بانتظار ضربة حاسمة ضد السعودية: اليمن تنضم إلى دول المحور

وجه زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي ما يمكن وصفه بالإنذار الأخير للسعودية لإنهاء حربها على اليمن للتجنب تداعيات تطورات كبيرة قال إنها قادمة معلناً في الوقت ذاته عن تحول جديد في مسار العلاقة مع محور المقاومة بمواجهة الهجمة الأمريكية وهو ما قد يؤكد صحة ما كشفته “صحيفة المراسل” حول وجود تدخل أمريكي لإفشال المحادثات اليمنية السعودية والتي يبدو أنها توقفت مؤخراً، دون أن تفشل، وذلك بسبب المتغيرات التي شهدتها المنطقة باغتيال الجنرال قاسم سليماني وما تلا ذلك من أحداث، والتي غيرت نمط العلاقة بين أطراف محور المقاومة الممتد من إيران فالعراق وسوريا وفلسطين ولبنان ووصولاً إلى اليمن الذي بدا أكثر جرأة في الأيام الأخيرة على إعلانه موقعه داخل هذا المحور.

في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، أعلن السيد عبدالملك الحوثي عن معادلة جديدة في مواجهة الهجمة الأمريكية على شعوب المنطقة مجدداً اعتبار أن الحرب على اليمن جزء من تلك الهجمة، لكنه أكد هذه المرة أنه لم يعد مقبولاً تجزئة المعركة الدفاعية التي تخوضها المنطقة ضد الحروب الأمريكية معتبراً أن واشنطن تريد أن تقاتل كل طرف لوحده وأن تجبر كل طرف على خوض حربه لوحده، ما يعني أن السيد الحوثي قد قرر الانخراط بشكل كامل ضمن محور المقاومة منطلقاً من ذلك من دواعي إسلامية وقومية وأسباب تتعلق بالتحركات الأمريكية لمنع وقع الحرب على اليمن.

وقال الحوثي إنه ” ما من بلد ولا شعب في الأمة الإسلامية إلا وتحضر أمريكا فيه بشكل عدائي استكباري” مضيفاً أنه ” امتد شر أمريكا لينال شعوبا غير إسلامية كما حصل في فيتنام واليابان وغيرها” مؤكداً أن أمريكا تخوض معركة بعدائية واضحة ضد الأمة الإسلامية مؤكداً أن ” ما لحق بالشعب الفلسطيني طوال المراحل الماضية كان الدور الأمريكي حاضرا بالدعم المفتوح لإسرائيل” وأضاف أنه لولا التدخل الأمريكي وإدارتها للعدوان على اليمن لما وقع هذا العدوان”.

ورأى السيد الحوثي أن الأمريكيون أرادوا تثبيت معادلة التجزئة للمعركة معتبرا أن هذه أخطر المعادلات، مشيراً إلى أن “أمريكا تقود تحالفات بوجه الشعوب، وفي المقابل يجعلون من اتحاد الأمة إدانة عليهم وتهمة”.

وانطلاقاً من ذلك أعلن السيد الحوثي ضمنياً انضمام اليمن إلى محور المقاومة عندما قال ” نعلنها بكل وضوح لا نقبل بمعادلة تجزئة المعركة، وكنا منذ انطلاق مسيرتنا القرآنية نؤكد على ضرورة توحد أبناء الأمة كالبنيان المرصوص والتعاون على كافة المستويات” مؤكداً أن ” التوحد موقف مشروع وفريضة وتوجيه إلهي” وأنه ” إذا كان للآخرين أن يتوحدوا على باطلهم، فإن لنا أن نتوحد في دفع الخطر”.

وفيما بارك السيد الحوثي الضربات الإيرانية ضد القواعد الأمريكية في العراق، أكد على أن المعادلة في المنطقة ستكون مختلفة، وأن الاستهتار باستهداف قادة الأمة سيكون التعامل معه مختلفا ، في إشارة إلى إقدام أمريكا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.

وتأكيداً على المتغير الذي أعلنه بالانضمام إلى محور المقاومة أكد السيد الحوثي أن “المرحلة دخلت فصلا جديدا من المواجهة عنوانها التوحد للتصدي للهجمة والتعاون في مواجهة الخطر الأمريكي”.

من جانب آخر وبنبرة هادئة تنم عن تهديد بتوجيه ضربة كبرى للسعودية لإجبارها على التوقف عن المماطلة في إعلان وقف الحرب على اليمن، وجه السيد الحوثي النصيحة للنظام السعودي قائلاً إنه “مع اقتراب تمام 5 سنوات والتطورات في المنطقة أن تعيد مراجعة حساباتك”.

وشخص السيد الحوثي طبيعة المشكلة مع السعودية بأنها أداة أمريكية في الحرب على اليمن وبالتالي نصحها بالخروج من الحرب كي لا تكتوي بنيران المواجهة القادمة بين محور المقاومة وأمريكا ، حيث خاطب النظام السعودي قائلاً ” أنت تضع نفسك في الموقع الخطأ، ومشكلتنا معك أنك بدأت عدوانك علينا”.

كما بدا السيد الحوثي واثقاً من الإمكانات العسكرية اليمنية وقدرتها على لجم السعودية وهو ينصحها بوقف الحرب غير مكترث فيما يبدو بأن تستمتع لتلك النصيحة ومدركاً أنها ما تزال بحاجة لضربة سبق وتحدث بأنها ستكون أقسى من ضربة أرامكو في سبتمبر الماضي حيث قال “نتمنى أن يستوعب كل من النظام السعودي والإماراتي الدرس، فالتطورات القادمة كبيرة وتأثيراتها على النظامين سلبية جدا” مجدداً التأكيد على أنه ” لسنا عدوانيين على أحد من أبناء أمتنا، وموقفنا من أمريكا وإسرائيل مبدأي ومحق”.

وختم السيد الحوثي خطابه برسالة قال إنها للداخل والخارج  “نحن في مرحلة متقدمة هي أقوى من أي وقت مضى، ونجاحات عسكرية قادمة أعظم مما تحقق”.

وفيما يتعلق بتلميحات السيد الحوثي بضربة كبرى وشيكة للسعودية، قال مصدر سياسي في صنعاء لـ”صحيفة المراسل” إن زعيم أنصار الله يبدو أنه قد ملّ من المراوغة السعودية خلال المحادثات التي انطلقت في الأسابيع الماضية وتهربها عن الإعلان بشكل صريح إنهاء الحرب على اليمن للدخول في حل سياسي ومحاولتها تثبيت مبدأ التهدئة وخصوصاً في جبهات الحدود، حيث أشار المصدر إلى أن السيد الحوثي قد يوجه ضربة كبرى وقاسية يعتقد أنها ستجبر السعودية ومعها الإمارات على وقف الحرب على اليمن.

صحيفة المراسل

قد يعجبك ايضا