مقالات صحيفة الحقيقة العدد”343″

 

برع يا استعمار

عمر الشيخ

برع يا استعمار_ذكرى رائدة ومحطة فارقة في تاريخ الوطن يحتفل بها أبناء شعبنا اليمني منذ رحيل المستعمر البريطاني بآخر جنوده ومرتزقته الذين مارسوا الظلم والقهر والاستبداد لما يزيد عن 129 عاما, حتى جاءت ثورة 14 من أكتوبر المجيدة, وكُللت بيوم ال 30 من نوفمبر 1967م بخروج آخر جندي محتل لأراضينا اليمنية.

يوم ال 30 من نوفمبر_تضحيات كل يمني أراد أن يغير خارطة الصراع إلى وئام وخارطة الجهل إلى نور وواقع الظلم إلى عدالة ولوحة اليأس إلى أمل.. وفي هذا اليوم جاء النصر بعد تضحيات جسيمة قدم فيها المئات من أبناء شعبنا دماءهم رخيصة وزكية لتحرير الجنوب من الاستعمار حيث أبدى أبناء اليمن في كل محافظة ملحمة بطولية أعطت المستعمر درسا في الحرية.. فالبلد التي لم تغرب عنها الشمس_ في _الثلاثين من نوفمبر غربت عنها الشمس بنضالات أبناء اليمن وجهادهم لأكبر مستعمرة على وجه الأرض فأجلتها تلك الأيادي عن اليمن وأصبح المحتلون مدحورين مطرودين.

وفي هذه المناسبة، يحدونا الأمل أن يجتمع اليمانيون على طاولة واحدة، وأن يجسّدوا استقلالهم ويحوّلوه إلى حقيقة، لأن اليمن القوي بوحدته، كبير بقيمته، وعظيم بشعبه وقيمه..ولهذا يجب أن يظل الشعب اليمني وفيا لتلك القيم الوطنية والنضالية والإنسانية السامية التي جسّدها أولئك الأبطال الذين صنعوا الثورة وأنجزوا الاستقلال.. وأن يظل يعمل من اجل تجسيدها واقعيا وسيظل عيد الاستقلال من المحتل البريطاني ذكرى رائدة في مسارات التحرر والاستقلال من الاحتلال والتخلص من الوصايات الأجنبية وامتلاك زمام السيادة الوطنية والسير في دروب بناء الدولة وأركانها ومؤسساتها ..

والتخلص من المحتل الأجنبي وتطهير البلاد منها أعاد لليمنيين الحرية في اختيار طرائق التطور والنمو ورفع وتيرة التطور والنماء.

ولكن_يجب أن نكون على دراية بأن الدولة التي كانت تحتل بلادنا قبل قرابة أكثر من 50 عاماً وتلك التي كانت تدور في فكلها وتساندها هي نفسها من عادت اليوم لتهدد استقلالنا .. وأن المحتل وحلفاءه حقيقة في الشكل غادرونا ولكنهم في حقيقة الأمر لم يتركونا وشأننا بل عملوا طيلة 50 عاماً بطرق عديدة اتضحت ووسائل مختلفة لم تعد خافية على أحد، حتى يعودوا من الباب الأمامي بعد أن كانوا قد انسلوا من الباب الخلفي.

 

الـ30 من نوفمبر إرث الأحرار

ألفت كمال:

من قمم تلك الجبال الشامخة في ردفان العزة و الكرامة انطلقت اولى شرارات الحرية و الانعتاق من العبودية و الاستعمار البغيض ثلة من الأبطال الأحرار قادتهم غيرتهم و حبهم لوطنهم لمقارعة براثن الاحتلال ليل نهار و برغم فارق قوة التسليح إلا انهم كانوا متسلحين بعقيدة وطنية كان يفتقدها جنود المحتل فأذاقوا المستعمر الويل و تكبد الهزيمة تلو الأخرى .

كانت ثورة الشعب تشتعل في كل ارجاء المستعمرة و اكثر ما برع فيه الثوار انذاك و كسر هيبة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حرب العصابات التي شنوها على جنود الاحتلال في جميع ارجاء مستعمرة عدن . زادت الحملات التعسفية التي قادها جنود المحتل على المواطن الأعزل و في المقابل زاد الحماس و الثبات و الإصرار لدى الثوار على استكمال تحرير كل شبر من أرض الوطن و زاد لهيب الشعب المنتفض و توالت قوافل الدعم من ثوار 14 اكتوبر و التحمت بقبائل و مدن المستعمرة مما تسبب في ذلك رفع المحتل الراية البيضاء أمام تلك الحشود الثائرة في مثل هذا اليوم 30 من نوفمبر 1967.

ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى ال 52 لثورتنا المجيدة و نستلهم من عظمائنا الذين قادوا ملاحمها دروس مخلدة في أدبيات حب الوطن و التضحية في سبيل الانعتاق من الاستبداد و التخلف و العيش بحرية و كرامة ، فلا تستطيع اقوى الدول سلب هذا الشعب حريته و إرادته و تلك الامبراطورية التي أغاب عنها ثوارنا شمسها خير مثال.

 

الأباتشي.. خارج الخدمة والسبب يمني حوثي

محمد سلامه

إعلان الناطق باسم الحوثيين إسقاط مروحية سعودية نوع أباتشي أثناء مهمة قتالية يؤشر بوضوح على أن القدرات العسكرية تتغير في اليمن وضد التحالف العربي بقيادة السعودية.

الحوثيون يقولون أن مبادرتهم بوقف الحرب نابعة من موقف قوي وأن موازين القوى باتت لصالحهم وأن بإمكانهم تحييد المروحيات والطائرات المسيرة وأن القدرة الصاروخية آخذة في التطور بما يعني ضرورة القبول بما يجري التفاوض حوله، وأن إطالة امد الحرب ليست في صالح التحالف السعودي.

الحوثيون لا ينكرون علاقاتهم مع إيران ولا ينكرون رغبتهم في حكم اليمن كلها، ويطالبون الرياض بالجلوس والتفاوض لإنهاء الحرب دون أن يقدموا تنازلات حقيقية، ولا يتحدثون عن مصادر أسلحتهم المتطورة والتمويل اللازم لصناعة وتطوير الصواريخ، فهم اليوم قوة لا يستهان بها، ومجرد صمودهم لسنوات أمام السعودية والإمارات يعد انتصارا أمنيا وسياسيا، ويؤهلهم لكي يكونوا الطرف الاقوى في المعادلة اليمنية فلا يمكن انجاز اي وقف للحرب أو أي اتفاق سياسي دون موافقتهم عليه، ولهذا باتوا حجر الزاوية في إنهاء الحرب وابرام اي صفقة سياسية في جل الجغرافيا اليمنية.

الرياض ترى أن انتصار الحوثيين يعني لها التعامل وكأن إيران على حدها الجنوبي وأن ذلك يمثل تهديدا لأمنها القومي، ولهذا تسعى إلى إيجاد مخرج سياسي وامني يحقق لها ثلاثة امور تتمثل في إلزام الحوثيين بالانفكاك عن إيران والقبول بالشرعية والبدء بمرحلة سيا سية جديدة تبقي مظلتها في اليمن ، وغير ذلك هزيمة لها ولا يمكنها قبوله أو التعاطي معه.

الحوثيون يتطلعون إلى وقف الحرب لبناء قوة عسكرية أفضل ويريدون شراكة وسيطرة على المسار السياسي والأمني، ويرفضون التخلي عن إيران رغم أنهم يقللون من دورها الأمني ويتطلعون لمرحلة ما بعد الاتفاق السياسي،  وما يمكن قراءته في هذا السياق أن الجماعة الحوثية تسعى لحشر السعودية في خانة الاستسلام السياسي والأمني ودفعها إلى التخلي عن دورها في اليمن لصالح أطراف أخرى وفي مقدمتها إيران.

خروج الأباتشي من المعارك يعني ببساطة قدرة الحوثيين على تحييد أهم سلاح في يد التحالف السعودي وتهديدها بعمليات عسكرية في عمقها أكثر إيلاما من عملية ارامكو، وواضح ان اللعبة بكل تفاصيلها باتت تميل  لصالح الجماعة الحوثية ودور إيران في المنطقة وما يعنيه ذلك من محاصرة السعودية  من جهاتها الأربع..العراق في الشرق وسلطنة عمان في الغرب وقطر في الشمال واليمن في الجنوب،  وما لذلك من تداعيات على مستقبلها السياسي في المنطقة والعالم.

كاتب أردني

قد يعجبك ايضا