لعبة الإعلام تُزعج كيان الاحتلال.. النهاية يضع حدًّا لمهازل أم هارون ومخرج 7

 

مشهدٌ واحد فقط لا تتجاوز مُدته الدقيقة الواحدة كان كفيلًا أنّ يُغيِّر مزاج دولة الاحتلال الإسرائيلية بعد كم المديح الذي لاقته من المُسلسلات الخليجية التي احتفت بإسرائيل هذا العام كمسلسل (أم هارون) ومسلسل (مخرج 7)، المشهد الذي نتحدث عنه أتى في مسلسل الخيال العلمي المصري (النهاية)، وتدور أحداث المسلسل في مدينة القدس في العام 2120، وذلك بعد تحرير القدس الشريف وتفتت الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدة دول، ويظهر في المشهد المذكور أحد معلمي المدارس يُحدث تلامذته عن “حرب تحرير القدس”، قائلاً: “كانت أمريكا الداعم الرئيسي للدولة الصهيونية، وحينما حان الوقت لتتخلص الدول العربية من عدوها اللدود، اندلعت حرب سميت باسم حرب تحرير القدس”، ويُتابع المُعلم: “الحرب انتهت بسرعة وتسببت في تدمير دولة إسرائيل الصهيونية بعد أقل من 100 عام من قيامها، وهرب معظم اليهود في إسرائيل وعادوا إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا”.

كيان الاحتلال غاضب

فما إن عُرضت الحلقة الأولى من المُسلسل والمشهد المذكور، حتى خرجت وزارة الخارجية بالكيان الإسرائيلي لتصف المسلسل بأنه “مؤسف وغير مقبول”، وتابعت الوزارة كما نقلت وسائل إعلام عبرية: “إن توقع نهاية إسرائيل الذي جاء في المسلسل أمر مؤسف وغير مقبول، خصوصًا أنه يأتي بعد 41 عامًا من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل”، وذلك في إشارة إلى المعاهدة التي وقّعها الرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، عام 1979 في كامب ديفيد.

ردُّ مُخرج المسلسل المصري على تصريحات خارجية الاحتلال لم يتأخر، حيث أكد ياسر سامي أنّ المسلسل يحكي عن حلم عربي نؤمن به ونحلم به أيضاً، فلسطين أرض عربية إسلامية محتلة، وأنا وفريق العمل عبرنا عن هذا بالصورة، ولكن يبدو أن الصورة التي صنعتها كانت صادقة فأزعجتهم، وردًا على انتقاد الخارجية الإسرائيلية على زوال إسرائيل قال سامي: “على الكيان الصهيوني الانتظار لعام 2120، ليتحقق مما جاء في المسلسل من عدمه”.

مسلسل النهاية لمؤلفه (عمرو سمير عاطف) الذي أثار حفيظة دولة الاحتلال لم يكن الأوّل من نوعه الذي يُغضب دولة الاحتلال لذات الكاتب، فسابقًا كتب المؤلف فيلم “ولاد العم” الذي لعبت بطولته الفنانة المصرية منى زكي بمشاركة شريف منير وكريم عبد العزيز، ويستعرض الفيلم صراعًا يدور داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُحاول ضابط مخابرات مصري إنقاذ سيدة مصرية وابنيها إذ يتمّ اختطافهم من قبل زوجها الذي تبيّن لاحقًا أنّه جاسوس إسرائيلي وهرب بالأطفال إلى داخل تل أبيب بعد سنوات من زواجهما، ولاقى هذا الفيلم اعتراضات من كثيرين في الأوساط الإسرائيلية، لما يحمله من معاني تؤكد على عدالة القضيّة الفلسطينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسه وحتى اليوم.

عنصرية إسرائيلية

عندما تُحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تعترض على هكذا أعمال فمن الأولى أن تكفَّ هي نفسها عن إنتاج هكذا أعمال، حيث تعجُّ الشاشات بدولة الاحتلال بمئات الأعمال التي تُحرض على العرب والمسلمون، وخيرُ دليلٍ على ذلك مُسلسل “فوضى” الذي أنتجته دولة الاحتلال.

مُسلسل فوضى المُصنف كأثر المسلسلات عنصرية؛ أبت دولة الاحتلال التوقف عن إنتاجه، حيث وصل إلى جزئه الثالث، حيث يعمل المسلسل الذي يُبث على شبكة نتفليكس للترويج للجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي، كعمليّات الاغتيال والإعدام والقتل والاعتقال الوحشي للمتظاهرين العُزّل، وانتهاك حرمة الجامعات والمستشفيات الفلسطينية.

وإمعانًا بالعنصرية، يتفاخر أحد كُتاب المسلسل في تصريحات صحفية إنّه لا يعترف بشيء اسمه الشعب الفلسطيني حيث يقول: “عندما أسأل الناس في الشارع هل هناك شيء اسمه شعب فلسطيني، وتكون الإجابة لا، أشعر بارتياح كبير، هذا حسب رأيي إنجاز”، التصريحات العنصرية لكاتب المُسلسل تظهر جليّة في حوارات المسلسل الذي يؤكد غير مرّة على عدم وجود الشعب الفلسطيني أو العربي أو حتى المسلمون، ناهيك عن التحريض المُباشر على القتل، ومن الحوارات التي دارت في المسلسل: “أنا أتمنى أن يُقتل أمامي عينيّ عشرات آلاف، بل ومئات آلاف العرب، فكل قطرة دم يهودية تفوق دماء كل المسلمين في العالم”.

لا ريب أنّ مسلسل “النهاية” وهو مُسلسل خيال علمي، يُحاول أن يُعيد مسار الصراع مع إسرائيل إلى مجراه الرئيسي، فالطبيعي هو وجود هكذا صراع، كما أنّ نهاية هذا الصراع وإنّ طال فهو زوال ما يُعرف بـ “دولة إسرائيل” وهو السياق الطبيعي والتاريخي لمثل هذه الصراعات، أما مسلسل (أم هارون) ومسلسل (مخرج 7) فهما ليس أكثر من حادثين طارئين على التاريخ، ومن جهةٍ أخرى يُصور المسلسلين الحالة الرثّة التي وصل إليها بعض العرب، ومن هنا يُمكننا تفسير الهجوم على مسلسل النهاية، فدولة الاحتلال تعلم جيّدًا قوة الإعلام ومدى تأثيره على الشعوب، وتعلم أيضًا أنّ دقيقة واحدة في فيلم أو مسلسل كفيلة بتغيير الرأي العام لسنينٍ طوال، ومن هنا يُمكن تفسير الهجوم الكبير على المسلسل المصري والاحتفاء بالخليجي.

قد يعجبك ايضا