استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء ثورة 21 سبتمبر

استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء ثورة 21 سبتمبر .. ومن المناهج التعليمية “الإخوان أعداء السلام الجمهوري والوطنية والقومية والنخب العسكرية”

 الحقيقة / قراءة – جميل أنعم العبسي

كتب الفقيد عبدالله البردوني استقراء عن أهداف ثورة 26 سبتمبر بعنوان “أهداف سبتمبر تحت أضواء جديدة” والمنشور في كتابه “الثقافة والثورة في اليمن صفحه 88 – 102” ومنه نختار بالنص الحرفي ما يلي: حيث كتب يقول :- ((كادت مبادئ ثورة 26 سبتمبر أن تنسى لأسباب خيانة الذين غدروا الثورة من داخلها متناغمين مع العدو كمعسكر واحد، وكانت خيانة هؤلاء المحسوبين على الثورة أنكى من هجمات الأجانب والجيران لأنهم معروفين بسيماهم في وجوههم وبتاريخ عدوانهم على غيرنا فلا داعي لمعرفتهم لأنهم معروفون، قد يمكن تكشف اختلاف خططهم في محاربتهم غيرنا عن محاربتهم إيانا.. أما الذين امتدوا جسوراً لهم من القصر الجمهوري إلى خلف التخوم فهم الذين صرفوا المفكر عن أفكار أهداف الثورة كما لووا طريق الثائر عن وجهة جماهير الشعب الذي إتقد حماساً للثورة وورد وجه الأرض بدم الشهيد حتى كتب جيل الثورة لكل حصاة أنشودة وردية ولحن على كل صخر ملحمة أسطورية تعزف الرياح أناشيد ثورية وتغزل البروق اكليلاً على جبين الثورة.. فكادت أهداف الثورة ومبادئها ان تضل حبراً على ورق أو نصوصاً جامدة لا ينفذ إليها حس تفسيري ولا يحركها قلم مستبصر، وكانت في أحسن أحوالها مسرودة في بعض كتب التاريخ أو كانت محفوظة في ذاكرة البعض بلا تعليل أو تفسير كأناشيد المدرسة أو كأقاصيص الجدات والأمهات عن “الجن و أحمد بن علوان” وعن الوحوش و “الشيخ شوقع”.. لأن الحرب الدفاعية عن الثورة أوصلت إلى محاولة تفجير ثورات عكسية أو إتجاهية، لأن الإستقتال الدفاعي تحول إلى ورقة مربحة في أيدي الإنتهازيين والتصالحيين والانهزاميين، فاقتدر هؤلاء بغيرهم من الأعداء أن يسدلوا الستار عن الثورة بما أنتجوا من مسرحيات تصحيحية تعايشية مع الموت، كتشكيل أسماء تستعير روائح سبتمبر إلى جانب ما استحدثوا من حروب مع السواعد التي شدت أزر الثورة.. وما ابتدعوا من تهافت على الأيدي الملطخة بدماء الثوار من ساسة وعسكريين وعمال وطلاب.. سببت هذه الأحداث خلق زعامات لاتحتاج إلى موهبة لأن وراءها من يديرها ولا تستدعي تعليماً لأنها مجرد جهاز تسجيل في الصالون الفلاني أو الفلاني .. بكل هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة كادت الثورة أن تنطوي في صفحة أو سطور من التاريخ السياسي المعاصر.. وكادت أهدافها ومبادئها أن تلحق بلغو الحديث أو بالتعبير الآني الذي لا يتخطى لحظات أدائه، غير أن الذي إستجد من أرتداد الثورات وتتداعي الذين عادوا الثورات أسس محطة إلتفات لكي يحفر النسيان عن ذاكرته.. وهذا ما لفت هذه السطور إلى استقراء الأهداف الستة التي أعلنتها ثورة الـ 26 من سبتمبر 1963م في صبيحة تبلجها على أمل أن تظفر هذه الأهداف بالقدر من هذه السطور فيستخرج من مكنوناتها ما فات على هذه الأضواء الكسيحة التي لم يبررها إلا غياب غيرها من مؤرخي السياسة وخريجي علومها وقد إعتمد هذا البحث على تقديم البنود على التفسير ليحسن استنطاقها وهى تامة الحضور :-

 1-الهدف الأول (التحرر من الإستبداد والإستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والإمتيازات بين الطبقات).

رتب الهدف الأول: قيام الحكم الجمهوري العادل على زوال الإستبداد والإستعمار بديلاً أفضل ووليداً مشروعاً أطلقت عليه المفاهيم السياسية “الشرعية الثورية” التي يحاول البعض الآن تجاوزها في ظل الهجمة الإمبريالية – الصهيونية .. فليست الشرعية هي الآتية من الميراث الأبوي أو الإنتخاب الحزبي لأن التوارث حكماً محرم إسلامياً لأن البشر غير القطيع والأثاث فلا يحكمهم إلا من ارتضوه أو نال بيعة من أعيان لا يقبلون بيع عينيتهم و ضمائرهم، وكذلك الإنتخاب الحزبي فإنه أقبل للتغرير.. أما الثورة فإرادة أمَّة جمعت بين الشعبية والشرعية لأنها لا تحدث إلا عن حس بمحق الفساد وقيام نقيضة.. ولم يكتف البند لقيام الحكم الجمهوري بلا صفة بل وصفه بالعادل الذي يتساوى في ظله كل المواطنين في الحق والواجب وتكافؤ الفرص وهذه إشارة إلى الخلفية الزمنية في العهد الملكي حيث كان التميز للأقليات والبيوت التي توارثت الإمتياز .. لهذا إختتم الهدف بنده الأول بتبني إزالة الفروق بين طبقات المجتمع فقد كان القاضي يظل قاضياً أباً عن جد وكان “العامل” مدير المنطقة يرث هذا العمل عن أبيه عن جده ولا يختلف إلا الإنتقال من منطقة إلى أخرى أو من مستوى وظيفي إلى مثله.

 

2- الهدف الثاني (بناء جيش وطني قوى لحمايه البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها).

إن ترتيب بناء جيش وطني قوي…إلخ يشيء بتوقع أحداث بين الطبقات التي تتشبث بمكانها.. لأن الطبقات شبه الإقطاعية كانت شبه حربية وبعضها يملك عدد من العبيد المقاتلين “كـ هادي هيج” في تهامة وأمثاله إلى جانب ما يحدثه من تجييش قوى بإسم حراسة التقاليد الشعبية والأعراف المرعية وبالأخص اذا ساند هذه الإقطاعيات مدد خارجي أجنبي أو ما تسميه “الظهر” لأن هؤلاء يخيفون المواطنين من الجديد بحجة سيطرة الدولة الجديدة على المواطن وعرضه واملاكه واستجلاب تغييرات تخفض العالي وتعلي المنخفض.. لهذا جاء بناء جيش وطني قوي بعد قيام حكم ثوري عادل، كان هناك جيش بدليل أن البلاغات والبيانات كانت توقع بإسم القيادة العليا للجيش وبدليل أن الدبابات والمدفعية هي التي أعلنت الثورة.. فنواة الجيش قوية إذ كان يقدر بثلاثين ألف مقسم على النحو التالي:-

 

جيش نظامي ويشمل المشاة والمدرعات والخيالة، وجيش الدفاع الشعبي الذي يشبه “الميليشيا” وكان بداية تكوينه عام 1932م بعد إستعراض الجيش النظامي وتجهيزه بسبع سنوات وقد كانت نواة الجيش النظامي من “الجندرمة” التي شكلها الأتراك في ثمانينات القرن التاسع عشر ثم رفدهم بخريجي المدرسة “الرشيدية” و”دار المعلمين” وكلهم من اليمنيين وقد انضم أكثرهم إلى الجيش النظامي في العشرينات بعد رحيل الإحتلال العثماني بست سنوات، هناك اتحدت القوى شبه النظامية التي كانت تحارب من شهارة تحت قيادة الإمام يحيى حميد الدين والجندرمة، وقد توالت محاولة تحديث الجيش إذ بعث الإمام يحيى عام 1931م بعثة للتدريب على الطيران في إيطاليا وتخرجت أول دفعة عام 32م .. وذلك بعد ضرب الطيران البريطاني “قعطبة” و “ذمار” و “مأرب” وغيرها من شمال الوطن عام 1928م و1929م لكي يقبل حكم صنعاء سحب قواته من الضالع وقبول حدود 1905م التي وافق عليها الإحتلال العثماني والاحتلال الإنجليزي.

 وأرسل الإمام يحيى بعثتين عسكريتين إلى العراق الأولى في 1934م والثانية في عام 1936م وكان سببها الحرب السعودية التي امتدت من 31م إلى 34م.. واستقدم النظام عام40م بعثة عسكرية عراقية من ضباط وصف ضباط وافتتح الكلية الحربية والتي ظلت تخرج دفعات حتى إغلاقها بعد إنقلاب 48م، ثم انفتحت عام 58م بشكل أحدث بعد صفقة الأسلحة السوفيتية عقب فشل إنقلاب عام 1955م الذي تبدت أمريكا ضالعةً فيه إلى جانب السيف عبد الله على أخيه الإمام أحمد، وكان ثوار سبتمبر من خريجي الثلاث الكليات الحديثة.. الحربية والشرطة والطيران إلى جانب الذين تخرجوا عام 48م في حربية صنعاء، والذين تخرجوا من الكليات المصرية في آخر الخمسينات والذين سبقهم بالتخرج من الكليات العراقية في الثلاثينات.. وكان أمامهم يوم قيام الثورة أساسيات كافية لبناء جيش قوي متعدد الأسلحة والتخصصات.

 

3- الهدف الثالث (رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً).

لأن الإقتصاد أساس الإمكانية المادية التي تعلي مستوى الشعب اجتماعياً ليفكر تفكيراً جماعياً لمواجهة المشكلات ودفع المضار قبل حدوثها.. ولعل المثقف يفوق المتعلم الذي انحصر التعليم مهما رقي مستواه أما الذي يجمع بين التعليم والتثقيف الذاتي هو الأعم نفعاً .. وكذلك الخبرة الفطرية فإنها كثيرة الخطأ إذا لم يقتدها إرشاد تخصصي.

 

4- الهدف الرابع (إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف).

فحوى هذا البندان هناك عناية خاصة سوف تبذل لجيل الثورة فينشأ ديمقراطي الحس تعاوني النزوع ولكي لايبتر عن الأصاله فإن نظام الثورة سوف يسيره ويرتب قوانين تسييره بنظام معرفي مستوحى من روح الشريعة الإسلامية.. مجتمع ديمقراطي تعاوني يقبل التغيرات لأنه متغير من الداخل.

 

5-الهدف الخامس (العمل على تحقيق الوحدة في نطاق الوحدة العربية الشاملة).

مبدأ الوحدة الوطنية بشروطها الثورية والتغييرية وبالنزوع الوطني الذي تجاوز العشيرة والمنطقة إلى الوطنية أساساً قومياً …. فالوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية التي لا يتحقق شمولها إلا بعافية كل وطن من العصبية والطائفية وذلك عن إقتناع بصحة الأوضاع وسلامة توجهها فهذا الحسم لأي نزوع طائفي لأنه لا ينفجر إلا من رداءة الأوضاع.

 

6-الهدف السادس (إحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم).

هذا الهدف لا ينطوي على ورائيات تاريخية لأنه اعتيادي كانت تعلنه كل ثورة من ثورات العالم الثالث.

 

وكل هذه المعارف السياسية من ثقافة ثوار سبتمبر ومن ثقافة الطلائع التنظيمية في اليمن وهذه براهين عدم عزلة اليمن بل أقوى البراهين على دخول اليمن دائرة المعاصرة من مطلع الثلاثينات بدليل هذه الإتفاقيات التي عقدها الإمام يحيى والإمام أحمد مع النظام الإيطالي والسوفييتي والفرنسي والتي توسع فيها الإمام أحمد في الخمسينات حتى كون علاقات مع أغلب دول العالم ..وكانت الثورة إمتداداً معاكساً للعهدين ذلك لأن الثورة تدفقت منها مغايرة لعهد الإمامين منسجمة بتحولات العصر إقتصادياً وسياسياً وثقافياً))…

 

“إنتهى الاقتباس الحرفي بالنص من “استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر 1962م تحت أضواء جديدة”.

 والاستقراء هو للمستقبل وبدلاً من جيل الثورة وجيل البردوني كان جيل المناهج التعليمية الوهابية والإخوان.. والتي ترى الطبقة العسكرية الوطنية والثوار الذين قادوا حركات التحرر الوطنية والثورات العربية من أمثال جمال عبد الناصر واحمد بن بيلا وعبدالكريم قاسم وحافظ الأسد والسلال والحمدي وعلي عنتر وسالمين وعبد الفتاح إسماعيل وغيرهم، تراهم صنيعة الصليبيين والشيوعية واليهود والإستعمار والعلمانية الذين استخدموا الثغرات الوطنية والقومية للقضاء على الحكم الإسلامي المتمثل في الخلافة العثمانية.. واليوم الجيل الإخواني والوهابي يعتبر حركات المقاومة الإسلامية وحلفائها والجيوش الوطنية الجمهورية وبالثغرات الوطنية والقومية ما هم إلا قوى إحتلال وتمرد وانقلاب ومليشيات بالمفهوم الإمبريالي الصهيوني الرجعي السعودي، ذم، وقدح، وهجاء… وقوى العدوان والغزو والاحتلال والذبح ونبش القبور من الخارج وحلفائهم من الداخل من الإمارات والسعودية وأمريكا وبريطانيا وقطر وتركيا هم قوى تحرير وثورة بالثغرات العنصرية المناطقية والطائفية.. والولاء للخلافة العثمانية المتجددة بأردوغان تركيا التي يرفرف علم الكيان الصهيوني وأعلام حلف الناتو والقواعد العسكرية الغربية في سماء الخلافة الإخوانية.. وكذلك الولاء لولى الأمر شكراً سلمان، فالملك سلمان والرئيس ترامب يقودان العالم الإنساني كما قال إمام الحرم المكي الشيخ الوهابي عبد الرحمن السديس.

 ومادة الثقافة الاسلامية تدرس في الجامعات اليمنية الحكومية، من أجل تربية الشباب وحسن إعدادهم وتوجيههم وتكوين شخصيتهم، كما جاء في مقدمة الكتاب صفحة “7”…. والمنهج الجامعي هذا ألفه مجموعة من الأساتذة والدكاترة لاشك بأنهم ينتمون إلى تنظيم الإخوان العالمي وفرعه في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن بينهم الأستاذ الدكتور عبد الوهاب الديلمي صاحب فتوى تكفير الجنوب في حرب 94م والذي تولى حقيبة وزارة العدل بعد الحرب وطرد شركاء الوحدة.. إنهم قوى ردة وانفصال كما قالوا في حينه.

 

ومن مادة الثقافة الاسلاميه نختارمقتطفات باالنص الحرفي ما يلي:-

في صفحة 155 وتحت عنوان “خطورة المبشرين وأثرهم على الأمه العربية والإسلامية” (هناك خطر آخر وهو تطبيع المجتمعات الإسلامية بالطابع الغربي ومحاولة البعد عن الطابع الإسلامي في المنزل والمدرسة وإدخال بعض العادات الغربية مثل التاريخ اليومي والشهري والسنوي والاحتفال بأعياد الميلاد، والسلام الجمهوري، السلام الجمهوري).

 وفي صفحة 151 وتحت عنوان “خطورة الاستشراق على الأمة الإسلامية” .. (إثارة الثغرات القومية والإقليمية والوطنية كالقومية العربية.. إثارة الفرق الباطنية المنحرفة عن أصول الإسلام مع أحياء التراث المجوسي الباطني والغنوصي مستهدفين تحطيم الفكر الإسلامي).

 

وفي صفحة 154 وتحت عنوان أهداف التبشير “التنصير” …. (القضاء على وحدة العالم الإسلامي من خلال الفتن والنعرات وإيجاد الفرق والطوائف والأحزاب العلمانية والقومية والماركسية).

 وفي صفحة 158-159وتحت عنوان خطورة الغزو الفكري والعسكري على الأمة العربية والإسلامية…. (ظهور حركات التحرير في العالم الإسلامي.. وقد استخدم الصليبي لعملية التغيير السياسي والإجتماعي القوة العسكرية الوطنية بعد الإستقلال.. وقد كانت النتيجة.. الوطنية العسكرية أكثر حماساً وسرعة في تنفيذ التغيير السياسي والإجتماعي لأسباب منها..

1- أنها اكثر شغفاً للسلطة .

2- أنها الأسرع في تلبية الأوامر الخارجية.

3- أن غالبية الطبقة العسكرية أعدت إعداداً خاصاً يجعلها علمانية وغربية.. لا تستنكف الإنحلال ويمكن أن تبعد عن الإسلام.

4- أنها بصفتها الوطنية تنفذ مخططات الإستعمار بدون مقاومة بل أحيانا مع إستحسان الجماهير وحماسها.)

 

وفي صفحة 162 وتحت عنوان التغيير الإجتماعي “التغريب” … ( لقد وضع المستعمرون الصليبيون الأسس والأنظمة الإجتماعية للتغيير الإجتماعي اثناء وجودهم وقد تعمق أكثر بعد الإستقلال وعن طريق العنف الثوري والنظام العسكري أو الحزبي العقائدي، وقد إتخذ المستعمرون لعملية التغيير الأساليب والوسائل التالية … منها :-

1- القومية والوطنية من منظور الوحدة الإسلامية بهدف تمزيق الأمه الواحدة والدولة الواحدة والاسرة الواحدة.

2- ايجاد طبقة جديدة من أبناء الأمة العربية والإسلامية في كل مجالات الحياة لتبني عمليات التغيير الإجتماعي “التغريب”.)

 

وفي صفحة 166-167.. وتحت عنوان “أهداف الغزو الفكري والعسكري”… (وبعد خروج المستعمرين من البلاد العربية والإسلامية وإيجاد الجيل العلماني والأنظمة العلمانية في العالم العربي والإسلامي أصبحت أهداف المستعمرين تنحصر في إضعاف الأمة وبوسائل منها:-

1- صناعة الزعماء، بصناعة الزعيم والإنقلاب العسكري سواء بإخراج المستعمر أو قوات إحتلال، أو إظهار حرصه على مصالح الشعب، أو نسب بطولات داخلية أخرى بوصفه زعيم تحرير.

2- فرض أنظمة حكم ديكتاتورية، لتنفيذ خطط المستعمرين والصليبيين والشيوعيين حيث صنع المستعمرون أنظمة ديكتاتورية بأنظمة مختلفة كالآتي:-

أ- نظام الدبابة والبيان رقم واحد “انقلاب عسكري”.

ب- نظام الحزب الواحد والأوحد.

ج- نظام الإنتخابات المزورة والمرشح الوحيد.

د- نظام الديمقراطية الديكتاتورية تعطي الحرية في نظام الحاكم إذ لا تمس الديمقراطية الحاكم ).

 وفي صفحة 358 ورد الآتي:- ومن محاولات الإستعمار للقضاء على الإسلام كفكر ونظام ومنهج حياة ما يلي:-

(القضاء على الحكم الاسلامي: وذلك بإنهاء الخلافة الاسلامية المتمثلة في الدولة العثمانية).

 “انتهى الاقتباس الحرفي نصياً من مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس في الجامعات اليمنية الحكومية ” .

 وبعيداً عن التحليل والمقارنة والمقاربة وتسجيل نقاط وأهداف هنا أو رفع كروت صفراء وحمراء هناك لتسجيل تقدم وانجاز ما يصب في مصلحه العدوان وجيل مناهج الذبح ونبش القبور.. دعونا نعود ونسترجع نستعيد الاستقراء الأهم للعملاق البردوني من خلال إستعراضه للهدف الثاني لثورة 26 سبتمبر .. بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها… جيش وطني تأسس في ثمانينات القرن التاسع عشر جيش نظامي ورديفه جيش الدفاع الشعبي “الميليشيا” والميليشيا حسب قاموس البردوني هي الإستنفار الشعبي لمواجهة عدوان خارجي إلى جانب الجيش النظامي وكذلك هي بالمفهوم الثوري التحرري التقدمي فكانت ميليشيا فتاح الفدائية في الجنوب اليمني رديفة للجيش اليمني الجنوبي وكان لها دور حاسم في إفشال مؤامرة الخليج 13يناير 86م.

 واليوم يوجد جيش يمني ولجان شعبية … جيش ورديف شعبي حرر اليمن من الإستعمار التركي والبريطاني والاستبداد وافشل مؤامرات ومؤامرات.. جيش يمني ورديف شعبي هو عنوان النصر والانتصار لليمن كل اليمن من عهد الإحتلال التركي والإنجليزي حتى الإحتلال الإماراتي والسعودي والامريكي والبريطاني والسوداني و الصهيوني .

 ذلك هو الاستقراء الأهم للبردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء جديدة تمثلت في حركة 13 يونيو 1974م بقيادة المقدم الشهيد إبراهيم الحمدي، والتي أطفأ نورها بني سعود وأمريكا والمناهج الإخوانية الوهابية في 11 أكتوبر 1977م.. ولتعود أهداف 26 سبتمبر إلى النسيان واستحضارها في المناسبات والاحتفالات فقط .. والبردوني الخالد الغائب الحاضر كتب استقراء متجدد أزلي سرمدي حيث قال:- (أن اليمن أمة ناهد هواها غلام) فكان الاستقراء الثاني لأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م تحت أضواء متجددة هي ثورة 21 سبتمبر 2014م وقائد شاب ومحنك السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله .

 والعدو هو نفسه، العدو من بني عثمان واردوغان وبني سعود والامريكان والصهاينة اليهود وحلفائهم، ولأن الأضواء المتجددة هذه المرة كانت وما زالت متوهجة ومتلألأة ومشرقة، أكثر مما مضى، لذلك كان حجم العدوان أكثر وأكبر مما فات بالجيوش والدول والارتزاق والمخططات الصهيونية، فكان التوهج أكثر إشراقاً كالشمس ومن يقترب من الشمس يحترق أكثر، وبعد ذلك لا عتب، ولا لوم، ولا استكثار ممن قال ويقول وسيقول ويهتف عالياً ومدوياً..

ثورة 21 من سبتمبر العظمى …. ثورة عظمى لأسباب وعوامل عديدة.

ثورة عظمى.. لأن شرعية العدوان بلا وطن وفي المنفى بالرغم من الإمكانيات الهائلة وبلا حدود. وتلك هي إرادة الذل والهوان والخسران لحلفاء بني صهيون والامريكان.

ثورة عظمى لان شرعية الثورة والشعب في الوطن وبالإمكانيات المتاحة.. وتلك هى الإرادة اليمنية الأصيلة.

ثورة عظمى بالجيش واللجان الشعبية والانتصار الحاسم بعون ومشيئة الله القوي العزيز.

عاشت ثوره 26 سبتمبر الخالدة في الذكرى الـ 56 .. عاشت ثورة 21 سبتمبر العظمى في الذكرى الرابعة .. عاشت ثورة 14 أكتوبر الخالدة في الذكرى الـ 55 … عاشت الوحدة اليمنية المجيدة في الذكرى الـ 28.. عاش الشعب اليمني الأصيل والجيش واللجان الشعبية .. المجد والخلود للشهداء … والشفاء للجرحى .. والخوان والخونة هذه المرة إلى ما وراء التخوم … إلى البيت الأبيض.. والكنيست الصهيوني.. إنهم أهل كتاب … وكفى بالله شاهداً وولياً وهادياً ونصيراً.

قد يعجبك ايضا