الحرب القادمة بين التحالف والمحور بقلم الاستاذ / محمد البخيتي

الحرب القادمة بين التحالف والمحور
بقلم الاستاذ / محمد البخيتي
الحرب الكبري بين دول التحالف الممثلة بأمريكا و إسرائيل و السعودية و الإمارات، وبين دول محور المقاومة الممثلة باليمن و إيران و سوريا و فلسطين و لبنان و العراق، بدأت تلوح في الأفق وعلى شعوب المنطقة الاستعداد لها بإتخاذ الموقف الصحيح من اجل حسمها بسرعة والمشاركة في نيل شرف الانتصار فيها والفوز في الآخرة.

لقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعركة بتحذير المسلمين في سورة المائدة الآية 51 من التحالف مع أمريكا وإسرائيل بأشد العبارات واصفا من يتحالف معهم بأنه منهم. ولم يحصل في التاريخ ان تحالف اليهود مع فريق من المسيحيين إلا في هذا العصر مما يؤكد أن المعركة التي يجري التحشيد لها اليوم هي المعركة المعنية وأن لا سبيل لتجنبها. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

والآية 52 تشير للمسارعين إلى الانضمام للتحالف الأمريكي الأسرائيلي بدافع الخوف، وتؤكد على خطأ موقفهم وخطأ توقعاتهم وأن مصيرهم الندم لأن النصر سيكون حليف محور المقاومة. (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ.)

والآية 53 تشير إلى صدمة المؤمنين الحقيقيين من تغير موقف بعض التيارات الدينية التي كانت تدعي العداء لأمريكا وإسرائيل وفجأة تصبح في خندق واحد معها بدافع العداء للمؤمنين، والنتيجة هي إحباط أعمال تلك الفئة من صلاة وصيام وغيرها وخسارتهم في الدنيا قبل الآخرة، كما حصل لإخوان مصر واليمن وسوريا وكذلك للتيارات الوهابية التي كانت المجتمعات الإسلامية تقدس رموزها. ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ)

والآية 54 تحذر كل المسلمين بلهجة شديدة من ترك جهاد التحالف الأمريكي وتصف المتخلفين عن جهاده بالمرتدين، كما تشير إلى القوم الذين سيؤدون دورهم الجهادي على أرقى مستوى وتباهي بهم من يوم نزولها الى يوم القيامة، وقد سئل الرسول صلى الله عليه وآله عن هوية هؤلاء القوم فقال هم أهل اليمن وذلك بإجماع كل المفسرين والمحدثين، وصمود الشعب اليمني منفردا في مواجهة التحالف الأمريكي يؤكد صحة الرواية. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

بعد أن حذر الله من موالاة التحالف الأمريكي وحذر من ترك جهاده بأشد العبارات، أكد في الآية 55 لمن تجب علينا ولايتهم لقيادة الأمة، وهم المؤمنون الذين تعد ولايتهم امتداد لولاية الله وولاية رسوله وان تلك الولاية لا تقبل في هذا العصر إلا بالبراءة من التحالف الأمريكي والقيام بواجب جهاده، ونزول الآية في الإمام علي بصيغة الجمع وليس الفرد تعني انه ليس الوحيد وإنما اولهم (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)

والآية 56 تبشر أصحاب الولاية الصحيحة بإستحقاق أعلى درجات الإيمان وتعدهم بالنصر (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ ح-ِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)

لذلك على شعوب المنطقة ان تتهيأ لتلك المعركة الفاصلة بالزحف الكبير نحو نجد لكسر قرن الشيطان ونحو فلسطين لتحريرها وهزيمة تحالف أشد الناس عداوة للذين آمنوا مع أشد الناس كفرا ونفاقا. وعلى الحركات والتيارات الدينية التي أخطأت في معاداتها لمحور المقاومة أن تراجع حسابتها لأنها أصبحت مستهدفة أيضا كما أن الوضع لم يعد يسمح بالحياد.

قد يتسائل البعض لماذا تجاهلت روسيا؟

والجواب هو ان الآية تشير إلى فريق من النصارى وهم المتحالفين مع اليهود الذين وصفهم الله بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وليس النصارى الذين هم في حالة عداء وخلاف مع أمريكا وإسرائيل وهم الذين وصفهم الله بأنهم أقرب مودة للذين آمنوا، وموقف نصارى لبنان على سبيل المثال أفضل من موقف الكثير من المسلمين. قال تعالى: ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8 الممتحنة)

كما أن العلاقة بين محور المقاومة وروسيا لا تقوم على أساس الخضوع والطاعة وإنما على أساس الندية و تقاطع المصالح، بينما علاقة السعودية ومن تبعها من المسلمين بأمريكا علاقة خضوع وطاعة، لذلك يدفعون الجزية لأمريكا كما يلوذون بالصمت حيال إهانات ترامب لهم وعداءه العلني للمسلمين. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100 ال عمران)، وكلمة فريق تعني عدم التعميم.

ملاحظة: على المعنيين في كل دول المنطقة الاهتمام بنشر هذا المقال على أوسع نطاق من أجل أن تعم الفائدة.

قد يعجبك ايضا