YNP :صنعاء تحذِّر التحالف وتعِده بسنة جديدة مفخخة بالمفاجآت

تظاهرت السعودية بجنوحها إلى السلام، خلال أشهر الهدنة التي انقضت ولم يتم التوصل إلى تجديدها وتمديدها، ولأنها أخفقت في فرض شروطها على سلطات صنعاء يبدو أنها عادت إلى التصعيد إعلامياً وعسكرياً، حيث تكثف مدفعيتها قصف المناطق والقرى الحدودية في صعدة

ولا يكاد يمر يوم إلا وتقتل عدداً من المدنيين أطفالاً ونساء، الأمر الذي يعدّه مراقبون ردة فعل ناتجة عن صدمة لم تكن المملكة تتوقعها في ما يتعلق بموقف صنعاء في التفاوضات، إذ أصبحت أكثر قوة وصلابة كونها تتفاوض وقد أصبحت الكثير من عوامل القوة بيدها، وفي إمكانها فعل الكثير، خصوصاً بعد ما تمكنت من وقف تصدير النفط اليمني ووضع حد لاستفراد الحكومة الموالية للتحالف بعائداته التي لم تتنازل صنعاء عن شرط تسخيرها لصرف رواتب موظفي الدولة بدون استثناء في كل المناطق اليمنية.

تتمسك سلطات صنعاء بشروطها لتجديد الهدنة، وأبرزها صرف رواتب موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز اليمني، ورفع الحصار الاقتصادي وفتح المطارات والموانئ، باعتبارها ملفاً إنسانياً لا ينبغي ربطه بالملفات الأخرى العسكرية والسياسية وهو شرط لا تراجع عنه من أجل الدخول في تفاوضات بشأن حلحلة الأمور الأكثر تعقيداً، من وجهة نظر سلطات صنعاء، إلا أن السعودية لم تتجاوب حتى الآن مع تلك الشروط، بل ترفضها وتعدها تعجيزية ومستحيلة، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية التي تسيطر على قرارات ومواقف المنظمة الأممية، وهو الموقف الذي تفسره الحكومة الموالية للتحالف، بكشفها خلال الأيام الماضية حقيقة التحركات الأمريكية الأخيرة في المحافظات اليمنية النفطية، حيث أشارت مصادر في وزارة النفط التابعة لحكومة الشرعية إلى أن النشاط الدبلوماسي المكثف لواشنطن في محافظة حضرموت هدفه صناعة وتقوية مراكز نفوذ تابعة لها، إذ تسعى حالياً للاستحواذ على قطاع غاز جديد تم استكشافه في قطاع 51 بحوض المسيلة، الواقع ضمن امتيازات شركة بترومسيلة التي يديرها حميد الأحمر، القيادي في حزب الإصلاح، والذي قدم من تركيا إلى السعودية من أجل عقد صفقة مع الأمريكيين والسعوديين لضمان نفوذ حزبه هناك مقابل منح شركة أمريكية امتياز التنقيب، ويؤكد مراقبون أن المملكة ليست سوى أداة مكلفة بالقيام على مصالح الولايات المتحدة في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.

يبدو أن ما يمنع صنعاء حتى الآن من استئناف المعارك هو ترقب مسئوليها نتائج تحركات وجهود سلطنة عُمان التي يكنون لها احتراماً كبيراً، لكنهم في الوقت نفسه يعتبرون أنهم في حِلٍ من أي التزامات تتعلق بوقف إطلاق النار، حسب عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، الذي أشار في سلسلة تغريدات على تويتر، إلى أن موقفهم المنقول عبر الوفد العماني مقرون بتحذير واضح من قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، وهو أن أي تصعيد اقتصادي سيقلب الطاولة ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر، مؤكداً جهوزية قوات صنعاء وأنها قد عززت عوامل قوتها وفرضت قواعد اشتباك جديدة ينبغي أن تعيها دول التحالف، وتدرك أن وقف الحرب بشكل كامل مرهون برفع الحصار كاملاً وصرف المرتبات بشكل دائم ورحيل القوات الأجنبية، محذراً من مفاجآت لا يتوقعها التحالف، لافتاً إلى أن العام المشارف على نهايته اتسم بالمناورة والوعود الفارغة والازدواجية المفضوحة وتعنت دول التحالف ورهانها على عامل الوقت، وهدر الفرص وضيق الخيارات، داعياً إياها إلى تعديل سلوكها، مضيفاً أن السنة الجديدة لن تكون كسابقاتها، وأن القادم لن يكون معهوداً ولا مسبوقاً، وفيه من المفاجآت ما لا يخطر على بال ولا في حسبان، حسب تعبيره.

 

YNP / إبراهيم القانص –

 

قد يعجبك ايضا