صحيفة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية:هل أدت معرفة خاشقجي باستخدم الرياض «الكيماوي» باليمن لاغتياله؟

 

نشرت صحيفة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية مقال رأي لسيباستيان بوسوا، الدكتور في المجال السياسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات العربية الأوروبية والإرهاب والتطرف، سلط فيه الضوء على ملف استخدام المملكة العربية السعودية لأسلحة كيميائية في حربها في اليمن، وعن علاقة ذلك باغتيال جمال خاشقجي.

وتساءل الكاتب، في مقاله الذي ترجمته صحيفة «عربي21»، عما إذا كانت معرفة جمال خاشقجي بمعلومات إضافية حول الأسلحة الكيميائية التي تستخدمها المملكة العربية السعودية في الحرب التي تشنها «دون شفقة» في اليمن، تقف وراء عملية اغتياله.

وعلى الأرجح أن اليمن سيكون بمثابة مقبرة لطموحات محمد بن سلمان العالمية، لكنه لن يكون الشخص الوحيد المتورط في قضية الأسلحة الكيميائية.

وأردف الكاتب أنه وفقا لتصريحات صديق مقرب من جمال خاشقجي، نشرتها الصحافة البريطانية، قد يكون مقتل هذا الصحفي المعارض مرتبطا بالحرب التي تشنها الرياض في اليمن.

في الواقع، يبدو أن خاشقجي كان على وشك الكشف عن أسوأ خبر يمكن أن يطرق مسامع المجتمع الدولي، والمتمثل في احتمال استخدام محمد بن سلمان لأسلحة كيميائية في اليمن، في محاولة منه للتخلص نهائيا من المسلحين الحوثيين المدعومين من طرف إيران.

والذين يزعجونه منذ أربع سنوات تقريبا. وبطبيعة الحال، لن يقف المجتمع الدولي ساكنا بمجرد ثبوت صحة هذه الادعاءات.

ولا يبدو أن الحرب في اليمن، التي قد تتعلق بالسياسات الداخلية لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ستنتهي قريبا.

كما تلاشت آمال ثورات الربيع العربي الواحدة تلو الأخرى. وبالتزامن مع ذلك، لا زال الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية محل الضغوط الجيوسياسية العالمية وتضارب المصالح المحلية.

وذكر الكاتب أن الحرب في اليمن، التي باتت توصف اليوم «بأسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم»، والتي يقودها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتشارك فيها الإمارات على الميدان، أسفرت عن مقتل حوالي 10 آلاف شخص، بينما عصفت أمراض الكوليرا والخناق بالبلاد.

ووفقا للأمم المتحدة، فقد حوالي مليوني نازح كل ممتلكاتهم. وفي هذا البلد، يموت طفل كل عشر دقائق.

وأضاف الكاتب أن رغبة كل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في القضاء على «المتمردين الحوثيين» المدعومين من إيران باتت واضحة اليوم، كما أنه لا مجال للتفاوض بين الطرفين حول هذه المسألة.

ويعد خيار القضاء على المسلحين الحوثيين بصورة نهائية، بغض النظر عن العدد الهائل من الضحايا الذي تخلفه هذه المعركة والوسائل المعتمدة في ذلك، عماد سياسة الزعيمين، بالإضافة إلى الرغبة في الحفاظ على منطقة نفوذهما وعدم التنازل أمام طهران.

ويبدو أن هذين القائدين المتحالفين في المنطقة بصدد التسبب في كارثة إقليمية وبشرية، ستنجر عنها عواقب وخيمة خلال العقود القادمة.

وإذا ثبتت صحة ودقة المعلومات التي كان يمتلكها خاشقجي قبل وفاته، فستنتقل المملكة العربية السعودية إلى مرحلة جديدة من انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي المتمثلة في اتفاقية الأسلحة الكيميائية لسنة 1997، والتي سبق لها أن وقعتها وصادقت عليها.

بناء على ذلك، يمكن تتبع الرياض قانونيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية.

تجدر الإشارة إلى أنه في شهر أبريل سنة 2018، وخلال القمة العربية، دعت المملكة العربية السعودية من خلال وزير خارجيتها، إلى إجراء تحقيق حول الأسلحة الكيميائية التي من المتوقع أن يكون قد استخدمها النظام السوري.

وأشار الكاتب إلى أن آخر معلومة حصرية كشف عنها الشخص المقرب من الصحفي السعودي تمثلت في أن المملكة المتحدة كانت على علم بالمؤامرة التي حيكت ضد خاشقجي.

وفي الواقع، اعترضت أجهزة الاستخبارات البريطانية محادثات تُورط النظام السعودي. وهنا يمكن السؤال: هل يمكن للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، اللتين انضمتا إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، تجاهل ممارسات صديقهما السعودي؟

قد يعجبك ايضا