خيار الحرية .. أصل المشكلة مع العدوان!

الحقيقة/خاص

خيار الحرية .. أصل المشكلة مع العدوان!

لقد أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) أكثر من مرة بأن النزعة التحررية للشعب اليمني وارتباطه بقضايا أمته وبمشروعه القرآني وتطلعه نحو الاستقلال من الهيمنة الخارجية كان وراء العدوان الإجرامي يقول: (( “حساباتهم تجاه شعبنا الذي يرون فيه شعبا حرًّا وشعبا أبيا، وشعبا عزيزا، وشعبا مرتبطا بقضايا أمته الكبرى، شعبا ليس حاله كحال بعض الشعوب المقهورة، المغلوبة على أمرها،لا. شعبنا يرون فيه شعبا مع الشعوب التي لها موقف بارز، ولها صوت مرفوع ومسموع تجاه قضايا الأمة، شعب مهما كانت جراحاته، ومهما كانت آلامه، ومهما عظمة محنته، ومهما كانت أوجاعه، لن ينسى أنه جزء من أمة عظيمة، من أمة كبيرة، مصيره مرتبط بمصيرها، ومشكلته جزء من مشكلتها الكبرى”،” هو شعب حرٌّ في ثقافته في إيمانه، تعلم أَن لا يعبد إلا الله وألا يستعبده أحد أبداً من خلق الله”)).

ويضيف:

((نحن نسعى لأن نكون أحراراً، أكبر مشكلة لنا مع قوى العدوان هي هذه، السلاح ما هو مشكلة، يعني: هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم، أن يتحولوا إلى مجرد أدوات بيد الأجنبي، يعطون السلاح، [سواء كان باسم دولة، أو ليس باسم دولة، باسم عسكري، أو باسم شعبي]، يسمون نفوسهم في بعض المناطق (مقاومة)، ما قد سمعنا بمقاومة مع معتدي، مع أجنبي غازي!… أي حالة يعني: قاعدة، داعش، تكفيري، علماني، أنت بأي عنوان، شعبي، عسكري، بأي عنوان يمكن أن تعطى السلاح، يسلحون الناس باعتبارهم كقبائل (قبيلة)، يعني: لم تعد المسألة حسب مصطلحاتهم: جيش، وأمور رسمية، و و… قبيلة ممكن تسلم السلاح، حتى الدبابات، حتى الآليات العسكرية، ولكن تعطى في سبيل ماذا؟ في سبيل أن تكون في موقف حُرّ ومسؤول ووطني؟! |لا|. تكون مجرد أداة لهم، أن يكون القبيلي عبداً، يخسر قبيَلته، ما عاده حُرّ، القبيَّلة حرية، القبلية الحقيقية شرف وكرامة، لكن |لا|، إذا أنت ستستلم السلاح منهم لتقاتل ضد شعبك، ضد وطنك، لتكون متراساً متقدماً أمام جنودهم، هذا الدور الذي يراد لليمني، يتقدم قبل الإماراتي، ليكون هو العرضة للنيران، لأن يصاب ويكون فداء للجندي والضابط الإماراتي، أو مترساً قبل الجندي السعودي، وقبل الجندي من هنا أو هناك بالذات السعودي والإماراتي، وإلا السودانيون لا يطلبون من اليمنيين أن يكونوا متارس لهم، بل يقدمونهم هم)).

لا بد من الوعي بأهمية التحرر

كما يؤكد السيد القائد بأنه: ((لا بد من الوعي، الوعي بأهمية التحرر، بقيمته لأنه يمثل الأولوية أَيْــضاً، كُــلّ إنْسَان لا يزال حراً، لا تزال مداركُه سليمة، يرى ما يفعله أولئك المعتدون وما يسعون له ستكون أولويته المحتومة هي التصدي لهذا العُــدْوَان بأي شكل من الأشكال، من يتصدى عسكرياً في ميدان القتال، من يتصدى إعلامياً بحكم مهنته الإعلامية، من يتصدى في العمل الإنْسَاني، من يعمل على المستوى الثقافي من يعمل على المستوى الفكري، على كُــلّ المستويات، من له أولوية غير التصدي لهذا العُــدْوَان بالرغم من وحشية هذا العُــدْوَان بالرغم من جرائمه الفظيعة جداً من أهدافه السيئة للغاية فهو إما خائن لوطنه أو على أسوأ مستوى من الغباء، من لا يدرك ومداركه سليمة فهو ممن قال الله عنهم (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)، من لا يزال يحمل ذرة من الإنْسَانية وهو يرى مشاهد الآلاف من الأطفال من النساء يقتلون عبثاً وإسرافاً وإجراماً وطغياناً كيف لا يتَحرّك؟ كيف لا تهتز فيها الحمية والإباء والنخوة الإنْسَانية والكرامة الإنْسَانية، وأنا أقول من لا يبالي ويتجاهل بالرغم من كُــلّ ذلك فهو مشبوه في توجهاته، ضائع تائه، تائه على كُــلّ المستويات، يا أخي دع عنك الحسابات السياسية و الاعتبارات السياسية والاختلافات السياسية وأية اختلافات من أي نوع، هل لا زلت إنْسَاناً؟ أجعل ما يحصل بحق الأطفال والنساء من مآسيَ خارج حساباتك كلها؛ لأنها اعتبارات وأمور لا تخضع للمقاييس السياسية ولا للاختلافات السياسية ولا للشؤون السياسية، فهؤلاء أطفال ماذا بذنبهم؟ نساء ماذا بذنبهم؟ مواطنون عاديون بل مواطنون من كُــلّ الأطياف من كُــلّ المكونات من كُــلّ المذاهب يقتلون، الناس يقتلون بغض النظر عن انتماءاتهم وهُويتهم، على المستوى الثقافي أو على المستوى السياسي، أو حتى على المستوى المناطقي، فالإنْسَان الإنْسَان الذي لا يزال بحق إنْسَاناً في قيمه في إحساسه في وجدانه في مشاعره ستدفعه إنْسَانيته؛ لِأَن يكون له موقف من هذا العُــدْوَان وأن يكون موقفه من هذا العُــدْوَان هو الأولوية قبل كُــلّ اعتبارات أخرى ولذلك لا بد من التَحرّك على كُــلّ المستويات وفي مقدمتها الوعي وتأصيل وترسيخ الثوابت والقيم ومبادئ التحرر والاستقلال والكرامة، هناك جهود كبيرة وللأسف، أنا أقول إن المرتزقة والعملاء من فئة المثقفين ومن فئة السياسيين ومن فئة الإعلاميين أكثر خطراً على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأميين المقاتلين، يعني الأمي الذي يذهب ليقاتل؛ لأنهم أعطوه شوية فلوس سعودي واستمالوه نتيجة ظروفه الاقتصادية وانعدام قيمه ومبادئه وقصور وعيه، استمالته تلك الأموال فذهب وقاتل معهم، هو لا يصل في سوء موقفه وإن كان موقفه سيئاً وإن كان موقفه خيانة لدينه وشعبه وأرضه وعرضه ووطنه وبلده، لكن ليس مستوى ما وصل إليه من السوء ما يعمله من هم إعلاميون مرتزقة، دَائماً يحاول أن يسوغ وأن يبرر العُــدْوَان وأن يدافع عن العُــدْوَان أو مثقف أو مفكر، ودائماً يعني هناك بين كُــلّ الفئات والمكونات فوارق، يعني دَائماً في كُــلّ مسيرة البشرية وفي كُــلّ مناطق الدنيا، في كُــلّ فئة من الفئات ليس الناس سواء، هناك أحرار وهناك عبيد تافهين، عبيد للمطامع عبيد للأهواء عبيد للأحقاد، عبيد للعصبيات وهناك في نفس الوقت شرفاء أحرار أعزاء مهما كانت الاعتبارات الأخرى يقف الموقف الصحيح والمسؤول خاصة عندما تصل الأمور إلى هذه المستويات، اليوم ليست المسألة خلافات سياسية، لا، مسألة اعتبارات إنْسَانية قبل كُــلّ شيء، ثم اعتبارات كبرى وطنية بلد يتعرض للاحتلال والغزو الأجنبي)).

قد يعجبك ايضا