نماذج الحماية الأميركية للرياض: أرامكو ثم ينبع.. والآتي أعظم

 

لا تكل ولا تمل الولايات المتحدة الأمريكية من ترداد التصريحات نفسها على لسان مسؤوليها، أنها هي من تقوم بحماية السعودية، وقد دفعت الرياض مقابل هذه الحماية المليارات من الدولارات، فكيف تحمي أمريكا السعودية؟

منذ زمنٍ بعيد والولايات المتحدة تعتبر نفسها الحامي لدول مجلس التعاون الخليجي من إيران، وقد صرح بهذا المضمون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرات عدة، وقال إنه لولا هذه الحماية لسقطت السعودية خلال أسابيع، واستفاد الرئيس الأمريكي من هذا الواقع وأخذ يبتز السعودية لكي يجني منها المزيد من المال، وهذه الأموال تدفع تحت عناوين شتى، منها: صفقات تسلح وتدريبات مشتركة وتكاليف الجنود الذين أرسلتهم أميركا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية قرب الرياض.

ومؤخراً، وفي زيارة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للسعودية، نشرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً جاء فيه: إن “زيارة بومبيو إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية ومنظومة باتريوت المحاذية تبرز العلاقة الأمنية الأميركية السعودية طويلة الأمد وتؤكد مجددا تصميم أميركا على الوقوف مع السعودية في مواجهة السلوك الإيراني الخبيث، وبهذه المنظومات سنقوم بمهمة حماية السعودية من أي هجمات مستقبلية”.

لكن المفارقة أنه دائمًا بعد كل تصريح أمريكي يتحدث فيه عن الحماية الأمريكية للسعودية، تنجح القوى الوطنية اليمنية باستهداف أماكن حساسة في المملكة، مستخدمةً طائرات مسيرة أو صواريخ باليستية، وقد استهدفت القوات الوطنية اليمنية بالأمس منطقة ينبع السعودية بالصواريخ الباليستية بعد ساعات معدودة من تصريح بومبيو عن الحماية الأمريكية للمملكة.

من الواضح والجلي أن الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن حماية السعودية وما الاستهداف المتكرر للعمق السعودي (أرامكو – ينبع) إلا دليلًا على فشل المنظومات الأمريكية الدفاعية، عن صد معظم الهجمات التي طالت المملكة، وما الحديث عن الحماية من قبل الأمريكي إلا بهدف الابتزاز وجني المزيد من الأموال السعودية التي يعتبرالأمريكي أن له الفضل في تكدسها. لذا القاعدة الأمريكية تقول، كلما ابتززت السعودية أكثر حصلت على الأموال أكثر، والسعودي سيدفع دون أي اعتراض، لكن من يدفع الثمن هو الشعب السعودي الذي أصبح يشعر بالرعب من الصواريخ اليمنية ولا يدري متى وأين سيكون الصاروخ القادم، فمتى يعي هذا الشعب مدى خطورة الحرب التي اقحمت بلاده نفسها فيها؟ ومتى سينتفض هذا الشعب للمطالبة بانهاء هذه الحرب لكي ينعم بالعيش بأمان؟

 

العهد الاخباري/ محمد باقر ياسين

قد يعجبك ايضا