اليمنيون ودورهم في حماية الأمن القومي العربي

الحقيقة/(إيهاب شوقي – كاتب من مصر)

في الواقع لم تدفع السعودية ثمنا عسكريا باهظا فقط نتيجة عدوانها الغاشم على اليمن، وانما دفعت ثمنا اغلى من مستقبلها وسمعتها، بما ينسحب على الاسرة الحاكمة وعلى النظام الذي تدار به ارض الحجاز منذ نشأة الدولة السعودية بثنائية المصحف والسيف!

في سبيله للسيطرة على العرش، تخطى محمد بن سلمان جميع الاسقف التي التزم بها ملوك السعودية، واخرج للعلن ما اجتهدت الاسرة الحاكمة لانكاره طيلة العقود الماضية من تعاون مع الصهاينة، فخرجت اللقاءات للعلن واصبحت المملكة عرابا لصفقة القرن، واعلنت مملكة بن سلمان ان القضية الفلسطينية ليست الاولوية، ولم تفلح جهود والده الملك في التغطية على هذه المهانة المعلنة، ولم تفلح المؤتمرات التي عقدها سلمان في التغطية على فضيحة نجله التي سترثها الاسرة الحاكمة والتي قد يعجل بن سلمان بزوال ملكها!

كشفت التقارير الامريكية بعض جوانب التطبيع السعودي مع العدو الاسرائيلي، والمفارقة، انها كشفت فشلا في التعاون الاستخباراتي نظرا لعدم ثقة الصهاينة في كفاءة السعوديين!

فقد ذكرت مجلة فورين بوليسي في تقرير لها نصا: (على الجانب السعودي ، هناك شكاوى من أن العلاقة غير متكافئة. يقال إن “إسرائيل” لم تستجب دائمًا لطلبات المعلومات الاستخباراتية، حتى عند إرسالها عبر الولايات المتحدة. وهناك بالفعل دلائل على وجود نقاش داخلي في”إسرائيل” حول قيمة الروابط مع المملكة. لا تتوافق قدرات المراقبة المتطورة الخاصة بها مع ما يقدمه السعوديون، سواء كانت معرفة القبائل اليمنية أو العرب في محافظة خوزستان الإيرانية، وفقًا لإسرائيلي لديه خبرة طويلة في التعامل مع الرياض.)

وهذا تقرير فاضح لممارسات السعودية مع العدو، ويطرح اسئلة حول امداد العدو باسماء القبائل اليمنية والعرب في الاهواز والى اي مدى يصل التعاون السعودي الاسرائيلي في قلقلة استقرار البلدان لأن القوس هنا يظل مفتوحا ويتخطى ايران ليصل الى بلدان اخرى تشهد احتجاجات مأجورة، والأعين هنا تتجه نحو العراق وما بها من اختراقات للاحتجاجات الشعبية والتي تحولها من مطالب مستحقة لنوع من المؤامرة وهو ما يحرف مسار الاحتجاجات ويهدر من الحقوق المشروعة.

وبالعودة لتقرير فورين بوليسي، فإننا نجد فقرة لافتة على تقول: (كما لا يزال هناك نقص في الثقة بين الجانبين. يمكن تفهم أن الإسرائيليين ما كانوا سيوفرون للسعوديين معلومات حساسة لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا واثقين من أن السعوديين كانوا سيحمون المصدر – وهذا من شأنه أن يخلق مشكلة خطيرة في مجال مكافحة الاستخبارات، وقال خبير آخر بالمخابرات. “ليسوا شركاء طبيعيين. لديهم ثقافات استخبارية مختلفة جدا. الإسرائيليون من الطراز العالمي والخليجيون ليسوا كذلك. لن يدخل الإسرائيليون في علاقة ما لم يحصلوا على بعض الأرباح المناسبة. “)

وهذه الفقرة كاشفة لرؤية الصهاينة لمن يخونون قضايا امتهم وكيف يقابلونها باحتقار واستخفاف، ناهيك عن ترسيخ الخسران السعودي المتمثل في الخيانة وانعدام الكفاءة وحتى الأهلية للخيانة!

ليست مغامرات بن سلمان فقط هي من يعجل بهذا الانهيار السعودي، فقد تمر هذه الممارسات وتسير القافلة عبر الرشاوى وعبر مزيد من التفريط، ولكن هناك كلمة سر حاسمة شكلت كسرا لهذا المسار، وهذه الكلمة هي اليمن.
نعم لقد استطاع الصمود اليمني ولملمة القوة وتفادي الانهيار ثم الهجوم الى افشال مسار يكفل تمدد امريكي وصهيوني عبر ذيول خليجية، يتمكن من السيطرة على المضائق وتطويق الامن القومي العربي ككل، وهنا عظمة المقاومة اليمنية، بأنها لم تقوم بحماية اليمن فقط ولكنها حمت الامن القومي العربي وشكلت الجبهة اليمنية المقاومة كجزء من محور المقاومة مع الجبهات الاخرى، مانعا صلبا من تحقق مشروع (اسرائيل الكبرى).

لقد اقترب الانتصار الكامل للمقاومة وبعده سوف تفتح الاوراق لتروي هذه الملحمة والأهمية الاستراتيجية لما قام به اليمن ومقاومته من حماية لامة كاملة تواطأ معظمها على العدوان ونافق المعتدين عبر الرشوة تارة وعبر الااذعان للدعاوى الكاذبة دون اعمال للعقل وللضمير.

 

قد يعجبك ايضا