بحر الرجال لا يجف… بقلم/ أشجان الجرموزي……

 

 كلمات قرأتها،تلك اللحظة أنتابني شعورٌ زاد به من غريزة الوطنية في نفسي ، فتمردت أحرفي ،لترد على كل من أوهم نفسه ولو لبرهة أن بحر الرجال قد جف.

      بحر الرجال في موطني لا ينضب ولا يجف ،بل يتدفق ويعلو ويظل في إزدياد دائم،رجالنا ليسوا كباقي الرجال،فهم لا يعرفون الذل أو الاستكانة ،تضحياتهم لايرآون بها ،عزائمهم لاتجف ،هم رجالاٌ تنحني السماء خجلاً لما يقدمونه في سبيل الله وسبيل الدفاع عن الحق ،رجالنا هم أولئك المجاهدين الذين هبوا لنصرة دينهم ووطنهم ولدحر عدوهم وكسر جبروته وطغيانه،أولئك هم من أفرغوا جيوبهم من أشياء هم متعلقون بها ،فارقوا أناس يعزُ عليهم فراقهم ،تركوا كل شي ولبوا داعي الله،نفروا خفافاً وثقالا ،سهروا الليال الطوال لننام بأمان وراحة،أولئك هم الرجال سيلٌ من العطاء،وبحرٌ لاينضب من التضحيات والبذل ،وليس كل الوصف يليق بهم ،ولا الكلمات تفيهم حقهم ،فهنيئا للرمال التي تعانق أقدامهم الطاهرة،وسلامٌ على أرواحهم التي تشتاق لعناق السماء ،ولرؤوسهم التي تأبى أن تُطاطأ أو تعود للوراء ، أولئك هم من بحر إنجازاتهم يفيض على الدوام ،ولا يجف أبدا.

      إن الرجال الذين تجف بحورهم ،هم من رضوا بالذل والعار ،من تركوا أربح التجارات وهرعوا وراء تجارات خاسرة ،من قبلوا أن يدنس أرضهم يهود وأنجاس  ،من فرحوا بالعمالة وسعوا لها ،من حفوا لنيل مكاسب الدنيا، وباعوا الآخرة بأرخص الأثمان،من قبلوا بالقعود في كنف الغزاة والمعتدين، أولئك من يجف بحرهم ،لارجال الله الأشاوس.

    رجالنا المجاهدين الأبطال ثبت الله أقدامكم ،وسدد المولى  رمي بنادقكم ،وأعلى صرخاتكم في وجه عدوكم ،وجعلكم ذخراً لهذا الوطن ،وأعادكم من مواطن العزة والكرامة والصمود سالمين غانمين منتصرين ،ولعدوكم على الدوام داحرين .

قد يعجبك ايضا