في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية..”كيف نؤهل أنفسنا لكي يكون الله معنا؟”

 

في محاضرته الحادية والعشرون يواصل السيد القائد حديثه على ضوء ما ورد في سورة الانفال عن عناصر وعوامل النصر في ميدان المعركة والمواجهة مع الباطل، والدروس والعبر المهمة التي ضمنتها، والتي تستفيد منها الأمة في مواجهة كل التحديات والأخطار والأعداء، وكيف يجب أن تكون نفسيات المؤمنين المجاهدين وكيف ينبغي أن يكون قربهم وارتباطهم بالله تقوى وايمان صادق وإصلاح ذات البين والتوكل الله والطاعة لله ورسوله.

واستعرض السيد القائد الأمور التي تؤدي الى الفشل والفوضى وتؤدي الى عدم التوفيق الإلهي والتي تكمن في الشخصنة والأنانية والغرق في وحل الغرور والكبر ونسبة الانجازات للنفس حتى يصبح البعض يشبه شر الدواب اذا ذكر بالله ولم يسمع.

ونوه السيد القائد إلى قضية مهمة جدا، وهي أنَّ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما اشتد القتال وحمي الوطيس، أخذ في كفه الحصباء ورماهم بها، وقال: شاهت الوجوه، ودعا عليهم، مع تلك الرمية بدأت هزيمة الأعداء، وكأنه رمى عليهم بالكثير من الصواعق، أو القنابل، أو القذائف الفتَّاكة المدمِّرة، بمعنى: كان تأثيرها كبيراً عليهم على المستوى النفسي والمعنوي، فمع تلك الرمية بدأت هزيمتهم، وحصل انهيارهم فوراً، فكانت هذه الرمية العجيبة عند اشتداد المعركة من جانب النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- رميةً مسددة من الله، أعطاها الله -سبحانه وتعالى- فاعليةً كبيرةً في التأثير على العدو.

وأشار السيد القائد إلى عدد من الدروس والعبر التي نستلهمها من هذه الآية المباركة:{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}، أولها هو: ثمرة الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى-، والتوكل على الله -جل شأنه-، فالله -جل شأنه- يمنح من رعايته ومعونته وتأييده ما يمكِّن عباده المؤمنين في موقفهم الحق من إلحاق الخسائر الكبيرة بالعدو، بالرغم من محدودية الإمكانات على المستوى المادي والعسكري في يد المؤمنين.

إلى ذلك فإن الدرس الآخر الذي نستلهمه، هو درسٌ تربويٌ مهم، وهو: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يذكِّرنا بأنه -جل شأنه- الذي يمكِّن، لولا تمكينه، لولا تأييده، لولا معونته، لولا إمداده المعنوي، وتسهيلاته الكثيرة التي يحققها لعباده المؤمنين؛ لما تمكَّنوا من النكاية بالعدو بحساب إمكاناتهم المادية وقدراتهم البشرية.

كذلك من الدروس التي أشار إليها السيد  القائد أيضاً درس على المستوى الأمني، وهو لا يستحسن أن يتباهى الإنسان بقتل أشخاص مثلاً في صف العدو، فيصبح يتباهى أنه الذي قتل فلاناً، أو أنه الذي تمكَّن من قتل فلان، على المستوى الأمني يمكن أن يركِّزوا عليه شخصياً، وتتحول القضية إلى قضية شبه شخصية وثأر شخصي.

ولفت السيد القائد إلى درس اجتماعي، وهو أنَّ البعض قد يكون من أسرة معينة، أو من منطقة معينة، أو من قبيلة معينة، والتباهي بقتله قد يورث الضغائن في نفس أسرته، في نفس أصحابه، في قبيلته، وتكون المسألة حسَّاسة، تترك تأثيراً سلبياً على المستوى الاجتماعي، البعض قد يكون من نفس مجتمعك الذي أنت تعيش فيه، فيكون لهذا آثار سلبية حتى على مستوى المستقبل، على مستوى المستقبل قد يؤثِّر على البعض في موقفهم، في هدايتهم، في صلاحهم.

ختاما فإن ما نستلخصه من هذه محاضرة السيد القائد أن الطاعة ركيزة أساسية ونقطة جوهرية تدل على صدق الإيمان وبها تتحقق الأمور والانجازات، تشخيص عسكري ميداني قرآني دقيق لمجريات وأحداث المعركة بين الحق والباطل ليس هذا فحسب، بل حتى على مستوى الحديث عن الحسم والنتيجة النهائية للمعركة لصالح المؤمنين وهذا ما تحدثت عنه سورة الأنفال عن معركة غزوة بدر الكبرى.

إلى ذلك نستخلص من محاضرة السيد القائد يحفظه الله، أمر مهم لاينبغي أن نتجاهله، وهو كيف أن الله تعالى هو الذي يتولى الأمر في المعركة من البداية الى النهاية ويتدخل ويحسم الأمور لصالح المجاهدين في سبيله.

 

قد يعجبك ايضا