(نص الغدير) للشاعر الكبير / ابو زيد النعمي

(نص الغدير) للشاعر الكبير / ابو زيد النعمي

لدى هذه الذكرى أطلت تأملي
وأمعنت في نص الغدير المفصل

وتابعت أحداثا جساما تسلسلت
فآخرها يجري بأسباب أول

أيعقل أن الدين من ربنا أتى
ينظم أمر الناس في كل منزل

ويغفل عنا في ولاية أمرنا
وحاشاه إن الله ليس بمهمل

وإن لدى ذكرى الغدير لعبرة
ودرسا لذي حجر ونورا لمجتلي

فيا لك من أمر عظيم وموقف
بخم بتأريخ الرسالة مفصلي

أتى الوحي من رب السماوات ساخنا
ألا يا رسول الله بلغ بمُنَزل

هناك أناخ الركب والجو مشمس
ونودي فيمن قد تأخر أقبل

وقام رسول الله فيهم مبلغا
عن الله في جمع عظيم ومحفل

وقد قال إن الله مولاي إنه
من النفس أولى بي وإني لكم ولي

فمن كنت مولاه فهذا وليه
وأولى به بعدي مشيرا الى علي

فيا رب من والى عليا فواله
ونصرا لمن ينصره دعوة مرسل

ويا رب من عادى عليا فعاده
ومن خذل الكرار يا رب فاخذل

ولاية أمر لا يزال ٱمتدادها
عن الله في أزكى الرجال وأكمل

فمن كان ربي والنبي وليه
فحيدرة مولاه حسب التسلسل

فهل بعد هذا من بلاغ وحجة
وهل من سبيل ههنا للتأول

حديث سعى كل الطغاة لطمسه
وقد بليت أوهامهم وهو ما بلي

تواتر حتى صار كالشمس مشرقا
بحجته لولا عمى كل مبطل

وحسبك من نص الغدير ثقافة
لجيل بمفهوم الولاء مُجَهّل

تحصنه من أن يكون ضحية
لأفكار أمريكا وكل مضلل

ولا سيما أنّا أمام إمامة
يهودية جائت بكل تطفل

فيا أمة في اسم الإشارة فرطت
ولم تك عن نص الغدير بمعزل

ولو أنها والت عليا لزادها
علوا ولكن أعرضت في تسفل

فما فهمت معنى ولاية أمرها
ولا عرفت يوما مهمة من يلي

تولى عليها كل طاغ وظالم
ودجنها للظلم كل مغفل

وضحت بمفهوم الولاية طاعة
لكل غشوم ما له من مؤهل

فظلت على مر الزمان ضحية
تعيش مرارات الضلال المشكل

فمن سوط جلاد الى سيف ظالم
ومن سافل فرّت الى يد أسفل

وتهرب من مستعمر نحو آخر
ومن مقتل تأوي الى شر مقتل

الى أن غدت تحت اليهود مطية
تسارع فيهم بالولاء المذلل

فهم من يقول اليوم هذا وليكم
فما للشعوب اليوم غير التقبل

فلا قدست من أمة جل خسرها
وبعد علي داسها كل أرذل

أتقبل أحفاد القرود وترتضي
خنازير أمريكا …وتأنف من علي!!!!

كأن لم يكن فيها نبي ولا هدى
ولا سمعت نص الغدير المفصل

ولكن من والى عليا ولاية
حقيقية عن نهجه لم يحول

على نهجه نمضي وفي نهجه الهدى
نجاهد لا نخشى سوى الواحد العلي

سننصر دين الله تحت لوائه
ونذكي فتيل الحرب من كل جرمل

ونكتب في ذكراه عهد ولائنا
لكرار هذا العصر للسيد الولي

ونبرأ من قوم اليهود بصرخة
تزلزل عرش الباطل المترهل
الشاعر
أبو زيد النعمي
غدير سنة1440

قد يعجبك ايضا