خيبات .. وعزائم….. بقلم/ علي أحمد جاحز

 

نصطدم كثيرا، ونصاب بالاحباط مرات كثيرة ، ومع ذلك نستمر في السير نحو الهدف السامي الذي ينتظرنا بل الاهداف الكثيرة السامية التي تنتظرنا على طول الطريق الطويل الذي رسمه الشهيد القائد ودفع روحه ثمنا لتعبيده ووضع ابجدياته وتفاصيله ، غير ان الصدمة تكون كبيرة وقاسية احيانا وهو ما يجعل الاحباط والشعور بالخيبة تحديا كبيرا يهددنا بالفشل والاستسلام، وهيهات .

حين نتذكر ان ثمة من يبذلون ارواحهم او ابناءهم او اخوانهم او اباءهم او كل ما يملكون على مدى هذا الطريق التحرري الذي نسلكه، نشعر بالخجل الشديد ونطأطئ رؤسنا ونعترف اننا مقصرون وكل ما نقوم به لايزن شيئا امام عظمة ما يقدمونه ويبذلونه في سبيل عزتنا وكرامتنا واحلامنا وطموحاتنا وحراسة ارضنا التي نستمد منها القوة ونقيم عليها ركائز دولتنا ومؤسساتنا .

هل يا ترى يشعر بالخجل من يقترفون الاساءة تلو الاساءة لمسيرة التحرر والنضال وللمشروع ولمن يحمل المشروع على كاهله ويحرسه بدمه ، هل يطأطئون رؤسهم اولئك الذين يقتلون أحلام الناس وطموحاتهم ويسلبون من عيونهم بريق الامل، ام ذلك لم يعد ضمن حساباتهم اصلا .؟!

الاساءة لايمكن السكوت عليها سواء جاءت من الكبير اومن الصغير من السياسي او العسكري او الاعلامي او المثقف او حتى من اصحاب النضال والتضحية ، فالاساءة هي لحظة ضعف ونزوة تفريط وبداية سقوط ، ولا يفيد التراجع عنها بقدر ما الواجب الاعتذار والتوبة عنها وتصحيح ما تركته من آثار سلبية في مواقف الناس وانطباعاتهم ووعيهم ايضا، والاهم من ذلك معاقبة المسيء لكي لا يعتقد في قرارة نفسه انه بمنأى عن العقاب او فوق العقاب.

ثمة امور لانحبذ ان تحدث وحين تحدث لانحبذ ان تخرج للعلن وحين تحرج للعلن لانحبذ ان تشغلنا وتصير بؤرة لتناولاتنا واحاديثنا فهناك ما هو اولى ان نتناوله وننشغل به ، كما لسنا ممن يفرحون بالتقاط العثرات والمتاجرة بها والركوب عليها لقضاء حاجة او نيل مكسب ، غير ان الصمت عليها وتركها تمر مرور الكرام امر صعب على كل شريف غيور وله مرارة و وجع اكبر من مرارة ووجع الخيبة والانكسار بعد الامل والطموح .

لزاما علينا ان نتوقف ونراجع خطانا ونحاكم انفسنا ونصحح مسارنا ونعود الى الطريق الذي رسمته دماء الشهداء وتضحيات العظماء ، ونتذكر شعاراتنا التي رفعناها ومبادئنا التي حملناها ونسترجع من ذاكرة الماضي تلك الاخطاء والتجاوزات والسلبيات التي كنا نرى ونؤمن ان من كان يرتكبها يستحق ان يسقط وتبذل الارواح لاسقاطه ، لابد ان نضع بيننا وبين ما كنا نمقته في غيرنا سدودا منيعة تقينا من الوقوع فيه .

لم نزل نخوض معركتنا بوجه منظومة الطغيان ومشروع الشيطان الذي لن يهدأ له بال حتى يضمن سقوط مشروعنا الثوري القرآني التحرري الكبير الذي يحمل بداخله الخير والحق والعدل والنهوض بالانسان وبكرامته وعزته واستقلاله ، وهذا ما لن يحدث باذن الله مادمنا لم نفرط في مبادئنا ولم نغفل عن اهدافنا ولم ننحرف عن مسارنا .

علمنا الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه ان نقف مع ما نؤمن به وقفة جادة ونضحي ونبذل لتنتصر الحقيقة ويبقى المشروع ويستمرالنضال ويتحقق الهدف ، وبرغم كل ما يمكن ان نكتشفه من خيبات وصدمات يفترض ان نستمد من السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله الحكمة والثبات والعزيمة والحلم ، فلن نواجه واحد في الالف مما واجه ولايزال يواجه من تحديات واشكالات وخيبات وصدمات في كثيرين كانوا محل ثقة وسقطوا امام امتحان المسؤلية .
#جبهة_الوعي
—–
يوميات- صحيفة الثورة- عدد اليوم الاربعاء الموافق 26 ابريل 20177م

قد يعجبك ايضا