سلاح المدفعية الأنواع والمهام “ثقافة عسكرية”

المدفعية artillery صنف رئيسي من صنوف القوات يملك الوسائل النارية التدميرية الأساسية المعدة لدعم أعمال قتال الصنوف الأخرى بنيرانها. ومصطلح المدفعية يشمل المدافع وقواعد إطلاق القذائف الصاروخية الموجهة من مختلف الأنواع والحجوم والعيارات، إلى جانب القوات المتخصصة باستخدام هذه الأسلحة. والسلاح المدفعي أو قطعة المدفعية artillery piece سلاح أكبر وأثقل بكثير من أن يُصنَّف سلاحاً صغيراً أو خفيفاً. ويختلف الحد الأدنى للحجم والعيار باختلاف تسليح القوات المعنية، لكن المصطلح يطلق عموما على أي مدفع أو قاذف يستخدم ذخيرة يزيد عيارها على 25.4مم (1 بوصة) وغير مخصص للرمي يدوياً أو من الكتف.

الوظيفة العامة للمدفعية وخصائصها القتالية

تعد المدفعية القوة النارية الضاربة الأساسية للقوات البرية، وهي قادرة على التأثير في مختلف الأهداف المكشوفة والملتجئة (ضمن مساتر)، وكذلك الأهداف الثابتة والمتحركة، الأرضية والعائمة، المرئية (المرصودة) وغير المرئية.

يُحدد دور المدفعية ومكانها في المعركة المشتركة الحديثة استناداً إلى المهام التي تنفذها، وهي مرهونة أساساً بمواصفاتها وخواصها القتالية، التي تتلخص في سرعة الرمي المقدّرة بعدد الطلقات التي يطلقها المدفع في الدقيقة الواحدة، ومدى الرمي الكبير، والقوة النارية، والمرونة في المناورة بالنيران ونقل الرمي من هدف إلى آخر وتركيزها، مع دقة الإصابة، إضافة إلى القدرة الكبيرة على التنقل والمناورة في حقل المعركة، وتنوع التأثير في الأهداف وطول مدته، وتنسيق نيران المدفعية ومناورتها مع وحدات الصنوف الأخرى وقطعاتها، ودعمها نارياً في أي وقت وفي جميع أحوال الطقس.

مبادئ استخدام المدفعية

تستخدم الكتلة الأساسية من المدفعية ونيرانها على الاتجاهات الأكثر أهمية في ميدان القتال، وهي قادرة على فتح رمايات فورية وفعّالة على أهم الأهداف المعادية، وتقديم الدعم الناري للقوات العاملة في الميدان والتعاون معها ومع الطيران ونيران الأسطول البحري.

أنواع المدفعية :

تصنف المدفعية تبعًا لحجمها إلى مدفعية خفيفة ومدفعية متوسطة ومدفعية ثقيلة. ويمكن تصنيفها حسب مسار المقذوف (خط منحنٍ). فالمدفع يستخدم مسار مقذوف مستو عند سرعة فوهية عالية جدًا، بينما الهاوتزر يستخدم مسار مقذوف قوسي عالٍ، ويستخدم ضد الأهداف المختفية خلف الموانع.

كثيرًا ما تعتبر الهاونات (المورتر)، وقاذفات الصواريخ، والبنادق عديمة الارتداد مدفعية. والهاون له غالبًا سبطانة ملساء، وتعبأ الذخيرة من الفوهة، ويطلق المقذوفات بمسار مقذوف قوسي أعلى من مدفع الهاوتزر (مدفع قوس)، وقاذفات الصواريخ تشغل صواريخها أثناء طيرانها. وتطلق البندقية عديمة الارتداد مقذوفات بحجم وعيار المدفعية الخفيفة. وهي أخف كثيرًا من بقية أسلحة المدفعية، ويمكن نقلها يدويًا أو حملها في الآليات.

تنظيم قوات المدفعية

تتألف قوات المدفعية من وحدات وقطعات وتشكيلات تدخل في قوام قطعات وتشكيلات وجحافل المشاة والمدرعات أو في احتياط القيادة العامة. ومن الناحية التنظيمية تتألف قوات المدفعية من سرايا (بطاريات) وكتائب وأفواج وألوية. وقد يكون عتاد هذه القوات مقطوراً أو ذاتي الحركة.

تعد السرية (البطارية) أصغر وحدة نارية تكتيكية، وتتألف من عدة فصائل رمي، ووحدة قيادة، ويمكن أن تعمل مستقلة أو تدخل في قوام كتيبة المدفعية.

والكتيبة هي الوحدة النارية التكتيكية الأساسية للمدفعية، وتتألف من قيادة وأركان، وعدد من سرايا المدفعية، مع وحدات استطلاع ورصد وتصحيح نيران وإشارة. و يمكن أن تعمل الكتيبة مستقلة، أو تدخل عضوياً في قوام الفوج أو اللواء.

أما الفوج فيعد قطعة مستقلة إدارياً ويتألف من قيادة وأركان وعدد من كتائب مدفعية مسلحة بمدافع من عيارات مختلفة، مع وحدات استطلاع ورصد وتصحيح نيران وإشارة وتأمين إداري وفني. ويدخل الفوج عادة في قوام الفرقة (مشاة أو مدرعات أو مدفعية) أو يكون مستقلاً تابعاً للقيادة العامة.

وأما اللواء فتشكيل مدفعي مستقل إدارياً وتدريبياً، ويضم في قوامه قيادة وأركاناً وعدداً من كتائب المدفعية من عيارات مختلفة، ووحدات استطلاع ورصد وتصحيح نيران وإشارة وتأمين كاملة، ويكون دائماً من احتياط القيادة العامة.

المهام التي تنفذها المدفعية

تعدّ المعركة الحديثة معركة مشتركة لا يمكن بلوغ النصر فيها إلا بالاستخدام المشترك والمنسق لجميع صنوف القوات حيث تحتل المدفعية مكاناً مرموقاً لقدرتها على تنفيذ المهام النارية الضرورية في المعركة المشتركة الحديثة، وأهمها تدمير الأهداف والأغراض المعادية. واستناداً إلى ذلك فالمدفعية يمكن أن تنفذ ما يلي:

1- تدمير وإبطال سرايا المدفعية والهاون ووسائط الدفاع الجوي وغيرها من الوسائط النارية المعادية.

2- تدمير وإبطال القوى الحية المعادية المكشوفة والمتواضعة في مختلف المساتر، ومنع مناورة القوى الحية والوسائط النارية المعادية وعرقلة تنفيذ الأعمال الهندسية.

3 – تخريب المنشآت المعادية الدفاعية الدائمة والميدانية.

4 – الصّراع ضد الدبابات والأهداف المدرعة.

5 – تدمير محطات الرادار والوسائط اللاسلكية والفنية المعادية ومقرات الرصد والقيادة وشل عملها.

6 – التأثير في احتياطات العدو ومنعها من التدخل في القتال.

7 – إضاءة أرض المعركة وإعماء العدو.

 

 

 

قد يعجبك ايضا