YNP :زيارات الرئيس المشاط و تظاهرات الجمعة.. مؤشرات حسم عسكري

كثّفت صنعاء تحركاتها ورسائلها، خلال الأيام القليلة الماضية، للتحالف والدول والقوى التي تقف خلفه، فبالإضافة إلى تصريحات مسئولي السلطة التي تتحدث عن الإصرار على استئناف الهدنة بناءً على شروطها المتمثلة في صرف رواتب موظفي الدولة ورفع الحظر عن المطارات والموانئ، ولأن التحالف والولايات المتحدة من خلال مبعوثها والأمم المتحدة رفضوا تنفيذ تلك الشروط تستعد صنعاء للحسم العسكري كخيار وحيد، على اعتبار أنها أدت ما عليها وفعلت ما ينبغي فعله، مؤكدة جهوزيتها لتنفيذ عمليات عسكرية قالت إنها لن تكون كسابقاتها وستحمل مفاجآت خارج تصورات التحالف.

الزيارات الميدانية لرئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لسلطات صنعاء، مهدي المشاط، إلى الخطوط الأمامية في محافظتي لحج والضالع، ومدينة تعز وجبهة البرح الساحلية تحمل رسائل سياسية وعسكرية حساسة، نظراً لحساسية المرحلة التي وصلت إليها التفاوضات بشأن استئناف الهدنة، والتي يبدو أنها مسدودة الأفق وأن صنعاء لن تقبل باستمرار حالة الفراغ القائمة والمتأرجحة بين اللا سلم واللا حرب.

وكشف المشاط خلال زياراته الميدانية أن الأولوية في اهتمامهم تتمثل في استمرار مواجهة التحالف وتعزيز الجانب العسكري ورفد الجبهات، وحث على ضرورة التحلي باليقظة والجهوزية، مؤكداً أنهم جاهزون لعودة الحرب والعمليات العسكرية في أي وقت، الأمر الذي يعدّه مراقبون إصراراً غير مسبوق على انتزاع حقوق الشعب ورفع الحظر عنه، وفي الوقت نفسه يعكس ذلك الإصرار يقيناً راسخاً لدى سلطات صنعاء بأن ما لم يتم عن طريق التفاوض سيتم انتزاعه بالقوة، وهو العامل الذي يدرك الجميع أنه لم يعد كما كان في بدايات الحرب، فقوات صنعاء حققت تقدماً كبيراً لم يكن يتوقعه التحالف ومن يقف وراءه، كما يشير المراقبون إلى أن أكثر ما استفز سلطات صنعاء هو التحركات الأخيرة للسعودية والإمارات في المناطق الجنوبية، والتي تتواطأ فيها حكومة الشرعية بمنح الدولتين الخليجيتين تسهيلا كبيرة من خلال اتفاقيات تشرعن الاستحواذ على الثروات والمواقع الاستراتيجية، لكن صنعاء تبدي مقابل ذلك استعدادها لتحرك عسكري موجع للتحالف من أجل وقف تلك المخططات المنتهكة للسيادة اليمنية، حيث لا مجال للمساومة في أي شأن يتعلق بالسيادة.

في السياق، دعت اللجنة المنظمة للفعاليات في صنعاء، إلى الخروج في تظاهرة شعبية كبيرة في كل المحافظات الواقعة في نطاق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، الجمعة، أطلقت عليها “الحصار حرب”، وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع مؤشرات على عودة المواجهات العسكرية، حيث تصعّد قوات التحالف والحكومة الموالية له في أكثر من جبهة، منها مارب وصعدة والحديدة، كون دول التحالف عاجزة عن اتخاذ قرار بإيقاف الحرب ورفع الحصار، ما دامت الولايات المتحدة لا ترغب في ذلك، ويرى المراقبون أن الدعوة إلى هذه التظاهرات في هذا التوقيت بمثابة الحصول على تفويض شعبي إيذاناً بمرحلة جديدة ربما تكون حاسمة وفق معطيات ومعادلات القوة والأداء الميداني والذي تعد قوات صنعاء كفته الراجحة، حسب المراقبين.

 

المصدر/YNP /  إبراهيم القانص

قد يعجبك ايضا