القول السديد :صحيفة الحقيقة العدد”343″:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد 

لا بأس أن يكون هناك اهتمام بأي شأن داخلي، ولكن ليس بأسلوب يحاول أن ينسي هذا الشعب ما هو أكبر وما هو أهم، وأن يطغى على القضايا الرئيسة والمصيرية لهذا الشعب، ولا بأسلوب يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية، ولا بأسلوب يهدف إلى إلهاء الناس عن القضايا المصيرية والرئيسة

من أساليب المنافقين: التثبيط والدعاية والإرجاف.

   يكشف القرآن الكريم أسلوباً آخر من أساليب المنافقين وهو: التثبيط والدعاية والإرجاف، عمل: تثبيط وتخذيل وإرجاف وخلخلة وتفريق بين المؤمنين وإفساد لذات البين، عمل يخدم أعداء الإسلام، عمل واسع، ويعتمد بالدرجة الأولى على الدعاية والكلام، يعتمد العمل النفاقي بالدرجة الأولى وكأسلوب أساسي وبالدرجة الأولى على الكلام، كلام دعايات، محاولات للتأثير، دعاية من هنا دعاية من هناك، يوجهون دعاياتهم ويطلقون أنواع دعاياتهم في اتجاهات متعددة، يحاول أن يرجف عليك، أن يخوفك من أعداء الإسلام، أن يهول عليك العمل الجهادي، يحاول من جانب آخر أن يشككك في القيادة التي تقودك في طريق الحق على أساس منهج الله سبحانه وتعالى، فيوجه دعايات لهدف التشكيك عليك في قرارات ومواقف القيادة، يطلق تشكيكاته ودعاياته التي تستهدف منهجك ويشككك في قضيتك، يخوفك من أعداء الله يقلل من حجم انتصاراتك ويهول أي تحرك أو تقدم للعدو هكذا يحاولون بشتى الوسائل معتمدين على الدعايات والافتراءات والأكاذيب، ولا أكثر أبداً من كذب المنافقين، لأنهم بالدرجة الأولى يعتمدون على الدعايات، والدعايات التي يطلقونها تعتمد على الأكاذيب، دعايات ملفقة، ثم يحاولون من خلالها التأثير على التوجه الصحيح للمؤمنين، التوجه الإيماني الصادق المتحرك في سبيل الله جهاداً وبذلاً وعطاءً، المتمسك بالموقف الذي أرشد إليه الله سبحانه وتعالى؛ فلذلك يتوعدهم الله بالخزي وبالعذاب والخسران ثم يكشف للناس حقيقة أمرهم ووسائلهم وأساليبهم.

التعاطي مع الشؤون الداخلية بروح مسؤولة لا بروح منافقة تخدم العدوان

ما الذي يريده العدو من وراء كل هذا، حينما يستهدفنا في هويتنا بنموذجه التكفيري والقاعدي والداعشي، حينما يستهدفنا في هويتنا بنشاطه الإفسادي لإفساد الأخلاق ولإيقاع الناس في الرذيلة والجريمة، ونشر المخدرات وغير ذلك، حينما يستهدفنا بهذا الأسلوب الإرجافي والتهويلي، وأسلوب الإرعاب والإرهاب والتخويف إلى غير ذلك، حينما يعمل على النيل منا في روحنا المعنوية، حينما يعمل على إلهائنا عنه، وعما يفعله بنا، وعن مؤامراته ومخططاته، وهو يشغل بعض أبواقه في الداخل، التي تبقى دائماً تصيح وتصيح وتصيح بأعلى أصواتها كأبواق لصالح الأعداء بقضايا أخرى، وكأنه ليس لهذا البلد من هموم ولا مشاكل إلا بعض المشاكل الداخلية والقضايا الداخلية، فيبقى أولئك يصرخون على طول وعلى طول وعلى طول، بتلك في هذه القضايا، في محاولة منهم لإلهاء هذا الشعب عما هو أكبر وأخطر وأهم بكثير بكثير، عما يشكل تهديداً وجودياً ومصيرياً، على وجودنا ككيان حر، وكبلد مستقل، وكشعب مسلم حافظ على هويته وعلى قيمه وعلى مبادئه وأخلاقه.

يبقى البعض يصرخ في منابر إعلامية وفي منابر المساجد وفي المناسبات والتجمعات الشعبية، ويصيحون بشكل وكأن أبرز قضية أو أهم قضية هي تلك أو تلك، هموم داخلية، أو شئون داخلية.

لا بأس أن يكون هناك اهتمام بأي شأن داخلي، ولكن ليس بأسلوب يحاول أن ينسي هذا الشعب ما هو أكبر وما هو أهم، وأن يطغى على القضايا الرئيسة والمصيرية لهذا الشعب، ولا بأسلوب يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية، ولا بأسلوب يهدف إلى إلهاء الناس عن القضايا المصيرية والرئيسة، هو حينئذ أسلوب نفاقي، أسلوب نفاقي يرفع عناوين أو قضايا، إما مشاكل أو خلافات داخلية، وإما مشاكل واقعية، ولكن هي في مستواها وفي حجمها، يمكن التعاطي معها بروح مسؤولة، وليس بروح منافقة، وليس بأسلوب نفاقي وليس بأسلوب عدائي وليس بأسلوب يخدم العدو بشكل واضح ومفضوح.

أساليب الأعداء في تهيئة المنطقة للتقسيم 

اليوم نشهد مؤامرات متنوعة على هذه الأمة، مثلما مؤامرة التقسيم للمنطقة، ونشهد هذه الأيام سخونة في الوضع فيما يتعلق بالعراق، مؤامرة واضحة لفصل شمال العراق في منطقة (كُردستان)، ومحاولة انفصال الأكراد هناك، ويعرف كل المتابعين مدى الدور الإسرائيلي المشجع للأكراد هناك، أو لبعض الأكراد في عملية الانفصال، وما من شك في أن لأمريكا دوراً في ذلك؛ لأن أمريكا في المرحلة الماضية بكلها عملت على بناء كيانٍ منفصل، يعني: المرحلة الآن أشبه ما تكون بمرحلة أخيرة تتويجاً لمراحل ماضية سعت فيها إلى تحويل الحالة الكردية في (كُردستان) إلى شبه كيان منفصل منذُ المراحل الماضية، بقي له بعض من الارتباط الشكلي في بعضٍ من الأمور، ولكنه كان يسير باتجاه انفصال على مراحل، بناؤه قائم على هذا الأساس، ترتيباته قائمه على هذا الأساس، سعيه في الماضي متجهٌ للوصول إلى ذلك.

الحالة التي يريدونها اليوم في العراق لا تخص العراق أبداً، ولا تخص في العراق منطقة (كُردستان)، يريدون المزيد من التقسيم في العراق، ويسعون للتقسيم في بقية بلدان المنطقة، ومنها بلدنا اليمن، بلا شك هناك سعي حثيث لتقسيم بلدنا، وما قبل الحادي والعشرين من سبتمبر كانوا قد قطعوا شوطاً كبيراً، وتبدأ- أحياناً- عملية التمهيد لعملية التقسيم تحت عناوين وبأساليب، عندما يعملون في كل بلدٍ من بلدان المنطقة- في البداية- إلى صناعة أزمة، تبدأ كأزمة سياسية، ويدخل ضمن هذه الأزمة السياسية أنشطة متعددة لتعميق وتجذير هذه الأزمة بما يهيئ فيها لعملية التقسيم: إما من خلال العنوان المناطقي، وأحياناً العنوان المذهبي، وأحياناً العنوان العرقي… وهكذا تبدأ أزمة سياسية، يضاف إليه بُعدٌ آخر هو البُعُد الطائفي، أو العرقي، أو المناطقي… أو غير ذلك، يعني: من السهل عليهم أن يجدوا عنواناً آخر يضيفونه، يخلقون ويصنعون حول هذا العنوان الجديد حالة من العصبية العمياء، والالتفاف المقيت، والتكتل الغبي الذي يرى في ذلك مستقبلاً مزدهراً، واعتداداً بالذات، واعتباراً، وفي نفس الوقت- في الأخير- تُقدم هذه العملية في التقسيم على أنها تمثل الحل السحري لمشاكل أي بلد من بلدان منطقتنا.

فالحالة التي هي قائمة اليوم في العراق، وما سبقها في السودان؛ يُخططُ لها في بقية بلدان المنطقة، عندنا في اليمن صنعوا لنا الكثير من المشاكل، صحيح عندنا مشاكل من الأساس، ولكنهم يستثمرون في هذه المشاكل، يعملون على تعقيدها وتوتيرها، ويشجعون البعض من الأغبياء الذين يبرزون ضمن هذه المشاكل؛ ليتجهوا بها اتجاها بعيداً ومنحىً آخر بعيداً- أحياناً- حتى عن جوهر المشكلة، أو عن أساس المشكلة.

عندما يجتمع الغباء وإفلاس القيم لدى أصحاب الوجاهة

الحالة السياسية أن بعض الشخصيات- أحياناً- شخصية هنا أو هناك يقم هو إما نتيجة حقد، أو غباء، أو ارتباط بالخارج، واحدة من ثلاث، جهل: إنسان- أحياناً- يكون جاهلا كبيراً، ولكن صاحب وجاهة، وأحياناً جهله جهل مركب، بعض السياسيين جهلهم جهل مركب: غبي، يتصور مع شوية من الأنانية وإفلاس من القيم، وإفلاس من الشعور والإحساس بالانتماء والهوية، وعنده خلاص ما عاد به حل إلا يفرق الشعب اليمني ويجزّئ ويقطّع أوصال الشعب اليمني، ويجي يقول: [خلاص، الحل لمشاكلنا السياسية نقطّع أوصال شعبنا ونفكك هذا البلد]، ويعتبر نفسه إنه [قد هو عبقري، مفكر يعني منين جت له هذه الفكرة]! |لا| الشعب اليمني ليس له مشكلة في واقعه كشعب وحالة شعبية، تدعو إلى تفكيكه وتقطيع أوصاله. لا، تكفيريين جاؤوا بدعم سعودي، وفيما بعد بدعم إماراتي، محاولين هم يفككوا أوصال هذا البلد: [وأهل محافظة كذا كافرين ومجوس، وأهل محافظة كذا مسلمين ومن الصحابة…]، وبهذه النغمة المقيتة، والا بعض القوى السياسية باتت تحمل- أيضاً- هذه النغمة.

 

قد يعجبك ايضا