بُركاننا المُرقَّط! بقلم / مصباح الهمداني

بُركاننا المُرقَّط!
————–
اشمخ أيها اليمني، ووعد الله أن تشمخ!
ألا تنظر، ألا تُبصر، ألا تدرِك لعين الله ترعانا، ألا تلمس لرفق الله يشملنا، ألا تشعر بسر الله يغمرنا!
فمن ذا سوى الرحمن ألهمنا، ومن ذا سوى الجبار أكرمنا، ومن ذا سوى القهار مكننا!
ألا تدري بما كُنا؟ وكيف الجارعامَلنا، طِوالَ عقود يَكرهنا، ويوصي الأب للأبناء في دمنا، ونقضي العمر عمالأ بلا ثمنا، ونطوي الذل أيامًا وألوانا، وكم مُدنًا لآل سعود شيَّدنا، وكم طُرقًا لآل سعود عبَّدنا، فما قالوا لنا شكرًا ولا تركوا لنا الوطنا…

أرادونا نعيش العُمرَ مَكرمةً، على أبوابهم نقتاتُ مزبلةً، ونورثها لكل الجيل منقصةً، وليس لنا سوى الإذلال مدرسة.
ونقضي الليل نمدحهم، ومنذ الصبح نخدمهم.

وفي وطني لهُم قُدُما، وما الرئيسُ سوى صنما، ولا يعدو سوى قدَمَا، ولا شيخٌ لنا شيخًا، ولا علمٌ لنا علما.
وكل قرارٍ كان في يدهم، وعبر سفيرٍ من سفاهتهم، فلا أحمر ولا أخضر، يخُط لهم هُنا أحمر.

وجاء الفجر بشَّرنا، بابن البدر يغمُرنا، وبالقرآن يُمطِرنا، وفي الميدان يُبهِرنا، وبالآيات يسحرنا، وبالتبيان يُلهِمنا، وبالإيمان يزرعنا، وبالإقدام ينشئنا، وبالإقبالِ يحمينا، وبالتعليم يُرشدنا، وبالتعمير يبنينا، وزرع الأرض يوصينا.

وقاد الثورة الكبرى بهمة، وسار الخطوة الأولى بكلمة، ليهدي الشعب للعلياء والقمة.
فجُنَّ جنون الجارة الكوبرا، وجاءتنا بأمريكا وإسرائيل والحقراء، تلملمهم بملياراتٍ مالها حصرا،
وظنت حربها أسبوع ولن تبلغ الشهرا، وحذر القائد الحُر مراتٍ وتكرارا، لكنهُم ظنوا التحذير إعسارا.
وطالتِ الحرب بعدما احتُلِبت، خزائن القَرن للحلاب قد بُلِعَت،
لكنَّنا كنا بعين الله ننصحهم، مهما استطالت حربنا معهم، فلن يعودوا سوى بالنعش يحملهُم.
وقال بالحرف يومًا تاجَ عزتنا، القائد الحر ابن بدر الدين سيدنا:
(قادمون…، بمنظوماتنا الصاروخية، المتطورة والمتنوعة؛ التي تخترق كل وسائل الحماية الأمريكية وغير أمريكية
منظومة بدر ومنظومة بركان ومنظومات أخرى وأخرى.)

واليومَ شاهدَ العالمُ المجنون عزتنا، وراقبَ المصدوم سطوتنا، وجاء بركان الجيل الثالث يحكي سر حكمتنا،
ويضعُ نقطة على أطول سطر؛ بأن مداه يبلغ ألف وثمانمائة كيلو متر، وما بين صنعاء ودبي السائبة؛ حوالي الألف والخمسمائة، وما بين صنعاء وخرطوم المنسيون؛ ألف ومئتان وعشرون، وما بين صنعاء ورياض المجون؛ ألف وستون، وما بين صنعاء وأبو ظبي مدينة المجنون؛ ألف وأربعمائة وسبعون، وما بين صنعاء ومنامة المَصُونْ؛ ألف وثلاثمائة وثمانون.

لقد قلبت سنوات الحرب والحصار المعادلة، وجعلت من المستضعفين القوة العادلة، وعلى كل يمني أن يرفع رأسه، ويشمخ نحو السماء بكل عزة، ويشكر الله سبحانه، على نعمة القيادة، ونعمة العقول الفريدة، ونعمة الانعتاق من عبودية الأذلة.

وعلى الأعداء السفلة، أن يستخلصوا المُحصِّلة، ويُدركوا بعد كل هذه الصناعات والأدلة؛
أننا اليومَ قد وصلنا السُّلَّم الأعلى، ونستطيعُ القول؛ نفذوا كل ما يُملى.

د.مصباح الهمداني
03/08/2019

قد يعجبك ايضا