ثقافة السلام لا وجود لها عند اليهود

ثقافة السلام لا وجود لها عند اليهود

لا يتثقف الإسرائيليون في مناهجهم الدراسية، وأنشطتهم العامة، وسياساتهم (في كيانهم) بثقافة ترك العنف، والسلام، والاطمئنان، وأن يكون الإنسان في هذه الحياة حملاً وديعاً، وإنسان لا يمتلك أي قدرات عسكرية، أن تكون أمة مجردة من كل قدراتها العسكرية، وأن نكون ننظر إلى العالم كله بنظرة سلام، وأن الناس كلهم في هذه الدنيا أطياب وجيدين… فقط، نحن لا نثير مشاكل في هذا العالم، ننتبه، إذا لم نثير مشاكل في هذا العالم؛ فكل الأمور تمام، وسلام… هذه لا توجد- أبداً- لدى الأطراف الأخرى، كل الكيانات في هذا العالم: اذهب إلى الأمريكي، اذهب إلى الأوروبي، اذهب إلى الإسرائيلي، إذهب إلى أي كيان في هذه الدنيا، الصيني… كل الناس، كلٌ منهم يحرص على أن يكون كياناً قوياً بما تعنيه الكلمة، وكلاً منهم له في ثقافته، في سياسته، في استراتيجيته التي بيني عليها واقعه بكله، وهناك تحديد واضح لمخاطر تشكل تهديداً، ويجب السعي لامتلاك القوة اللازمة لمواجهة هذه المخاطر والتحديات، وهناك سعي لأن يكون كياناً قوياً.
فقط العرب، العرب الذين يقال لهم من الكثير والكثير: [كونوا أمة وديعة، كونوا في هذه الدنيا أُناساً لا يمتلكون أي عامل قوة لا في روحيتهم، ولا في ثقافتهم، ولا في توجهاتهم، ولا في سياستهم… كونوا أمة لا تحظى بذرة من المنعة، ولا القوة، ولا تقدر على أن تحمي نفسها أمام أي أخطار، ولا في مواجهة أي تحديات…].
فنشطوا عسكرياً، اليهود نشطوا: قاتلوا، حملوا السلاح، امتلكوا السلاح، وفروا السلاح، جلبوا السلاح… ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم وهم يتشغلون على هذا النحو: تعبئة عسكرية، تدريب عسكري، وتجهيز عسكري، روحية عسكرية، امتلاك للسلاح، وسعي دؤوب لامتلاك أفتك أنواع السلاح… ونفذوا إعتداءات كبيرة جداً، وجرائم رهيبة جداً، قتلوا فيها عشرات… قتلوا وجرحوا وشردوا الملايين من الشعب الفلسطيني، وآنذاك برعاية بريطانية.
في مقابل ذلك تخاذل كبير في الواقع العربي، يعني: كان التحرك محدوداً، في الداخل الفلسطيني حقيقةً، وفي الواقع العربي بشكل عام، لم يرقَ هذا التحرك إلى مستوى الخطر، ما هناك قراءة صحيحة، حتى اليوم، اليوم أمامنا أحداث كبيرة، ومخاطر حقيقية، ولا يزال الإسرائيلي يشكل خطراً في واقع الأمة، وتهديداً، والأمريكي من هناك، ولكن الكثير- دائماً- ينظر إلى مثل هذه الأخطار بنظرة ناقصة، أو نظرة مغلوطة بالكامل؛ فلا يكون هناك التشخيص اللازم لمستوى التحدي، وما يتطلبه هذا التحدي وهذا الخطر: من مواقف، من تحرك عملي وفعلي من داخل الأمة.
من كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في يوم القدس العالمي

قد يعجبك ايضا