الجوع قاتل اليمن الصّامِت

 

صحيفة الحقيقة/حسين محمد كوراني

يتفاقم الوضع الإنساني في اليمن مع كل يوم حرب يمر عليه. بات البلد على شفا مجاعة شاملة. بعد ثلاثة أعوام ونصف من المعارك أصبح أكثر من تسعة ملايين يمني لا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية. خطر الموت لم يعد يقتصر على القنابل والقصف اليومي، بل تجاوزه إلى المجاعة والكوليرا أيضًا. الآباء شاهدوا أطفالهم يموتون جوعًا أمام أعينهم، ما اضطر بعضهم لبيع أعضاء من أجسادهم لإنقاذهم من الموت المُحتَّم. مأساة فقدان طفل أصبحت شائعة. ما تبقى من مشافي غصَّت بالمرضى والجرحى.

يتعرض اليمن لأكبر كارثة إنسانية تتعرض لها البشرية، حيث تحاصره قوى العدوان السعودي الإماراتي المدعومة من الغرب من الجو والبحر. لم تترك طائرات وبوارج هذا العدوان مرفقًا إلا وقصفته، حتى المستشفيات وخزانات الماء والوقود والأراضي الزراعية لم تسلم من قذارة إجرامهم الموصوف والموثق. البيوت دُمّرت ليلاً على ساكنيها. ميناء الحديدة، عصب حياة نصف الشعب اليمني، دُمِّر بالكامل، حتى السفن المحملة بالمواد الغذائية والطِّبية أحرقوها.

ملايين الأشخاص في اليمن يعتمدون على وجبة أكل واحدة كل يومين

منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز جراندي، كشفت في تقرير أن ملايين اليمنيين يعتمدون على وجبة واحدة من الأكل، كل يومين، وأوضحت في بيان لها أن “8.4 ملايين من اليمنيين، لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، وأن غالبيتهم يأكلون مرة واحدة كل يومين.. لا يتوفر أيضًا إلى كثير من الأسر اليمنية سوى وجبتين كل أسبوع”.

وحذَّرت المنسّقة الأممية من أثار القصف الجوي على أنظمة المياه والصرف الصّحي، معتبرة أن “الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم”.

أظهرت سجلات بحرية لم يسبق نشرها وتقرير سري للأمم المتحدة ومقابلات مع وكالات إغاثة إنسانية وخطوط ملاحية، أنّ العدوان السعودي كرّس هذا الوضع، وأن سفنه تمنع دخول إمدادات ضرورية إلى اليمن حتى في حالات خلوها من أي أسلحة كما تدّعي.

وتقول التقارير السرية إن سفن العدوان ردّت سفناً تحمل مساعدات وبضائع تجارية لتعود أعقابها، أو عطلتها قبل أن تصل إلى موانئ يمنية، رغم أن الأمم المتحدة وافقت على شحناتها ولم تكن أية أسلحة على متنها، ووقعت عدة سفن بينها سبع تحمل أدوية ومواد غذائية في شباك الحصار، فتعطّلت الشُّحنة ثلاثة أشهر وأتلفت الأدوية.

كما منع العدوان أربع ناقلات نفطية تحمل 71 ألف طن من الوقود أي ما يعادل 10 بالمائة من الاحتياجات اليمنية الشهرية.

تقول الطبيبة أشواق محرّم من مدينة الحديدة، “أشاهد نفس الوضع الذي كنت أشاهده على التلفاز عندما ضربت المجاعة الصومال.. لم أتوقع أبدًا أن أشاهد هذا الوضع في اليمن”، مضيفة “إذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد، وأبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة”.

واشارت الطبيبة التي تعمل لسنوات مع وكالة الإغاثة العالمية في اليمن الى أن “الحصار السعودي يمنع كافة وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان والباحثين من دخول البلاد وتعريف العالم بحقيقة ما يجري على الأرض”.

قد يعجبك ايضا