YNP:هل تقترب صنعاء من تأميم كافة السواحل والجزر اليمنية؟

في ظل التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية خلال الآونة الأخيرة، فإن المعركة البحرية تبدو قادمة لا محالة، خصوصاً مع تصاعد التحركات الأمريكية الغربية في البحرين العربي والأحمر، في وقت تؤكد المؤشرات أن قوى التحالف تدفع لتصعيد جديد في اليمن ؟!.

بالطبع التحالف السعودي الإماراتي فقد كل أوراقه بشكل مبكر في اليمن، ولم يعد يمتلك أي خيارات عسكرية للخوض مجدداً في غمار الحرب أو التصعيد، وهذا وفق ما تمليه الوقائع والشواهد، لكن الأمريكي كما دفع السعودي والإماراتي للغرق في المستنقع اليمني خلال حرب عدوانية عبثية طوال الثمانية أعوام الماضية، لن يتردد بدفعها اليوم لمزيد من الغرق والهزيمة.

من الواضح جداً، أن الأمريكي الذي خسر حرب التحالف في اليمن، بعد فشل كل مخططاته ورهاناته للسيطرة على البلد، يجن جنونه اليوم، مع فشله في مواجهة إغلاق صنعاء لصنبور النفط والغاز، والتي فرضتها ضمن معادلة شكلت طلقة إستراتيجية في خاصرة قوى التحالف؛ يدرك أن الضربة القادمة ستأتي من البحر، وأن صنعاء عازمة على تأميم السواحل والجزر وبقية الثروات اليمنية المهدورة تحت طائلة التحالف وفصائله.

وبالتأكيد أن تصعيد الولايات المتحدة في اليمن، يأتي في إطار مساعي أمريكية لتفجير الأوضاع في المنطقة كخيار أخير، في ظل خساراتها المتراكمة من شرق أوروبا إلى شرق آسيا. وبالتأكيد أن هذا الخيار هو انتحار أمريكي بإمتياز نظراً للحالة الأمريكية المترهلة على كافة المستويات بفعل تراجع هيمنتها على الصعيد المحلي والعالمي، ولن يجدي نفعاً بالنسبة للأطماع الأمريكية، إلا أنه يعبر قبل كل شيء عن نفاد الخيارات والحلول لدى كهنة البيت الأبيض.

وكالعادة تسعى الولايات المتحدة لاختيار غطاء لتحركاتها المشبوهة في المنطقة، فكما اختارت السعودية والإمارات لقيادة تحالف حربها على اليمن قبل ثمانية أعوام، يبدو أن الإختيار الأمريكي وقع على مصر هذه المره لتصدر المشهد إلى جانب الإمارات والسعودية وكيان الإحتلال في البحر الأحمر، حيث يجري تحضير قواتها للزج بها في المنطقة الإستراتيجية، وتقديمها ككبش فداء لأي ضربات متوقعة جراء أي أعمال عسكرية تصعيدية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

على كلاً، فإن هذا التصعيد وتلك التحركات، ليست خفيةً على قوات صنعاء التي أبدت استعدادها التام لأي مواجهة مرتقبة وبالأخص التي قد تنتج عن التحركات الأمريكية الغربية في البحر الأحمر، وهو ما جاء مؤخراً على لسان قائد لواء الدفاع الساحلي في قواتها، اللواء الركن محمد القادري، الذي أكد أنه “يجري الرصد الدقيق لتحركات القوات المعادية في البحر الأحمر، والتي أصبحت تشكّل خطورةً على المياه الإقليمية وحركة التجارة العالمية”، محذراً القوات المصرية، التي، كما يُنشر، “ستعمل على تمركزها في البحر الأحمر ومضيق باب اليمن، خدمةً للأجندة الصهيونية”.

اللواء القادري أشار إلى أن “الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، فمضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى، والجزر اليمنية، هي أرض يمنية، وسيادتنا عليها سيادة كاملة”. وهي تهديدات سبق وأن شدد عليها وزير دفاع صنعاء اللواء الركن محمد العاطفي، والذي أكد أن “القوات المسلّحة اتّخذت الإجراءات الملائمة، التي تضمن التعامل بقوّة وحزم مع أيّ تطور يمثّل تهديداً أو مسّاً بالسيادتين الوطنية والبحرية”.

إلى ذلك، فإن كل المؤشرات تعكس حتمية انفجار معركة قادمة خصوصاً في ظل استمرار قوى التحالف برفضها صرف المرتبات ورفع الحصار على البلد ومحاولاتها الإبقاء على حالة اللاحرب واللاسلام، وهو ما حذر منه المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، في بيانه الأخير، والذي أشار إلى أن حالة اللا سلم واللا حرب غير مقبولة ولن تطول، وأن قواتهم في جهوزية تامة لمواجهة أي تهديدات، مؤكداً أن “اليمن سيتخذ الإجراءات المناسبة عندما يحين الوقت المناسب لذلك وبما يمنع مخطط التحالف لإيقاع اليمن في هذا الفخ”.

استناداً لكل ما سبق، بات من الواضح انفجار معركة بحرية قادمة، وعلى ذلك لا يهم من يكون صاحب الطلقة الأولى في هذه المعركة، بقدر من هو صاحب الكلمة الفصل. لذلك فإن كل المؤشرات والمعطيات المنظورة تؤكد قدرة صنعاء على فرض معادلاتها البحرية ببساطة متناهية، في وقت يؤكد خبراء عسكريين أن قوات صنعاء لديها القدرات الحربية النوعية لحسم المعركة في وقت قياسي، وأن قوى التحالف تذهب بتصعيدها البحري إلى نهايتها المحتومة.

 

YNP _ حلمي الكمالي :

قد يعجبك ايضا