من الجرافة إلى الصواريخ.. حكاية 40 ساعة مقاومة

 

بين مد وجزر تتراوح الحالة السياسية ومن خلفها العسكرية في قطاع غزة إلى أن حدثت جريمة الجرافة الاسرائيلية التي مثلت بجثمان الشهيد محمد الناعم بعد اطلاق النار عليه هو ورفيقه الذي تمكن المواطنون المتواجدون في المكان من انقاذه قبل أن يطلق النار عليهم.

بينما الشهيد بات عنوان حكاية أصبح لها ما بعدها حينما قامت الجرافة الاسرائيلية بحمل جثمانه بطريقة وحشية الأمر الذي فرض غضبا شعبيا كبيرا ترجمته المقاومة الفلسطينية عبر صواريخها التي تساقطت على المستوطنات الاسرائيلية انتقاما لدم الشهيد وضمانا لعدم عودة تلك المشاهد الإجرامية التي لا تنساها الذاكرة الفلسطينية فحادثة قتل المتضامنة الأجنبية راشيل كوري وهي حية بواسطة الجرافة الاسرائيلية ليست بعيدةً عنا.

الجهاد الاسلامي بذراعها العسكري تصدرت المشهد فتوالت صواريخها لتصل سديروت وعسقلان ونيتيفوت حتى أجبرت الاحتلال على إغلاق المناطق المجاورة للسياج في محيط غزة.

فقد أغلق الاحتلال هذه الطرق:

الطريق رقم 4 – من مفرق زيكيم إلى تقاطع كيبوتس نير آم.

الطريق 34 – من تقاطع ياد مردخاي إلى كيبوتس إيرز.

طريق رقم 232 – من مفرق ليفسيم إلى تقاطع قرية غزة، بالإضافة إلى ذلك، تقرر إغلاق شاطئ زيكيم أمام الزوار.

كما أجبرت المقاومة 5500 طالب اسرائيلي على التغيب عن مدارسهم وبالتالي حققت سرايا القدس الرد الذي تريده وكان من الممكن للمواجهة أن تتعسكر عند هذا الحد ولكن ما أقدم عليه الاحتلال من عملية غادرة في دمشق أحيى الجمر من تحت الرماد وعادت المقاومة لترد على جريمة ثانية لاسيما وأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أكد بشكل صريح أن عملية الاغتيال كان الهدف منها هو الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي والقيادي أكرم العجوري، ولكنه فشل في ذلك ولهذا واصلت المقاومة الرد على الاحتلال فأدخلت صاروخ بدر 3 إلى دائرة الرد لتقصف المستوطنات الاسرائيلية وتصيب منزلا بشكل مباشر كما اصابت مصنعا ولهذا قررت أن تعلن اكتفاءها بالرد مساء اليوم التالي من خلال بيان جاء فيه:

“تعلن سرايا القدس أنها أنهت ردها العسكري على جريمتي الاغتيال في خانيونس ودمشق وتعد شعبنا وأمتنا بأن تستمر في جهادها وترد على أي تمادي من قبل الاحتلال على أبناء شعبنا وأرضنا”.

لكن الاحتلال كعادته يريد أن يحقق انجازا يخدع به الرأي العام الاسرائيلي فواصل استهدافه لمواقع خاصة بالمقاومة وادعى تدمير مخازن للأسلحة والصواريخ وحاول في عمليتين منفصلتين أن يستهدف مجاهدين تابعين لسرايا القدس حينما استهدف مجموعة منهم شرق حي التفاح في مدينة غزة وآخرين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهذا ما دفع سرايا القدس لتثبيت قاعدة الردع فعاد ابو حمزة الناطق باسمها وقال في تغريدة له:

“‏كنا قد أعلنا انهاء ردنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خانيونس ودمشق ولكن العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا..لذلك نعلن أننا قمنا بالرد تأكيداً على معادلة القصف بالقصف ونقول للعدو لا تختبرنا وسنرسخ معادلة الرد بالرد ولن تخيفنا تهديداتكم”.

هذه العبارات أثبتت أن المقاومة فعل وقول وهو ما حاول الاحتلال أن يكسره أكثر من مرة على الأقل أمام شعبه ولهذا يحاول الجيش الإسرائيلي أن يكون صاحب الضربة الأخيرة لاسيما وأنه بميزان الربح والخسارة لم يحرز صيدا ثمينا وفشل في تثبيت قوة الردع التي سعى اليها بكل أنواع الأسلحة طيلة عقد من الزمن في قطاع غزة.

ولهذا فإن هدأت غزة بفعل تدخل الوسطاء وعلى رأسهم الوسيط المصري أو لم تهدأ ستظل كمن يرى الهدوء من خرم ابرة يزداد ضيقا بسبب ممارسات الاحتلال، ولهذا فالهدوء التام لن يتحقق قريباً بل قد نكون أمام عدوان واسع بعد الانتخابات الاسرائيلية إن استطاعت الظروف أن تصمد إلى ما بعد الانتخابات، فعلى كل الأحوال غزة على فوهة بركان، الحصار يشتد والاحتلال عاد يمارس صورا بشعة من الإعدامات كما حدث في حادثة الجرافة بخانيونس، أما الأصدقاء فقد تخلوا عن غزة وترامب حولها لصفقة اقتصادية لهذا فغزة لا تملك سلاحا سوى صمود أهلها وثبات مقاومتها.

اسراء البحيصي / العالم

قد يعجبك ايضا