اليمن في قلب المخطط الأمريكي لابتزاز العالم.. تاريخ العلاقات الامريكية مع الارهاب ..

 

منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، أخذت الولايات المتحدة في استخدام ” الارهاب” لتحقيق هيمنتها في مختلف انحاء العالم.

ويعتقد مراقبون أن واشنطن تستعمل الإرهاب لتلطيف تدخلاتها في العالم، ومنذ احتلال العراق في العام 2003، عملت واشنطن على تقويض العلاقات الدولية، باستخدام مجموعة من الشعارات، مثل ” الديمقراطية ” و “الارهاب “، وهي شعارات دأبت واشنطن على استبدالها بحسب مقتضيات المصالح الأمريكية.

من الغرب إلى الشرق

كان الجميع ينتظرون ظهور امريكا من سواحل الغربية، لكنها باغتة الجميع وظهرت من سواحل اليمن الشرقية، ماذا يحمل الحاوي الأمريكي في جرابه لليمن؟

يرى المحلل السياسي سمير علوان ، أن اليمن تمثل نقطة ارتكاز مهمة لتنفيذ مخطط امريكي ذا ابعاد متعددة سواء ما يتعلق منها بالسيطرة على سواحل اليمن الشرقية على البحر العربي، وسواحل اليمن الغربية على البحر الأحمر، إضافة إلى السيطرة على مخزون الثروات في اليمن.

ويضيف علوان أن الهدف من تلك السيطرة، لا يقتصر على الإضرار باليمن واحتلال اجزاء من اراضيها، ونهب الثروات البلاد، بل أنه يتضمن إلى جانب ذلك، فرض نوع من التحكم في مسار التجارة الدولية، بما فيها التحكم بتدفقات النفط، وهو تحكم يهدف إلى تحجيم نمو الاقتصاد الصيني في الدرجة الأولى، وبقية دول العالم دون تمييز، أننا امام حقيقة تؤكد أن الولايات المتحدة تحاول التحكم بالعالم واقتصاده باستخدام القوة، بعد أن فقدت واشنطن مكانتها كامبراطورية اقتصادية في العالم، ولابد أن نتذكر حديث هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في نوفمبر العام الماضي، والذي حذر من أن الصراع التجاري بين واشنطن وبكين قد يتحول إلى حرب عالمية اسوء من الحرب العالمية الثانية.

مقدمات لتبرير الاحتلال الأمريكي المباشر

خلال خمسة اعوام من الحرب على اليمن، لم تثبت قوى التحالف أي مصداقية، في المناطق التي يسيطر عليها التحالف، وقد حذر تقرير لجنة الخبراء لتقييم انتهاكات حقوق الانسان في اليمن في فبراير 2019، أن تواجد الجماعات المسلحة التابعة للتحالف يقوض “حكومة الشرعية” وما يحدث من فوضى أمنية، وتدهور اقتصادي، وغياب تام  لمظاهر حضور الدولة في المناطق المحتلة من اليمن، ليس مصادفة، بل هو نتيجة فعل مقصود، الهدف منه تهيئة الأجواء في تلك المناطق لتقبل التدخل الأمريكي، ودفع المجتمع المحلي إلى التعامل مع وجود المحتل الأمريكي باعتباره ضرورة، لحل المشاكل التي أخفق السعوديون والاماراتيون في حلها والتي كانوا هم ايضاَ سبباً في خلقها.

 

استثمار الفشل وتهيئة مناخات

ما فعله التحالف في محافظات اليمن المحتلة، لا يدع مجالاً للشك، بأن هناك أزمات مفتعلة، من خلال عدم قدرة التحالف على السيطرة على النزاعات المسلحة بين الفصائل التابعة له جنوب اليمن، التي كان أخرها معركة طرد الشرعية من عدن وبعض المحافظات الجنوبية على يد قوات المجلس الانتقالي التابع للامارات، في اغسطس الماضي.

عدم السماح بعودة عبدربه هادي إلى عدن، رغم الادعاء بأن تلك المحافظات محررة، دون أن يقدم التحالف أي مبرر لإبقاء عبدربه في السعودية، بينما يمكن لدول التحالف احتجاز عبدربه في عدن، خصوصاً أن الجميع يعلمون، أنه لم يعد للقوى المحلية في المحافظات المحتلة أي فاعلية، خارج إرادة تحالف الاحتلال.

خطوات متسارعة 

منذ قرابة اسبوعين قامت دول التحالف، باتخاذ خطوات حثيثة، لفرض واقع جديد في المحافظات المحتلة من اليمن، عبر تضخيم الأحاديث حول تنامي خطر الجماعات الارهابية في المناطق التي يسيطر عليها التحالف جنوب وشرق اليمن، فقد سارع المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، إلى ابتكار رواية عن “احباط محاولة ارهابية لتفجير سفينة نفط قبالة ميناء نشطون اليمني على ساحل بحر العرب” بعد الرواية السعودية بثلاثة ايام، ارسلت الولايات المتحدة 110 عسكري امريكي من قوات “المارينز” بصحبة اليات ومروحيات حربية، إلى ميناء بلحاف الخاص بتصدير النفط والغاز في شبوة، كما قامت البحرية الأمريكية في نفس الوقت، باستبدال قطعها البحرية المتواجدة في البحر الأحمر، بالتزامن مع تأكيدات قائد القوة المركزية الأمريكية وليم ماكنزي، امام الكونجرس، الثلاثاء الماضي، بأن القوات الأمريكية، تكافح الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل على ضمان حرية الملاحة وتدفق النفط، في حين تحدثت ناشطون سياسيون عن وصول دفعة اخرى من القوات الأمريكية إلى مدينة عدن مساء الأثنين الماضي.

“قوة مكافحة الارهاب الدولية”

في حين تتحدث الأنباء الواردة من المناطق المحتلة، أن دول التحالف تستعد لتغيير اسم “النخبة الشبوانية” إلى تسمية ” قوة مكافحة الارهاب الدولية” في اطار التجهيز لحضور امريكي – غربي مباشر على ارض اليمن، وهي تسريبات جاءت بعد وصول القوة الأمريكية إلى شبوه، مع العلم أن الخارجية الأمريكية اشادة بـ” النخبة الشبوانية” خلال المواجهات مع مسلحي “شرعية الاصلاح” في اغسطس الماضي، وحذرت من المساس بـ”النخبة” واعتبرتها “شريك جيد في مكافحة الارهاب” حسب تعبير الخارجية الأمريكية، ويبدو أن تلك التصريحات، كانت ضمن النوايا المبيتة من قبل واشنطن، للمضي بتنفيذ الأجندة الأمريكية في اليمن.

الحزام الأمني والنخبة الشبوانية محل ثقة واشنطن

مكاشفات  .. الارهاب في خدمة امريكا

انتهزت الولايات المتحدة مسألة الحرب على اليمن بشكل قذر من كافة النواحي، فقد اثبتت الوقائع  أن القاعدة وداعش مجرد أدوات، لا تختلف عن السعودية والامارات  بخدمة المطامع الأمريكية في اليمن، والمنطقة بشكل عام، وعلى مدى سنوات الحرب على اليمن، تحدثت الكثير من التقارير الصحفية والحقوقية العالمية، أن التنظيمات الارهابية، جزء من مكونات قوات التحالف في اليمن، وأن الاسلحة الأمريكية والغربية تصل بشكل دائم إلى يد تلك التنظيمات الارهابية عن طريق السعوديين والاماراتيين، على أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما كانت قد اتخذت اجراءات احترازية، لتجنب الحرج من هذه القضية، منذ الأشهر الأولى للحرب، عندما تحدث اوباما ، أن الجماعات الارهابية ستنتشر في اليمن بسبب الحرب.

بينما يؤكد واقع الحال أن قيادات التنظيمات الارهابية في اليمن، مثل أنور العولقي مواطن امريكي، وقاسم الريمي، الذين تم قتلهم بغارات امريكية، كانوا على تواصل بالمخابرات الأمريكية، وقد تم التخلص منهم من قبل واشنطن بعد أن بات وضعهم مفضوحاً، ويمكن أن يشكل بقائهم خطراً على المخطط الأمريكي في اليمن، بينما تداولت وسائل اعلام دولية خبراً مفاده أن خلافات نشبت بين مكونات تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب على خلفية اعلان السعودي خالد باطرفي، زعيم للتنظيم، خلفاً لقاسم الريمي الذي اعلنت واشنطن مقتله في السابع من فبراير الماضي، وقد قالت الانباء أن خلافات سادت بين قيادات التنظيم، تتهم باطرفي بانه يمتلك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، قد تسبب حرجاً للتنظيم.

قد يعجبك ايضا