صحيفة الحقيقة العدد”279″:الضمير العالمي.. بين مجزرتي بحر البقر وضحيان!واليمن لن يُهزم.. ماذا عن السعودية؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

الضمير العالمي.. بين مجزرتي بحر البقر وضحيان!

د. محمد سيد أحمد:

الفاصل الزمني بين مجزرتي بحر البقر المصرية وضحيان اليمنية يقترب من النصف قرن تقريباً، وهي مدة زمنية كبيرة شهد خلالها العالم ثورة في عالم الاتصالات والمعلومات، حيث تحول العالم بفضل هذه الثورة إلى قرية صغيرة تتناقل فيها الأخبار بسهولة ويسر، ولم تعد وسائل الإعلام حكراً على الحكومات، بل أصبح كل مواطن على سطح الكرة الأرضية يمتلك وسيلته الإعلامية الخاصة، ويمكنه من خلالها أن يبث الأخبار والصور والفيديوهات وينقلها عبر الشبكة العنكبوتية إلى العالم أجمع، وعلى الرغم من ذلك التطور الذي شهدته تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مازالت هناك أحداث عالمية كبيرة كانت في الماضي يهتز لها العالم وينتفض لها الضمير العالمي لا يلتفت إليها أحد اليوم، وهو ما يعني أن الضمير العالمي قد مات.

ففي صباح اليوم الثامن من نيسان عام 1970 وأثناء حرب الاستنزاف التي كبدت فيها قواتنا المسلحة المصرية العدو الصهيوني خسائر فادحة، قامت القوات الجوية للعدو الصهيوني بالتحليق فوق السماء المصرية بخمس طائرات من طراز إف – 4 فانتوم، ثم قامت بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية بشكل مباشر بوساطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى العدوان الصهيوني إلى استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين، إضافة إلى إصابة مدرس و11 عاملاً في المدرسة، وتدمير مبنى المدرسة تماماً، وجاءت ردود الأفعال المصرية سريعة جداً حيث قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع بياناً عاجلاً كان نصه: «أيها الإخوة المواطنون، أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة تحت جحيم من النيران».

ونددت مصر بالعدوان رسمياً، ووصفته بأنه متعمد وغير إنساني بهدف إخضاع مصر وإجبارها على وقف الهجمات التي تشنها خلال حرب الاستنزاف والموافقة على مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار، وعلى المستوى الشعبي نددت العديد من الجهات والهيئات والمنظمات بالعدوان ووصفته بأنه تجرد من كل معاني الإنسانية، وقام أطفال مدرسة بحر البقر الذين لم يصابوا في الهجوم بإرسال رسالة إلى «بات نيكسون» زوجة الرئيس الأمريكي وقتها «نيكسون» وسألوها: «هل تقبلين أن تقتل طائرات الفانتوم أطفال أمريكا؟! أنت الأم لجولي وتريشيا والجدة لأحفاد.. فهل نستطيع أن نذكر لك ما فعله زوجك مستر نيكسون؟!»، وكتب الشاعر المصري صلاح جاهين قصيدة فورية تقول «الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذي.. دمها راسم زهرة.. راسم راية ثورة.. راسم وجه مؤامرة.. راسم خلق جبابرة.. راسم نار.. راسم عار ع الصهيونية والاستعمار.. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس.. الدرس انتهى لموا الكراريس».

ورداً على ردود الأفعال المصرية صرّح المتحدث العسكري للعدو الصهيوني في تل أبيب في الساعة الثالثة مساء يوم العدوان «أنهم يحققون في الأمر» ثم أعقبه تصريح آخر بعد ساعة «أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهداف عسكرية في غارتها على الأراضي المصرية»، ثم خرج وزير حرب العدو الصهيوني موشي ديان ليتحدث لراديو «إسرائيل» قائلاً: «المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري.. وهي قاعدة عسكرية، والمصريون يضعون فيها الأطفال للتمويه»، وكتب يوسف تكواه مندوب العدو الصهيوني في الأمم المتحدة رسالة للمنظمة الدولية يقول فيها: «إن تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري»، وعلى الرغم من ذلك خرجت بعض المنظمات التابعة للعدو الصهيوني من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تدين العدوان وتصفه بأنه: «نقطة سوداء في تاريخ الجيش الإسرائيلي لكونه تسبب في قتل العديد من المدنيين».

وكانت ردود الفعل العربية والدولية سريعة حيث أثارت أنباء العدوان سخطاً واسعاً في وسائل الإعلام، ونددّت العديد من الدول العربية بالعدوان البشع وأعربت عن خالص مواساتها وتعازيها، وأدانت موسكو العدوان ووصفته بأنه «عندما أرادت «إسرائيل» اختيار «حق» الرد فلم تعارك جيشاً بل ذهبت للانتقام من أطفال مدرسة بحر البقر وهذا رد عاجز»، وأعلنت الحكومة البريطانية عن «أسفها الشديد للحادث»، وأعرب الفاتيكان عن «حزنه على الأطفال الأبرياء»، وشهدت تركيا وقفة احتجاجية من الطلبة أمام قنصلية العدو الصهيوني في إسطنبول، وفي يوغوسلافيا نددت جماعات السلام بالعدوان وقامت بإرسال برقيات احتجاجية لحكومة العدو الصهيوني، وعلى الرغم من ذلك جاء الرد الأمريكي مائعاً كالعادة حيث قامت الخارجية الأمريكية بالتعليق بأنها «أنباء مفزعة، وأنها عاقبة محزنة يؤسف لها من عواقب عدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار»، وكالعادة لم يصدر بيان رسمي من الأمم المتحدة واكتفوا بوصف الخارجية الأمريكية «بأن الأمر كله متعلق بانتهاك وقف إطلاق النار»، وكالعادة أيضاً لم تعقب وسائل الإعلام في دول أوروبا الغربية على العدوان واكتفت فقط بنشر التصريحات المصرية وتصريحات العدو الصهيوني عن المجزرة.

واليوم بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على مجزرة بحر البقر تشهد محافظة صعدة اليمنية مجزرة مماثلة على حافلة للأطفال في منطقة ضحيان كانت تقلهم في رحلة مدرسية وبالطائرات والصواريخ الأمريكية الصنع نفسها يتم قصفهم بوحشية من قبل قوات التحالف العربي المزعومة المدعومة أمريكياً وصهيونياً والتي تشن عدواناً ظالماً على اليمن العربية منذ ثلاث سنوات كاملة، وينتج عن ذلك استشهاد 51 طفلاً، إضافة إلى 56 طفلاً جريحاً، وعلى الرغم من التطور المذهل الذي شهدته وسائل الاتصال والإعلام إلا أن العدوان كأنه لم يحدث، فردود الفعل العربية والدولية لم نسمع بها إلا ما ندر، ووسائل الإعلام لم تتوقف أمام المجزرة البشعة وكأنها لم تحدث، وفي محاولتنا لرصد ردود الأفعال بشأن مجزرة ضحيان في صعدة اليمنية لم نجد ما يكفي لعرضه، على عكس ردود الأفعال عن مجزرة بحر البقر المصرية، وهو ما يعني أن العالم قبل نصف قرن كان مازال فيه بعض من ضمير، أما الآن فقد مات هذا الضمير وشيّعت جنازته، اللهمّ بلغت.. اللهمّ فاشهد.

 

 

اليمن لن يُهزم.. ماذا عن السعودية؟

ربى يوسف شاهين:

كثيرة هي المؤامرات التي تُحاك على بلدان الشرق الأوسط ، فالبلدان الغنية بنفطها وغازها كنزٌ لا يمكن غض الطرف عنه ، كل بلد في هذا الشرق عانى إن كان عسكريا أم اقتصاديا ام سياسيا أم فكريا ام ثقافيا والمسبب “واشنطن و أدواتها”، و لكن ان تجتمع بعض الدول العربية على اليمن “التاريخ والحضارة” فهذا بحد ذاته مدعاة للخُزي.

بداية وعلى لسان مفكرين غربيين، فقد أكد الباحث والمفكر الفرنسي البروفيسور فرانسوا بورجا: “أن أسباب الإرهاب والتطرف سياسية بالدرجة الأولى وليست دينية كما يعتقد البعض، مشددا على أن 90% من صناعة العنف في العالم يقف وراءها الغرب، والحكام المستبدون في المنطقة الذين يدعمهم الغرب”. و ما يحدث الآن على الساحة اليمنية هذا لأفظع ما يُمكن أن يُرتكب ، وهذا ما أشرنا إليه فهل يحق لما يسمى التحالف العربي السعودي الإماراتي أن يكون سببا في قتل الشعب اليمني.

“ذرائع كثيرة يصنعها المعتدي وهذا ما فعلته السعودية”

تحت ذريعة الحدود مع اليمن وأن هناك متمردين لابد من ملاحقتهم، ولاعتبارات و مصالح أمريكية ، بدأت حرب الإبادة من قبل السعودية بحق اليمن و اليمنيين ، لكن ما خفي كان أعظم ، فمنذ معاهدة الطائف 1934 والسعودية تسيطر على( نجران – عسير- جيزان) وهم وحسب المعاهدة “استئجار” لأنها اراضي يمنية ، ولأن الحوثيين والتي تصفهم السعودية “بالمتمردين” كانوا قد نشروا خرائط تثبت أن ما ذُكر من اراضي يمنية ولمصالح السعودية في ارض اليمن ، و الخوف من قوة الحوثيين ، بدأت ذريعة العدوان وتحالف اصحاب المصالح لتبدأ الحرب على اليمن ، فأدى القصف إلى مقتل الآلاف من المدنيين في اليمن ، وكانت قد اعلنت منظمات حقوق الإنسان بأنها تنذر بكارثة إنسانية في اليمن ناهيك عن تفشي الأمراض وعلى رأسها الكوليرا ولكن لا آذان تسمع! .

” التحالف السعودي .. بيدق أمريكي “

الولايات المتحدة اعطت الأوامر للسعودية وحلفائها لاستمرار العدوان متناسية كل حقوق الإنسان ، ولكن المقاومين في اليمن اعلنوا في الميدان وفي أكثر من مناسبة أنه “لو حَشدت قوى العدوان كل جيوش الدنيا فلن تتغير قناعات أبناء اليمن بانها قوى غازية همجية محتلة وسنظل ننظر إلى معركة الدفاع والتحرير بقدسية” ، وتتالت المعارك والهدف “ميناء الحديدة” والذي يعتبر المورد الأول لليمنيين تحاول السعودية السيطرة عليه تحت حجة التوغل الإيراني والدعم الذي تقدمه للمقاومين ، فـ شبح إيران حاضر دائما، ولكن أبناء اليمن وقفوا في وجه العدوان ولم يتمكنوا من السيطرة عليه فاللجان الشعبية والجيش اليمني استطاعوا بتكاتفهم منع العدوان الأجنبي من التوغل والوصول والحقت خسائر فادحة بالتحالف السعودي الإماراتي.

” إضاءات “

وفي كلمة لابد من الوقوف عندها لسيد المقاومة حسن نصر الله الأمين العام لـ حزب الله اللبناني وجهها إلى المقاتلين اليمنيين : “يا ليتني أستطيع ان أكون معكم ومقاتلا من مقاتليكم” .

أصحاب الحق تجتمع على الحق ويكفي أهل اليمن الشرفاء أنهم يقفون بعز وفخار يدافعون عن أرضهم وشعبهم ، فالحرب وإن طالت لابد أن ينتصر أهل الحق فيها ، .في مقابل ذلك لا يزال بني سعود و مرتزقتهم في حالة تخبط و انكسار على كافة جبهات اليمن ، و رغم الاستمرار في عدوانهم إلا أن خسائرهم تتحدث نيابة عنهم ، فالمستنقع اليمني لن يكون نزهة لبني سعود ، و القادم من الأيام سيكشف زيف العدوان .

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

 

قد يعجبك ايضا