صحيفة “يتوك ديلي ديش” الاسكتلندية: السعودية تتعامل مع المجندين السودانيين في اليمن “كحطبهم”

 

روت صحيفة “يتوك ديلي ديش” الاسكتلندية قصة أحد المجندين السودانيين (14 عام) الذين انخرطوا في الحرب على اليمن ضمن التحالف منذ 2015، مؤكدة أنهم يقاتلون “من أجل المال فقط” وأن نسبة الأطفال منهم تتجاوز 40%.

ونقلت الصحيفة عن المجند السوداني “هاجر أحمد شومو” قوله إن السعودية عرضت في نهاية 2016 على السودانيين مبلغ يصل إلى 10000 دولار لكل جندي سوداني إذا انظم إلى قواتها المقاتلة في اليمن، بينما كانوا يعيشون في حالة فقر كبيرة.

وأضاف هاجر في مقابلة أجريت معه الشهر الجاري في الخرطوم: “تدرك العائلات أن الطريقة الوحيدة لتغيير حياتهم هي إذا انضم أبناؤهم إلى الحرب وجلبوا أموالاً”.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعوديين يزعمون أنهم يقاتلون في اليمن من أجل إنقاذه، وفي سبيل ذلك استخدم السعوديون ثروتهم النفطية الهائلة بالاستعانة بمصادر خارجية وذلك من خلال تجنيد عشرات الآلاف من الجنود السودانيين من الناجين اليائسين من الصراع في دارفور للقتال معها كمرتزقة، مؤكدة أن كثير منهم أطفال.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ما يصل إلى 14000 من رجال الميليشيات السودانية يقاتلون في اليمن بالترادف مع الميليشيات المحلية المتحالفة مع السعوديين، حسب ما نقلت الصحيفة عن عدد من المقاتلين السودانيين الذين عادوا إلى بلادهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الذين يقاتلون في اليمن ينتمون إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهي ميليشيا قبلية كانت تعرف سابقًا باسم الجنجويد، الذين هم متورطين في فظائع الاغتصاب المنهجي للنساء والفتيات، والقتل العشوائي وجرائم الحرب الأخرى أثناء نزاع دارفور.

وقال خمسة مقاتلين عادوا من اليمن، للصحيفة إن نسبة الأطفال من عدد المجندين في اليمن تتجاوز 40%.

وللحفاظ على مسافة آمنة من خطوط المعركة، أمر المشرفون السعوديون و الإماراتيون المقاتلين السودانيين على وجه الحصر بالتحكم بهم عن بعد، ودفعهم للخطوط الأمامية للمعارك، حسب الصحيفة.

قال محمد سليمان الفاضل، البالغ من العمر 28 عامًا ، من قبيلة بني حسين، والذي عاد من اليمن في نهاية العام الماضي: “أخبرنا السعوديون بما يجب علينا فعله من خلال الهواتف والأجهزة” و”لم يقاتلوا معنا أبدًا”.

وقال أحمد ، 25 عاماً ، أحد أفراد قبيلة أولاد زيد الذي حارب بالقرب من الحديدة هذا العام ولم يرغب في ذكر اسمه بالكامل خوفاً من الانتقام من الحكومة “السعوديون يهاتفوننا ثم يتراجعون”، وهم “يعاملون السودانيين كحطبهم”.

وقال حافظ إسماعيل محمد، وهو مصرفي سابق ومستشار اقتصادي وناقد للحكومة للصحيفة الاسكتلندية “إنهم يقاتلون في اليمن لأنهم يعلمون أنه ليس لديهم مستقبل في السودان”. “نحن نصدر الجنود للقتال كما لو أنهم سلعة نتبادلها بالعملة الأجنبية”.

ورفض السفير بابكر الصديق الأمين، الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية ، التعليق على مستويات القوات أو الخسائر أو الرواتب في اليمن، وقال ليس لدينا أي مصلحة وطنية في اليمن.

ونقلت الصحيفة عن المقاتلين الخمسة الذين عادوا من اليمن وشقيقين لمقاتلين ماتوا هناك روايات مماثلة, قال الجميع إنهم قاتلوا فقط من أجل المال.

قد يعجبك ايضا