أصداء مسيرات يوم القدس العالمي المليونية في وسائل الإعلام العربية.

الحقيقة/الوقت التحليلي

انطلقت يوم أمس الجمعة مسيرات حاشدة في العديد من البلدان العربية والإسلامية إحياءً ليوم القدس العالمي وحول هذا السياق انطلقت في العاصمة طهران، وعدد من المدن الإيرانية مسيرات مليونية إحياء ليوم القدس العالمي، ودعماً للقضية الفلسطينية وتنديداً بجرائم كيان الاحتلال الصهيوني المتواصلة ضد الفلسطينيين، ودعا المشاركون الذين خرجوا في هذه المسيرات التي جاءت تحت شعار “يوم القدس العالمي.. فشل صفقة القرن وتثبيت القيم الفلسطينية”، إلى الوقوف صفاً واحداً حول القضية الفلسطينية المحورية للعالم الإسلامي، وشدد المشاركون في المسيرات على عدم التطبيع مع كيان الاحتلال الغاصب لفلسطين، ولحقوق الشعب الفلسطيني رافعين لافتات، ومرددين هتافات تستنكر جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي اليمن احتشد الآلاف من أبناء الشعب اليمني يوم أمس في عدد من المحافظات اليمنية في مسيرة جماهيرية حاشدة لإحياء يوم القدس العالمي وأكد المشاركون في المسيرة تمسّكهم بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة المركزية، والأولى، ورفضهم القاطع لما يسمى بصفقة “ترامب”.

ورفع المشاركون في هذه المسيرة التي تقدّمها العديد من القادة والمسؤولين اليمنيين، اللافتات المؤكدة على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل حقوقه وأراضيه وإقامة دولته وعاصمته القدس الشريف.

وفي البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك توافد المصلّون الصائمون إليه لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ولإحياء ليلة القدر ويوم القدس العالمي في الأقصى من مختلف مدن الضفة والقدس والداخل.

وفي سوريا والعراق ولبنان وباكستان وماليزيا والهند ونيجيريا وعدد من الدول الإسلامية تدفق الملايين من المشاركين في مسيرات حاشدة لإحياء يوم القدس العالمي وأكد المشاركون بأن القدس عاصمة تاريخية لفلسطين وستبقى رغماً عن كل المحاولات التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذه المسيرات أحرق المشاركون علم “إسرائيل” تعبيراً منهم عن رفض الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني.

ويتم إحياء يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك في جميع أنحاء العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً لمحاولات تهويد المدينة المقدّسة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بناء على المبادرة التي أطلقها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الراحل الخميني (رض) في عام 1979.

يوم القدس في أعين الإعلام العربي المقاوم

لقيت المسيرات المليونية التي نظّمها الملايين من أبناء الشعوب العربية والاسلامية في يوم القدس العالمي أمس الجمعة أصداء واسعة النطاق في وسائل الإعلام العربية التابعة لمحور المقاومة والتي سلّطت الأضواء على الحجم الهائل للمشاركين في هذه المسيرات التي أعلن فيها الملايين من المشاركين دعمهم للشعب الفلسطيني، ورفضهم لصفقة القرن المشؤومة.

وحول هذا السياق، أكدت قناة المنار اللبنانية أن الملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية خرجوا في تظاهرات مليونية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، معربين عن غضبهم من الكيان الصهيوني والنهج الذي يعتمده الاستكبار العالمي ضد المسلمين.

وتحدثت قناة “العالم” عن أن عدد المشاركين في مسيرات يوم القدس العالمي وصلوا إلى الملايين وأكدت أن الغاضبين بادروا إلى حرق العلمين الأمريكي والصهيوني وردّدوا هتافات “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”.

وأما صحيفة الميادين، فلقد ذكرت بأن دولاً عربية وإسلامية شاركت في إحياء فعاليات، ومسيرات يوم القدس العالمي، وأن الرئيس الإيراني “حسن روحاني” قال: “إن مؤامرات المعتدين ضد القدس الشريف وفلسطين ستفشل ولن تتحقق صفقة القرن وستتحول إلى إفلاس القرن”.

وتحدّثت صحيفة “الثورة” اليمنية، بأن الملايين من أبناء الشعوب العربية، والإسلامية خرجوا في مسيرات جابت شوارع العديد من العواصم، والمدن الإسلامية حاملين شعارات مناهضة للكيان الصهيوني، ورافضين تهويد القدس، ومؤكدين على حق الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.

وذكرت صحيفة “النور” العراقية أن مسيرات مليونية انطلقت في عدد من البلدان العربية والإسلامية، حيث ردد المشاركون هتافات تندّد بالممارسات الصهيونية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المضطهد، وتستنكر العدوان السعودي على الشعب اليمني الأعزل المظلوم.

تعتيم إعلامي عربي على يوم القدس العالمي

إن وسائل الإعلام الغربية والعربية (الخليجية بشكل خاص)، انتهجت سياسية متعمّدة للتعتيم على هذا الحدث الكبير، وإبقائه تحت الظلام ما أمكن، والسعي لحجب قضية يوم القدس عن الرأي العام العربي والعالمي.

إن سياسة التعتيم التي انتهجتها وسائل الإعلام العربية والخليجية إزاء يوم القدس، هي أمر طبيعي، إذا ما نظرنا إلى موقف الحكومات التي تقف خلف وسائل الإعلام هذه، فهذه الدول تريد في محاولة يائسة أن تتجنّب الإحراج أمام شعوبها، خاصة وهي تمضي في تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي على أعلى المستويات، في حين أن الدول التي تدافع عن قضية المسلمين الأولى، هي نفسها التي تشنّ هذه الدول العربية عليها العدوان، وتجنّد لإنهاكها التكفيريين من كل مكان، وتضخّ مليارات الدولارات في سبيل تدميرها وتغيير أنظمتها.

وهنا نرى بأن قناة “بي بي سي عربي” هي القناة الوحيدة التي أشارت إلى مشاركة الجماهير الغفيرة في مسيرات يوم القدس العالمي إلا أنها حاولت التقليل من شأن هذه المسيرات عندما ذكرت عدد المشاركين بعشرات الآلاف في حين رأى العالم العدد المليوني لهذه المسيرات وأكدت أن الحشود الغاضبة رددت هتافات “الله أكبر والموت لأمريكا والموت لإسرائيل”.

لم يعد مستغرباً التعتيم على إحياء يوم القدس العالمي مع ما يمثله هذا اليوم من أهمية كبيرة، فيوم القدس هو تصحيح لبوصلة الصحوة الإسلامية، التي جهدت الدول الغربية طوال السنوات الماضية، لحرفها عن مسارها، وخلق وترويج نوع جديد من “الإسلام”، يكفّر عموم المسلمين، ويرتكب المجازر في الناس الأبرياء، ويقوم بالعمليات الانتحارية التي تقتل فقط المسلمين، فيما الصهاينة والكافرون في مأمن منها، فتصبح الجماهير الإسلامية بين نموذجين أحدهما يكفّر والآخر يطبّع، بل يجمع بين الأمرين.

وفي الختام يمكن القول بأن يوم القدس استطاع أن يكشف المستور ويميط اللثام عن التحالف غير المعلن بين التكفيريين والصهاينة، إذ إن جميع الشعوب التي تحيي هذا اليوم، لديها قاسم مشترك ألا وهو استهدافها من قبل التكفير الذي يمارس اليوم دور الحامي للكيان الإسرائيلي ومحاربة كل الجهات المعادية له.

قد يعجبك ايضا