التوحش والهمجية والرد اليمني…. بقلم/الدكتور بهيج سكاكيني

 

ستة أعوام مضت على الحرب الهمجية على الشعب اليمني التي قادتها السعودية والامارات تحت ذريعة عودة الشرعية دمرت كامل البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء ومحطات توليد الكهرباء والطرقات والجسور والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع وارتكبت قوى البغي والعدوان ابشع المجازر بحق الشعب اليمني دون ان يتحرك “المجتمع الدولي” العاهر ساكنا لأكبر مأساة إنسانية شهدها العصر الحديث بشهادة العديد من المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة التي بينت عهرها مجددا من خلال أمينها العام  برفع السعودية عن قائمة العار للدول التي تقتل الاطفال مقابل 500 مليون دولار.

وأظهرت الفترة الاخيرة وبشكل لا لبس فيه وخاصة لمن اصطفوا مع العدوان من اليمنيين الأطماع  الاماراتية والسعودية في اليمن حيث تقاسم كل منهم الغنائم فالإمارات سيطرت على جزيرة سقطرى بعد تفاهم مع السعودية التي سحبت قواتها من الجزيرة نهائيا واعطيت محافظة المهرة وربما حضرموت الى السعودية. تقسيم الكعكة بينهم يدلل على حقيقة النوايا من عدوانهم المستمر على اليمن الذي لم يكن عودة “الشرعية” لمن ليس له شرعية بالأساس ولا سيادة على قراره او قرار حكومته العتيدة التي اتخذت من الرياض مقرا لها منذ 2015 فالمواقف والقرارات تملى عليهم من سيدهم وولي امرهم  في الرياض. واليوم نرى القتال بين المجلس الانتقالي في الجنوبي المدعوم إماراتيا مع قوات الرئيس اللاشرعي المدعوم سعوديا في جنوب اليمن للسيطرة على مناطق نفوذ.

وتأتي اليوم الضربة الاستراتيجية في العمق السعودي وفي العاصمة الرياض ولمؤسسات لم تكن بحسبان التحالف الغير مقدس على وزارة الدفاع والاستخبارات السعودية حيث تتواجد الزمرة في غرفة العمليات التي تدير الحرب على اليمن من امريكيين وبريطانيين وإسرائيليين على وجه التحديد الى جانب ضرب قاعدة سلمان الجوية وعدد من المواقع العسكرية في نجران وجيزان اليمنيتين بالأصل الذي استولت عليهم السعودية وضمتها اليها عنوة قبل عقود من الزمن ليدق ناقوسا آخر وخاصة بعد ان ضربت منشآت أرامكو سابقا ويؤكد ان الشعب اليمني وجيشه وقواه الحية قادرة على الرد والرد المؤلم والمهين ايضا. بالإضافة الى ان الجيش اليمني يمتلك من المعلومات الدقيقة والاحداثيات والصواريخ والمسيرات التي تستطيع ان تصل الى أهدافها العسكرية والاستراتيجية المحددة. هذا الى جانب انها لا تستهدف المدنيين كما تفعل طائرات التحالف السعودي التي لا تتوانى من قصف المناطق السكنية والاسواق العامة وتجمعات الاعراس والافراح او المدارس عن تعمد وسبق إصرار على ارتكاب المجازر.

وكالعادة ستظهر علينا الصحافة الصفراء والكتبة المأجورين بالقول ان هذه صواريخ إيرانية …الخ من هذه السوالف التي تعودنا عليها الان. آل سعود على وجه التحديد لكونهم لا يؤمنون حتى بمواطنيهم وبقدراتهم وبالتالي يستجلبون الخبراء في كل مجال من الخارج ولايستطيعون بناء اية صناعة استراتيجية دون الاستعانة بالأجانب لإدارتها, يعتقدون ان الشعب اليمني غير قادر على امتلاك المعرفة والتقنيات التي تجعله متفوقا على هؤلاء المتخلفين الذين انفقوا اكثر من 140 مليار دولار على شراء الاسلحة في حربهم على اليمن دون تحقيق اية مكاسب سياسية أو عسكرية للان على الاقل تلك التي رفعت منذ بدء العدوان في مارس 2015 . الشعب اليمني والجيش اليمني له الحق بالحصول على المعرفة والخبرات من إيران او غيرها للدفاع عن ارضه.

 إذا كانت السعودية  تحلم بأن الشعب اليمني سيستكين في اي مرحلة من المراحل ويقبل بأن يقتل وينكل به ويجوع من خلال حصار خانق برا وبحرا وجوا بمساعدة وضلوع أمريكي وبريطاني وأن يحرم من الغذاء والدواء وأن تحجز السفن التي تحمل له مصادر الطاقة وان تستباح ارضه ويبقى صامتا ولا يقاتل بكل شراسة وبكل وسيلة يطورها او يحصل عليها من الاصدقاء والحلفاء  فإنه يحلم أحلام اليقظة.

الجميع اصبح يدرك وبشكل واضح ان المنطقة واقعة تحت استقطاب سياسي غير مسبوق وأن هنالك محورين متصارعان محور يضم كل الادوات للصهيو-امريكية واستراتيجيتها في المنطقة ومحور المقاومة والحرب على اليمن لا يمكن ان ترى الا من خلال هذا الاطار ومن المؤكد ان الصراع في اليمن هو جزء لا يتجزء من هذا الصراع الدائر وان اليمن هو من المحور المقاوم وبالتالي لن يكون مستغربا ان يتم دعم شعب اليمن ومقاومته من اي من أطراف محور المقاومة فالعدوان ليس موجها لليمن فقط بل لمحور المقاومة. ومن لا يفهم هذا الترابط العضوي وجدلية الصراع لا يفقه بالسياسة ولا بما يدور على الساحة.

كاتب فلسطيني

قد يعجبك ايضا