صحيفة الحقيقة العدد “289” :تقارير :أقرأ عن :لعنة الكيلو ١٦ ومنطقة المطار تعود من جديد اليمن وتبني أمريكا للعدوان ومعادلة القوة الصاروخية وبداية مسار التراجع السعودي

 

لعنة الكيلو ١٦ ومنطقة المطار تعود من جديد

الحقيقة /إبراهيم الديلمي

بعد عمليات الحشد والتعبئة التي قامت بها قوى الغزو والارتزاق واستجلاب المزيد من المجاميع المسلحة من المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، التي ترافقت مع التصريحات الأمريكية الأخيرة، وما تلاها من تصعيد عسكري كبير في جبهة الساحل الغربي التي يسعى العدو بكل قواه وإمكانياته للإطباق والسيطرة عليها بهدف استكمال الحصار الكامل على الشعب اليمني، في معركة انتحارية يائسة وقودها المرتزقة والمنافقين.

هاهي المعارك في الساحل الغربي تشتعل من جديد وهاهو الكيلو ١٦ ومنطقة المطار يعودان إلى واجهة المشهد العسكري في تحدٍ جديد لرجال الجيش واللجان الشعبية، سيما بعد أن أدعت وسائل إعلام العدوان كذبا سيطرة قوى العدوان عليهما قبل أشهر خلت.

هاهي اليوم وبإسناد جوي مكثف وغير مسبوق تعيد الكرة من جديد وتدفع بمرتزقتها وآلياتها ومدرعاتها إلى حافة محرقة جديدة غير مدركة أن ثمة متغيرات ميدانية واستراتيجية جديدة قد طرأت في موازين القوى، وأن لعنة الأمس لن تكون شبيهة بلعنة اليوم التي ولا شك أنها ستكون أشد وأنكى وأعمق إيلاما، هذا إن لم تؤدِ إلى سحق المرتزقة والغزاة سحقا مبرما في أقل من ٣٠ يوما وبسلاح يمني الصنع تبلغ دقته ثلاثة أمتار فقط.

وحدهما العقيدة القتالية الصلبة لمجاهدي الجيش واللجان النابعة من الاعتماد على الله والثقة به، وإنجازات رجال القوة الصاروخية -التي كشفت النقاب قبل أيام عن صاروخ باليستي ذكي أطلقت عليه بدرp1- هما القادرتان على تلقين الغزاة والمرتزقة درسا أشد قسوة وتنكيلا من السابق، بدأت تجلياته تظهر اليوم من خلال النتائج الأولية للمعركة الواقعة في منطقتي المطار والكيلو ١٦ والتي أسفرت خلال الـ48 ساعة الماضية، اعتمادا على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان الشعبية العميد يحيى سريع، عن مصرع 113 من الغزاة والمرتزقة وإصابة 156 آخرين بينهم قيادات، كما تم تدمير 69 مدرعة وآلية عسكرية مختلفة خلال المواجهات بالإضافة إلى إفشال كل زحوف العدو على جبهتي كيلو 16 والمطار بالساحل الغربي خلال الـ 48 ساعة الماضية.

ولتفصيل أدق ذكر متحدث الجيش أن حصيلة يوم أمس كانت 70 قتيلا من الغزاة والمرتزقة و101 مصابا وأنه تم تدمير 28 آلية ومدرعة في اتجاه كيلو 16 في حين سقط 12 قتيلا و15 مصابا من الغزاة والمرتزقة، إضافةً إلى تدمير ثلاث مدرعات وآلية في اتجاه منطقة المطار، فيما تكبد العدو اليوم 31 قتيلا منهم 8 سودانيين و40 مصابا وتدمير 14 آلية ومدرعة.

المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان الشعبية العميد يحيى سريع، لفت إلى أن هذه الإحصائيات من قتلى العدو وآلياته، إحصائيات أولية، وأوضح أن كل محاولات العدو للتسلل واختراق دفاعات الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي قد تم كسرها وباءت بالفشل، رغم التغطية والإسناد البحري والجوي للغزاة والمرتزقة، مشيرا إلى أن قوى الغزو والعدوان كانت قد حاولت الزحف بقوام ثلاثة ألوية عسكرية إضافةً إلى مجاميع عسكرية تتبع المرتزق طارق عفاش منذ صباح أمس وحتى اليوم وذلك من محورين:

المحور الأول: الزحف باتجاه منطقة الكيلو 16 من اتجاهين.

المحور الثاني: الزحف باتجاه مطار الحديدة من الغرب.

مؤكدا أن أبطال الجيش واللجان الشعبية كانوا لهم بالمرصاد حيث تمكنوا من إفشال كل زحوف العدو المسنودة بغطاء جوي كبير بمختلف أنواع الطائرات وكبدوه خسائر كبيرة، ومبينا أن المئات من مقاتلي العدوان قد فضلوا الفرار من هول المعارك، وأن المعلومات تؤكد فرار أكثر من 250 من مقاتليهم باتجاه الخوخة ولا زالت هناك عشرات الجثث في أرض المعركة.

وهنا وأمام هذه الحصيلة الهائلة لخسائر قوى الغزو والعدوان خلال يومين بات على المرتزقة والغزاة أن يدركوا أن زراعتهم هذه برغم الفارق الكبير في العديد والعتاد لن تؤتي أكلها، وأنهم أمام محرقة جديدة ستكون كسابقتها وربما أشد وأعظم، مذيلة بتوقيع أبطال الجيش واللجان الشعبية.

تبني أمريكا للعدوان ومعادلة القوة الصاروخية

مع انحسار الهيمنة الأمريكية على اليمن أكثر وأكثر وخصوصا في الجزء الأهم والأخطر من الخارطة الجغرافية لليمن والذي تمكن فيه اليمنيون من الصمود والثبات أمام أعتى تحالف صهيو أمريكي سعو أماراتي، مؤكدين للعالم برغم الفارق الكبير والهائل في العتاد والعديد، تفوقهم العسكري في كل جبهات المواجهة، ومقدرتهم الفائقة على الاستمرار في المواجهة وامتصاص ضربات العدو مهما طال أمدها أو كبر حجمها.

ليس هذا وحسب بل وتصاعدت وتيرة تهديدهم للعمق الاستراتيجي للنظام السعودي والإماراتي سواء بالضربات المنكلة للقوة الصاروخية والبحرية أو بالضربات المتوالية لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية في جبهات ماوراء الحدود منذ بداية العدوان وإلى اليوم وباتت تشكل ألما يوميا يقض مضجع مملكة الرمال.

وهنا يكمن سر التصريحات الأمريكية الأخيرة التي جاءت على لسان وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية وارتكزت على نقطتين:

1-  دعوة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية بومبيو، التحالف بقيادة السعودية إلى وقف الحرب في اليمن ووقف إطلاق النار خلال ثلاثين يوماً والعمل ضمن مفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية ملمحين إلى أن الرياض وأبو ظبي مستعدتان لهذه الخطوة. ومن هذه النقطة نستنتج ثلاثة أشياء:

الأول: التسليم الأمريكي بالفشل العسكري للتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي وأدواته في حسم المعركة، ومحاولته تدارك ما أمكن بتصعيد عسكري جديد في الساحل الغربي علق عليه الأستاذ محمد عبد السلام رئيس الوفد الوطني المفاوض بأنه تصعيد يعبر عن فشل تحالف العدوان ولا يمكن أن يحقق شيئا.

الثاني: أن القناع الأمريكي الذي حاول الأمريكيون به إخفاء حقيقة أنهم مهندسو الحرب العدوانية على اليمن ورعاتها قد سقط بالفعل وبالتالي فالحديث عن مهلة ثلاثين يوم لإيقاف هذا العدوان لايأتي من وسيط وإنما من سيد ضاق ذرعا باستمرار فشل عبيده في تحقيق أي نصر يذكر، وعليه فهذه المهلة ليست سوى ضرب من الوهم تنفيها حقيقة الوضع الصعب الذي يعيشه المرتزقة والغزاة في جبهة الساحل الغربي وعجزهم المتراكم عن تحقيق أي إنجاز عسكري كما أنها فضحت الراعي الأول للعدوان إذ أن دعوته لإيقاف الحرب جاءت متزامنة مع تصعيد وتحشيد على نطاق واسع في جبهة الساحل سعيا للحصول على مكاسب عسكرية واستحواذ على الأرض يمكن استخدامها كأوراق ضغط على طاولة المفاوضات مستقبلا.

الثالث: أن التلميح باستعداد الرياض وأبو ظبي للتفاوض يؤكد أن هذه الحرب حرب دولية عدوانية وليس كما يروج لها من المطابخ الإعلامية للعدوان من أنها حرب تحرير وإعادة شرعية، كما أن الحديث عن المفاوضات لم يتم الإعداد لها مسبقا ليس سوى ذر الرماد على العيون وهو ما أكد عليه الأستاذ محمد عبد السلام رئيس الوفد الوطني المفاوض في تصريحاته الأخيرة حيث أكد أن الوفد الوطني لم يتلق أي اتصال أو دعوة من الأمم المتحدة ولا الأطراف الدولية عن جولة جديدة من المفاوضات.

2-  دعت تلك التصريحات تحالف العدوان إلى وقف الغارات الجوية التي تستهدف مناطق مأهولة، ووقف الأعمال العدائية من جانب أنصار الله، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة من المناطق التي يسيطرون عليها باتجاه المملكة العربية السعودية والإمارات، ووقف الأعمال العسكرية في جبهات ما وراء الحدود.

وهنا يتناقض الأمريكيون مع أنفسهم كما هي عادتهم لأن دعوتهم إلى وقف الغارات الجوية التي تستهدف مناطق مأهولة تعني أن الأعمال العدائية ليست من أنصار الله وإنما هي من تحالف العدوان وهو اعتراف أمريكي بأن كل الغارات التي شنها طيران العدوان قد استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وأنها من تسبب في وقوع مئات المجازر بحق المدنيين الأبرياء

على أن المهم في هذه النقطة هو الاعتراف الأمريكي الصريح بالقوة الصاروخية اليمنية وقوة الطيران المسير كأداتي ردع فعالتين، ولطالما دأب النظامان السعودي والإماراتي على إنكار ضرباتهما الأمر الذي يؤكد جدوايتهما في استمرارية تهديد العمق الاستراتيجي للنظامين السعودي والإماراتي، كما لا ننسى أن مسألة إحلال السلام والأمن والاستقرار في اليمن لا تهم الأمريكيين وما يهمهم هو ضمان أمن النظام السعودي وأمن حدوده.

وبشكل عام فإن التصريحات الأمريكية الأخيرة كشفت وبجلاء أن الأحلام الأمريكية باستعادة هيمنتها على اليمن من جديد بدأت بالتبخر وأن الإرادة اليمنية ستكون صاحبة الكلمة والقرار والسيادة ولو بعد حين.

اليمن بداية مسار التراجع السعودي

الحقيقة/ ناصر قنديل

كان لافتاً ما أدلى به وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس حول صيغة لوقف الحرب في اليمن، فهو لم يوجه دعوة سياسية بل أعدّ روزنامة عملية حدّد لها سقفاً بثلاثين يوماً لوقف النار وبدء التفاوض السياسي، من دون أن يكلّف نفسه عناء زيارة الرياض والتشاور مع القيادة السعودية كشريك استراتيجي في المنطقة، وفقاً لوصف سابق لماتيس وللرئيس الأميركي دونالد ترامب. فكلام ماتيس الأقرب للأمر العسكري موجّه لكل من السعودية والإمارات، بوقف الحرب. والباقي دعوة ومطالب للقيادة اليمنية ولأنصار الله خصوصاً بقبول مقايضة وقف العمليات العسكرية السعودية والإماراتية، مقابل وقف قصف الصواريخ على المناطق السعودية. وهي دعوة لقيت رداً واضحاً من أنصار الله بربط كل بحث بوقف الحرب بأن يكون شاملاً وفي المقدمة يأتي فك الحصار.

التوازن الجديد في اليمن بات واضحاً بعد الموقف الأميركي، وهو يمنح أنصار الله الموقع المقرر بالتوازي مع واشنطن التي أعلنت وضع يدها على قرار السعودية والإمارات ومَنْ معهما من اليمنيين. وواضح أن مسقط ستدير التفاوض بين الفريقين الأميركي واليمني، والواضح أيضاً أن واشنطن تقوم بذلك بعدما فرضت ضريبة التطبيع على مسقط لقاء جائزة الدور التفاوضي، لكنها تدرك بمعزل عن كون علاقة أنصار الله بإيران ليست علاقة تبعية، أن المعادلات الجيوسياسية في المنطقة جعلت من حرب السعودية والإمارات في اليمن مدخلاً لامتلاك عناصر تفوّق بوجه إيران في البحار واليابسة والممرات والمضائق المائية، وأن الحديث الأميركي عن الحاجة للسعودية في المواجهة مع إيران لا تجد لها ترجمة بمثل ما تقدّمه الحرب على اليمن، ووقف الحرب بقرار أميركي سيجد نفسه ملزماً بالتفاعل مع المطالب والشروط اليمنية بفك الحصار، تعني إحالة الدور السعودي رسمياً إلى التقاعد، خصوصاً في ما تسميه واشنطن بالمواجهة مع إيران.

عملياً، لا يغيب عن بال واشنطن، ومن دون تنسيق تفاوضي بين أنصار الله وإيران، أن شروط وقف الحرب لن تتضمّن نزع الصواريخ البالستية من أيدي أنصار الله، وأن وهم الإشراف الدولي عليها إعلامي، وأن الدعوة لإدارة ذاتية مؤقتة للمناطق اليمنية لن يقبله أنصار الله، وأن الطريق ستكون مفتوحة نحو حكومة مؤقتة تمهّد لانتخابات، وأن مسار الوضع في اليمن لن يكون مغايراً لمصير الوضع في سورية، حيث خسارة أميركا للحرب على الدولة السورية المستقلة، سيكون كافياً لإعلان انتصار إيران. فما يهمّ إيران وفقاً لما تكتب الصحف الأميركية وتقول مراكز الدراسات التي تعتمدها الإدارة الأميركية في رسم سياساتها، هو أن يكون على حدود فلسطين دولة سورية مقاتلة قادرة ومستقلة، وأن يكون على مياه الخليج والبحر الأحمر دولة يمنية مؤمنة بالاستقلال الوطني، لا تضعها واشنطن تحت إبطها مباشرة أو بالواسطة السعودية. وهذا ما تدرك واشنطن أنه حاصل بمجرد وقف الحرب التي جاءت لمنع حصوله.

يثير مسار العقوبات الأميركية وتزامنها مع ما يشكل عملياً رسالة انفتاح يمنية هامة على المصالح الإيرانية، وبوابة تفاوض تفتح بواسطة مسقط، التساؤل عن مدى قناعة واشنطن بالذهاب إلى المواجهة مع إيران، ودرجة الثقة بالعقوبات لتطويع إيران، بعدما صارت مجرد ضرورة تفاوضية، حيث حجر الرحى في المواجهة الذي تشكله السعودية يجري إخراجه من الحلبة مضرّجاً بجراحاته؟

 

تبني أمريكا للعدوان ومعادلة القوة الصاروخية

مع انحسار الهيمنة الأمريكية على اليمن أكثر وأكثر وخصوصا في الجزء الأهم والأخطر من الخارطة الجغرافية لليمن والذي تمكن فيه اليمنيون من الصمود والثبات أمام أعتى تحالف صهيو أمريكي سعو أماراتي، مؤكدين للعالم برغم الفارق الكبير والهائل في العتاد والعديد، تفوقهم العسكري في كل جبهات المواجهة، ومقدرتهم الفائقة على الاستمرار في المواجهة وامتصاص ضربات العدو مهما طال أمدها أو كبر حجمها.

ليس هذا وحسب بل وتصاعدت وتيرة تهديدهم للعمق الاستراتيجي للنظام السعودي والإماراتي سواء بالضربات المنكلة للقوة الصاروخية والبحرية أو بالضربات المتوالية لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية في جبهات ماوراء الحدود منذ بداية العدوان وإلى اليوم وباتت تشكل ألما يوميا يقض مضجع مملكة الرمال.

وهنا يكمن سر التصريحات الأمريكية الأخيرة التي جاءت على لسان وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية وارتكزت على نقطتين:

1-  دعوة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية بومبيو، التحالف بقيادة السعودية إلى وقف الحرب في اليمن ووقف إطلاق النار خلال ثلاثين يوماً والعمل ضمن مفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية ملمحين إلى أن الرياض وأبو ظبي مستعدتان لهذه الخطوة. ومن هذه النقطة نستنتج ثلاثة أشياء:

الأول: التسليم الأمريكي بالفشل العسكري للتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي وأدواته في حسم المعركة، ومحاولته تدارك ما أمكن بتصعيد عسكري جديد في الساحل الغربي علق عليه الأستاذ محمد عبد السلام رئيس الوفد الوطني المفاوض بأنه تصعيد يعبر عن فشل تحالف العدوان ولا يمكن أن يحقق شيئا.

الثاني: أن القناع الأمريكي الذي حاول الأمريكيون به إخفاء حقيقة أنهم مهندسو الحرب العدوانية على اليمن ورعاتها قد سقط بالفعل وبالتالي فالحديث عن مهلة ثلاثين يوم لإيقاف هذا العدوان لايأتي من وسيط وإنما من سيد ضاق ذرعا باستمرار فشل عبيده في تحقيق أي نصر يذكر، وعليه فهذه المهلة ليست سوى ضرب من الوهم تنفيها حقيقة الوضع الصعب الذي يعيشه المرتزقة والغزاة في جبهة الساحل الغربي وعجزهم المتراكم عن تحقيق أي إنجاز عسكري كما أنها فضحت الراعي الأول للعدوان إذ أن دعوته لإيقاف الحرب جاءت متزامنة مع تصعيد وتحشيد على نطاق واسع في جبهة الساحل سعيا للحصول على مكاسب عسكرية واستحواذ على الأرض يمكن استخدامها كأوراق ضغط على طاولة المفاوضات مستقبلا.

الثالث: أن التلميح باستعداد الرياض وأبو ظبي للتفاوض يؤكد أن هذه الحرب حرب دولية عدوانية وليس كما يروج لها من المطابخ الإعلامية للعدوان من أنها حرب تحرير وإعادة شرعية، كما أن الحديث عن المفاوضات لم يتم الإعداد لها مسبقا ليس سوى ذر الرماد على العيون وهو ما أكد عليه الأستاذ محمد عبد السلام رئيس الوفد الوطني المفاوض في تصريحاته الأخيرة حيث أكد أن الوفد الوطني لم يتلق أي اتصال أو دعوة من الأمم المتحدة ولا الأطراف الدولية عن جولة جديدة من المفاوضات.

2-  دعت تلك التصريحات تحالف العدوان إلى وقف الغارات الجوية التي تستهدف مناطق مأهولة، ووقف الأعمال العدائية من جانب أنصار الله، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة من المناطق التي يسيطرون عليها باتجاه المملكة العربية السعودية والإمارات، ووقف الأعمال العسكرية في جبهات ما وراء الحدود.

وهنا يتناقض الأمريكيون مع أنفسهم كما هي عادتهم لأن دعوتهم إلى وقف الغارات الجوية التي تستهدف مناطق مأهولة تعني أن الأعمال العدائية ليست من أنصار الله وإنما هي من تحالف العدوان وهو اعتراف أمريكي بأن كل الغارات التي شنها طيران العدوان قد استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وأنها من تسبب في وقوع مئات المجازر بحق المدنيين الأبرياء

على أن المهم في هذه النقطة هو الاعتراف الأمريكي الصريح بالقوة الصاروخية اليمنية وقوة الطيران المسير كأداتي ردع فعالتين، ولطالما دأب النظامان السعودي والإماراتي على إنكار ضرباتهما الأمر الذي يؤكد جدوايتهما في استمرارية تهديد العمق الاستراتيجي للنظامين السعودي والإماراتي، كما لا ننسى أن مسألة إحلال السلام والأمن والاستقرار في اليمن لا تهم الأمريكيين وما يهمهم هو ضمان أمن النظام السعودي وأمن حدوده.

وبشكل عام فإن التصريحات الأمريكية الأخيرة كشفت وبجلاء أن الأحلام الأمريكية باستعادة هيمنتها على اليمن من جديد بدأت بالتبخر وأن الإرادة اليمنية ستكون صاحبة الكلمة والقرار والسيادة ولو بعد حين.

 

قد يعجبك ايضا