قصيدة “حوار بين مجاهد وبندقيته” للشاعر معاذ الجنيد

فديتُكِ ( بُندُقِيْ ) .. أوَلَمْ تَصُومِيْ؟
أما أحسَستِ بالشهرِ الكريمِ !؟

بَلى .. أحسَستُ فيهِ .. أما تراني
مُسَبِّحَةً على رأسِ الخُصومِ
أصومُ عن المنامِ نعمْ .. ولكنْ
على الأعداءِ أُفرِطُ في الدُسُومِ
ومُرتزَقاً طَفحتُ و( جنجويداً )
وأشبعَ معدتي جيشُ ( القصيمِ )
إذا انتفَخَتْ من ( السنغال ) بطني
أُنَوِّعُ من ( أبوظبيٍ ) لُحُومِيْ
فصُمْ عنِّي وعنكَ معاً .. ودَعْني
أُشَهِّي النفسَ من هذا النعيمِ
ولا تُبعِد يمينَكَ عن زِنادي
فنحنُ نمُرُّ بعناقٍ حميمِ
أَأُمسِكُ والموائدُ مُقبِلاتٌ
بأرتالٍ مُنوَّعةِ الجُسومِ !؟
وهل صامَتْ جهنَّمُ يا ابن أُمي
عن المُتوافدينَ إلى الجحيمِ ؟!
وظَنُّوا زُرقةَ النيرانِ بحراً
أتوا .. فإذا بِها نارُ السَّمُومِ !
نعمْ أفطرتُ بطشاً بالأعادي
وحَوَّلتُ الغُزاةَ إلى رميمِ
ولكِنِّي لَأُطعِمُ ألفَ طيرٍ
بِما خَلَّفتُ في تِلكَ التُخومِ
فطِبْ نفساً .. وزِدْ بالله بأساً
وسَبِّح باسمِ رحمنٍ رحيمِ
لأنَّكَ حامِلي ورفيقُ دربي
يزيدُ زكاءُ نفسكَ من عُزومي
ويرمي الله طلَقاتي عليهم
وما هوَ ( قولُ شيطانٍ رجيمِ )
توَكَّل واشعل الجبهاتِ ناراً
وفي تِلكَ الجِباه اطبع “خُتومي”
وثِقْ خلف ( ابن بدر الدين ) أنَّا
نسيرُ على الصراطِ المُستقيمِ
أمامي جبهتان .. وقُلْ ثلاثاً
وتسمعُ صرختي من ( أورشليمِ )

على كل السلاحِ فخرتُ لمَّا
برزتُ بصفِّ ( صُنَّاعِ الرُجومِ )
سموتُ بغايتي .. وغدا قِتالي
لأجل الدين والذِكرِ الحكيمِ
لهذا بارَكَ الجبَّارُ بأسي
وضاعَفَ طلقتي عند الهجومِ
بوجهِ الطائراتِ رفعتُ رأسي
وأربكتُ المُدرَّعَ من قُدومي
نسيتُ مصانِعي .. ونسبتُ نفسي
مُفاخِرةً إلى ( اليمنِ ) العظيمِ
إلى الشعبِ الذي اختزل المعالي
وشيَّدَ مجدَهُ فوق النُجومِ
ففِيهم إن شمختُ .. فعن جُذورٍ
مُشرِّفةٍ .. وإيمانٍ قديمِ
وإنْ ترَني هدأتُ وخفَّ عزمي
فزِد من ذِكرِ ربِّكَ يا نديمي
وحدِّثني عن ( الصمَّادِ ) شوقاً
وحلِّق بِيْ معَ ( لُطفِ القحومِ )
وذكِّرني بأنَّاتِ الضحايا
ودمعةِ كلِّ ثكلى أو يتيمِ
ووجِّهنِي على وجهِ الأعادي
وثبِّتني فديتُكَ في الخُشومِ
بِهمْ دعني أُعَيِّدُ .. لا تلُمني
عن التنكيلِ والبطشِ الأليمِ
يُلامُ عن الجرائمِ قومُ ( عادٍ )
ولا لومٌ على الريحِ العقيمِ !
فقُم لله صدَّاً واقتِحاماً
وقُل يا جُعبتي لله قُومي ..
وإن أخطأتُ في ما جاءَ مني
فنبِّهني إلى القولِ السليمِ !!

* * *

كلامُكِ يا رفيقةُ منطقيٌّ
ورأيُكِ مثلُ ناركِ في الصميمِ
أيأتينا العِدا من كلِّ أرضٍ
ولا يُسقونَ من ماءٍ حميمِ !
فديتُكَ عَيِّدِي ما شِئتِ نسفاً
ودُكِّي كلَّ مرتزقٍ أثيمِ
قِرَىً يا بُندقيَّةُ ضَيِّفِيهِمْ
فقد وصَلوا إلى شعبٍ كريمِ !

 

قد يعجبك ايضا