سوريا:معارك إدلب مستمرة ولا شئ سيوقف الجيش العربي

 

على رغم الهدوء الذي سيطر أول من أمس على جبهات القتال في ريف إدلب الجنوبي، عقب الاجتماع العسكري الذي عقد في موسكو بين عسكريين أتراك وآخرين روس لبحث وقف العمليات، عادت المعارك لتشتد يوم أمس، حيث سيطر الجيش السوري على قرى وبلدات جديدة، وتمكن من صد هجمات عديدة للمسلحين.

 

استأنف الجيش السوري تقدمه على محاور ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع محاولة فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في جنوب إدلب استعادة نقاط جديدة كانت قد سقطت في قبضة القوات الحكومية في العمليات الأخيرة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، يوم أمس، إن “الجيش السوري واصل تقدمه، وفرض سيطرته على قرى ومزارع حلبان وسمكة وتل خطرة وخربة نواف في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين”.

في المقابل، أعلنت فصائل المسلحين استعادة السيطرة على إحدى النقاط التي تقدم إليها الجيش سابقا على محور أبو جريف في ريف إدلب الشرقي. وشهدت محاور المعارك، أول من أمس، هدوءا ملحوظا، لتعود المعارك وتشتعل في المنطقة بفعل هجمات شنتها الفصائل على مواقع كان قد سيطر عليها الجيش في الأيام الماضية. إذ استغلت الفصائل فرصة ذلك الهدوء لتجديد عملياتها وتكثيفها، ما دفع القوات الحكومية إلى استئناف القتال والتقدم. كذلك، برزت الخلافات بين الفصائل المسلحة الارهابية في المنطقة، مع اتهام “الجيش الحر”، “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، بـ”منع دخول فصائله إلى إدلب”، وهو ما ردت عليه الأخيرة قائلة: “افتحوا جبهات ريف حلب، ولا داعي للمزايدات الفارغة”. وكان الجيش السوري قد تمكن من استعادة السيطرة على نحو 320 كيلومترا مربعا في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، خلال معارك عنيفة خاضها ضد الفصائل المسلحة.

ولا يبدو أن الاجتماع التركي الروسي، الذي انعقد الاثنين الفائت، قد تمكن من حسم قرار بالتهدئة وإيقاف العمليات العسكرية في محافظة إدلب، على رغم انخفاض وتيرة التقدم البري، واقتصار التحركات على مساحات ضيقة، بالإضافة إلى القصف. إذ إن العمليات لم تتوقف بشكل كامل، سواء من الجيش السوري أو من الفصائل المسلحة التي شنت هجمات عديدة أول من أمس. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد قال إن روسيا ستعمل على وقف الهجمات في منطقة إدلب، مضيفا إن بلاده “تتوقع حدوث ذلك”. وأشار كالن، في تصريحات عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، إلى أن “تركيا طلبت من روسيا تثبيت وقف لإطلاق النار في المنطقة”. في المقابل، جددت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحافية، القول إن موسكو تدعو إلى تفعيل الخطوات الهادفة إلى تنفيذ بنود المذكرة الروسية التركية في شأن الوضع في إدلب، وهذا ما لم تقم به أنقرة حتى اليوم. ولفتت زاخاروفا إلى “(أننا) من جانبنا، نتخذ خطوات لإبقاء الوضع تحت السيطرة. لكن من البديهي أنه لا يمكن التسامح بلا نهاية مع وجود جيب إرهابي في إدلب”. وتعليقا على التحرك التركي لدى موسكو لوقف العملية العسكرية، رأى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أنه “دائما مع الأسف، كلما لمست القيادة التركية أن عناصرها من الإرهابيين في إدلب يعانون الهزيمة، تأتي إلى موسكو من أجل وقف إطلاق النار”.

الأخبار

قد يعجبك ايضا