني من عدم الاستقرار وعدم توفر المسكن الذي يجمعني بأسرتي تحت سقف واحد مشردين لا مسكن كل يوم انام عند شخص من الاقرباء
الاكل والشرب في الاسواق
زوجتي وابني في مكان وانا في مكان أخر ..
ابحث عن العدالة فمن سيرشدني إليها ومن سيقودني إلى طريقها والى مكانها سواء كانت في مشارق الأرض أم في مغاربها نريد من يحس بنا ويشعر بما نعانيه من ظلم وألم ووجع وقهر وتشرد نتمنى كل من في قلبه ضمير ورحمة بان يتعاطف مع قضيتي وقضيه شعب ووطن وارض وبلاد قد دمرت وانتهكت تحت مسمى عاصفة الأمل وهي بالفعل عاصفة الأمل لهم بأنهم تمتعوا برؤية أهل الإيمان والحكمة والحضارات دماؤهم تسال وحضارتهم تدمر وشعبهم ينتهك من كل جانب والعالم العربي والغربي لم يهز له ساكن نأمل منكم الرأفة والنظر إلى حالنا بعين العدل وبعين الرحمة والشفقة انظر ألينا من باب إن هذا حق من حقوق الإنسان الذي لطالما انتم تدعو إليه وتعملوا جاهدين من اجله فهذا حق من حقوقنا الأمن والأمان وحمايتنا وحماية أولادنا من القتل والانتهاك وأتمنى إن يصل صوتي إلى كل العالم وبكل مصداقية ووضوح أطفال اليمن بحاجة إلي علاج .
قد يعجبك ايضا