صحيفة الحقيقة العدد “357”: قراءات في خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى جمعة رجب للعام 1441هجرية

 

رؤية لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستلهمة من كلمة السيد القائد في جمعة رجب

د. علي شرف الدين

 جلست منتظرا كلمت السيد القائد حفظه الله حول جمعة رجب وما أن عرج في كلمته على الاقتصاد الوطني بشكل عام والاكتفاء الذاتي بشكل خاص، إلا وتذكرت الشهيد القائد رضوان الله عليه في إحدى محاضراته يشير إلى “أن التنمية اليوم من منظار الأعداء هو تحويلنا إلى أيد عامله لمصانعهم ، وتحويل الأمة إلى سوق مستهلكه لمنتجاتهم.” وعلى هذا فالشهيد القائد رضوان الله عليه هو من وضع أساس الخروج من النفق المظلم الذي وقعت فيه الأمة. واليوم السيد القائد حفظه الله يؤكد على أن الشعب اليمني لابد أن يكون مستقلا في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولو تطرقنا إلى الجانب الاقتصادي وبالأخص الاكتفاء الذاتي الذي يعد ضرورة حتمية بل أكد عليه السيد القائد بشكل مباشر، بل وكان يعني أن تكون جميع حوائجنا منتجة في بلادنا لا أن نصبح سوقا استهلاكية للآخرين ونكون رهينة للأعداء في كل شيء ،وبهذا تعد  مخالفة لهويتنا اليمانية التي هي مصدر قوتنا وسر تفوقنا وأساس تقدمنا وعزتنا، وانه لا سبيل لمواجهة الأعداء وقطع التبعية لهم في شتى المجالات إلا بالانتماء الإيماني كحاجة ضروري في هذه المواجهة.

 وهنا ومن تحليل خطاب السيد القائد يمكن الخروج برؤية يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي وأهمها:-

1-  المعني الأول بتحقيق الاكتفاء الذاتي الأمة جميعا، يعني أن يكون توجه جميع أفراد المجتمع وخاصة في تنفيذ البرامج والخطط والسياسات التي ترسمها الدولة أو القيادة السياسية.

 2-  تشغيل رؤوس الأموال المحلية لأموالهم في الإنتاج الداخلي وتحقيق  الاكتفاء الذاتي ليكون استفادة لهم على المستوى الاقتصادي وفي نفس الوقت قيامهم بخدمة أمتهم والمساهمة في تحقيق العزة والكرامة لبلدهم.

 3-  تعميق وترسيخ هويتنا الإيمانية وخاصة في نفوس الأجيال الصاعدة لأنها السر الأقوى والعلاج الأنجع لنيل العزة والكرامة والنصر على الأعداء وهذا يأتي في قيام الأجهزة المعنية والوسائط التربوية كالتربية والتعليم والتعليم العالي والإعلام والمسجد بالدور المناط بهم جميعا.

 4-  تطبيق المقولة المشهورة والتي تنسب إلى الإمام علي عليه السلام أن ( العمل رأس المنافع ) وهذه الجملة التي تشمل ثلاث كلمات يتكون منها برنامج إصلاحي استراتيجي شامل في الاكتفاء الذاتي ومهما كانت النظريات والقوانين التي تحث على الاكتفاء وكذا الوعي بأهميته إلا أن العمل هو العنصر الأهم في البداية والحقيقية للنجاح في الإسلام الذي يركز على أنه دين العمل والفعل لا دين القول والركود .

 5-  التقليص من الاستيراد في جميع القطاعات والتشجيع للمنتج المحلي وخاصة في المنتجات الزراعية وأهمها زراعة القمح والحبوب التي هي عمود الاستقلال الوطني .

 6-  الاستفادة من التقنيات والوسائل الحديثة في زراعة وإنتاج المحاصيل وكذا المحافظة على المياه الجوفية وتفعيل مخرجات كلية الزراعة وتشغيل الكفاءات اليمنية والطاقات المعطلة فاليمن مليئة بالمبدعين  وخير مثال لنا  ما حققه الجانب العسكري من تقدم كبير حمى البلاد والعباد من العدوان .

 7-  يتطلب الاكتفاء الذاتي والاقتراب من تحقيقه تخطيطا عمليا ودراسة وافيه للموارد الوطنية والقوى البشرية العاملة في شتى ساحات الإنتاج , وتحديد واضح للاحتياجات الأكثر أهميه مع مراعاة الصالح العام للأمة والبعد عن المصالح الشخصية وخاصة من يستفيدون من الاستيراد.

 8-  يرتبط الاكتفاء الذاتي بعلاقة قوية بالثقة بالنفس، والثقة بالنفس هي التقدم والعمل بدون أي توتر أو تردد، فكلاهما يكملان بعضها البعض.

 9-   ليس معنى الاكتفاء الذاتي منع أو قطع التبادل التجاري مع الدول الأخرى بأي حال من الأحوال، بل العمل على تكوين ظروف وشروط تكون وطنية وداخلية حتى يمكن تحقيق أعلى ربح من التبادل الاقتصادي وذلك من خلال قنوات تقسيم العمل دوليا لتحقيق رفع درجات الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى تحقيق مستويات الإشباع الاستثمارية والاستهلاكية لدى المواطنين، مما يساعد على تحقيق رفع من مستوى الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد

خطاب السيد بين مهمة القائد والمنهج القرآني

عبدالله هاشم السياني

 في كلمة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه بمناسبة جمعة رجب ذكرى دخول الاسلام اليمن ودخول اليمنيين الاسلام طواعية بشكل رسمي وشمولي بعد تلقيهم رسالة من رسول الله جاء بها الامام علي عليه السلام تناول السيد عبد الملك وركز في كلمته على المناسبة ذاتها وعلى علاقة اهل اليمن بها وارتباطهم بها ودور الأمام علي عليه السلام فيها وعلى استقبال الرسول نبأ دخول اهل اليمن الاسلام وسجوده لله شكرًا واحتفاءً بها ثم ذكر ما قاله رسول الله في أهل اليمن  “الإيمان يمان والحكمة يمانية ” وكعادة السيد عبد الملك قائد المسيرة القرآنية عندما يتحدث عن التاريخ والأحداث والمواقف والسياسة والاقتصاد والتربية يعتمد على المنهج القرآني في قرأته لكل تلك الأحداث والمجالات منطلقا من  الثقافة القرآنية فيقدم من خلالها التصورات ويحدد ويشخص الواقع ويرسم الأبعاد والأثار ويقدم الحلول ويبين ويوضح في نفس الوقت أهمية الانطلاقة من تلك التوجيهات الإلهية الواردة في كتاب الله ويؤكد على حاجة الإنسان لها وعلى ضرورة التزامه بها حتى يحظى  بالنتائج والوعود الإلهية التي وعد بها عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا من النصر والتمكين والاستخلاف اذا ما أخذوا وامتثلوا لأوامره ولم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم  ولم يتعاملوا مع دين الله بنفوس تدعي الإيمان منطلقة من المصلحة والشك والتربص والفتنة سمى أصحابها القران الكريم بالمنافقين.

 روح المسؤولية

 كما ينطلق السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كل خطاباتها منذ انطلاق مسيرة انصار الله من موقع المسئولية ومفهوم الولاية في القرآن الكريم وفي هذا الخطاب ركز على مفهوم الإيمان وعمل على توضيح معانيه والطرق التربوية الموصلة اليه والخطوات العملية الهادفة الى ترسيخه وتعزيزه في واقع الفرد وفي واقع الأمة منبها الى أهميته الإيمان ودوره في تحصين الأمة من الإختراق  وبأنه القادر على كشف الأعداء الفاضح  لصفاتهم ونفسياتهم وأساليبهم وطرق حروبهم و مخططاتهم وكيفية مواجهتهم والانتصار عليهم ٠ كما قدم السيد عبد الملك رؤية إسلامية متقدمة لكثير من القضايا المرتبطة بالإيمان والتي لا يرى كثير من المسلمين أي بأن لها أي علاقة  بالإيمان كقضية الاستقلال ، والحريّة ، والعزة ، والنهوض ، والتصنيع ، والقوة ٠٠٠ مذكرا اهل اليمن بهذه الخصوصية الإيمانية التي شرف رسول الله بها كل يمني وجعلها أساس هويته وشخصيته وبها قاوم الشعب اليمني هذا العدوان الظالم والمتوحش وصمد في وجهه اكثر من خمسة أعوام والذي تقوم به وتقوده السعودية وامريكا والامارات وإسرائيل وكيف بهذا الإيمان جعل ذلك التحالف في مأزق يتجرع الهزيمة تلو الهزيمة.

 مهمة القائد

 ٠لقد تحدث السيد عبدالملك عن الإيمان القرآن الكريم وما جاء فيه كدين ومشروع حياة وكتاب منزل من عند الله على عباده من منطلق مهمته كقائد للمسيرة القرآنية وللثورة اليمنية ويقع على عاتقه رسم خطواتها وتحديد مستقبلها وتحقيق كل الظروف والاسباب لانتصارها وباعتباره المسؤول الاول عن المحافظة على مؤسسات الدولة والحفاظ على أمن اكثر من عشرين مليون إنسان في اليمن وعن توفير كل أسباب النصر على مختلف الجبهات وعلى رد كيد ومكر عدوان إقليمي دولي هدفه احتلال اليمن واستعباد الانسان اليمني ونهب ثرواته.

القائد القرآني

أنس القاضي

ما أعظمَ السيدَ وما طَرَحَه في محاضرة الهُوية الإيمانية، ليس فقط في تشخيصِه وتقديمِ العلاج، بل وفي حله لأعقدِ الإشكاليات الفلسفية، في مسألة كيف نبدأ التغيير، هل بتغيير الوعي أم تغيير الواقع؟. حلها دون الالتفات لها..

يبدو وكأَنَّه يهزَأ بالطقوس الإسلامية والعبادات الظاهرية، إذ ينقدُ توهُّمَ اقتصار الإسلام عليها، حتى ليقولَ السامعُ لربما الرجل ملحدٌ لا يؤمن بيومِ البعث، فقط يستغل الحماسة الدينية في دفع الناس للجهاد والبناء.

ثم ينتقل بالسامع إلى الحديث عن الصلة بالله وعون الله وإمداده حتى يبدو ذلك المتصوف الذي ذاب في ذات الله ودخل في وحدة الشهود، حتى أنكر وجودَ الأسباب والمسببات الطبيعية والبشرية مما اعتقدته الأشعريةُ وبالغت فيه المعتزلةُ، ولم يرَ في الكونِ إلا تجلِّيَ فعل الله وإرادته وقيوميته في الوجود، تملّكته آيةُ أَن اللهَ يمسكُ السماواتِ والأرضَ أن تزولا..

لكنه القرآني الذي آمن بالله وقيوميتِه وفاعليتِه وإمدادِه وعونِه، وأدرك مسؤوليةَ الإنسان وواجباته من سعي وكـدح وحرث وجهاد.

وسر خلقه ووجوده واستخلافه ومعنى عبوديته:

التحرّر من الاستعباد وبناء الحضارة العادلة.

الاكتفاء الذاتي وبناء الاقتصاد في خطاب السيد القائد

“اليمن لا بُدَّ له أن يكون مستقلًا مهما بلغت التضحيات”، هكذا أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الذي القاه بمناسبة جمعة رجب 1441هـ، على أن اليمن لاُ بدَّ له أن يكون بلداً مستقلًا في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، مهما بلغت التضحيات، ويبين ذلك من منطلق تأكيده بأن: “الهُــوِيَّة الإيمانية عملية تربوية وتعليمية، نحتاج أن نرسخها كعادات وتقاليد ونط حياة”.

الأخطار على الأمة:

    في تشخيص استراتيجي فريد يكشف، السيد القائد أن أكبر خطر على الشعب اليمني في هــويته الإيمانية كان يتمثل في التبعِّية لأمريكا، ويحذر من السماح للأعداء بالتحكم بثقافة وأفكار الأمة، ويبين أن أهداف الأعداء في محاربة الأمة هو ضمان السيطرة التامة والشاملة عليها، بعد سيطرته على أفكارها ومفاهيمها وعاداتها وتغلغل في واقع حياتها، وحينها سيتمكن من السيطرة التامة على الأمة.

    وفي هذا السياق، يؤكد السيد القائد أن الأعداء لا يريدون أن تكون هذه الأمة، أمة قوية، مركزاً على الواقع الاقتصادي في أن تصبح الأمة مُجرد سوقًا استهلاكية للآخرين، وأن تستورد كل شيءٍ من الخارج، وذلك من حرصهم الشديد على جعل الأمة رهينةً للاعتماد في كل شيءٍ على الخارج، وأن تكون سوقاً لا أقل ولا أكثر، فهم لا يسمحون أن تمتلك هذه الامة المعرفة، والعلم، والانتاج، وأن تحقق لنفسها الاكتفاء الذاتي، وتكون قويةً بكل ما تعنيه الكلمة في اقتصادها، ناهيك عن قيامهم بنهب الطاقة بشكلٍ خام، من النفط، والمعادن، وكل الخيرات، واستغلالها والاستفادة منها،

     وفي خضمِّ ذلك، فإن في القول العربي (ويل لأمَّة تأكلُ مما لا تزرع، وتلبس مما لا تنسج) تأكيداً لأهميَّة الاكتفاء الذاتي الغذائي في حياة الأُمَّم والشعوب، وخطورة الاعتماد على استهلاك منُتجَات الآخرين، وبما أنَّ الشعب اليمني في حالة عدوان، وحصار اقتصادي، من قبل قوى العدوان الأمريكي الصهيوخليجي، التي تسعى على مدى أكثر من أربعة أعوام إلى هزيمته، واستعماره، ونهب ثرواته، لكي تنال منه، وتضعفه، وتجبره على الاستسلام؛ فإِنَّه صار لزاماً عليه العمل بجدٍّ في الجانب الزراعي، واستغلال مواسم الزراعة، وكسر حالة الحصار، بالاعتماد على الله عَزَّ وجَلّ، وعلى النفس.

“الانتماء الايماني” حاجة ضرورية في مواجهة الأعداء:

     في سبيل مواجهة كل تلك المشاريع التدميرية للأعداء التي تحمل في طياتها التبعِّية لهم في شتى مجالات الحياة، يبين السيد القائد أهمية دور “الانتماء الايماني” كحاجة ضرورية في مواجهة الأعداء، ويؤكد أن عزة الشعب اليمني تكمن في هــويته الإيمانية، التي تأبى له القبول بالذل، والاستسلام، والخنوع، والخضوع، للأعداء، ولذلك فإن الأمة بحاجةٍ إلى العناية بالهوية الإيمانية، لاسيما وأن الإيمان بمفهومه القرآني الصحيح، وبمنظومته الكاملة هو عنصر خلاص، وحرية، وعامل أساسي لتماسك الأمة، الذي تحتاج إليه الأمة لمواجهة كل التحديات والأخطار المحدقة بها، وتصحيح وضعيتها، وواقعها، وذلك بالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والثقة به، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

    ويؤكـد السيد القائد أنه ببركة الهـوية الإيمانية، ستنهض الأمة نهضة حضارية تحقّق لها الاستقلال التام، والحرية والكرامة، حيث أن النهضة الاقتصادية تحتل موقعاً متميزاً، وأساسياً، في المنظومة الإيمانية، ولذلك فإن الجميع معني بالاهتمام بهذا الجانب، وأن عليهم إدراك أهمية ما يعنيه الانتماء الإيماني في هذا الجانب، سيما وأن الأمة المؤمنة معنِّية أن تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

   إن الله عَزَّ وجَلّ، قد دعا الأُمَّة إلى الإعداد، الذي لا ينحصر في مجال الإعداد العسكري، والبشري فحسب، بل يمتدٌ إلى مُختلف المجالات، والتي من أهمها، زراعة الحبوب التي من شأنها رفد الأُمَّة المُستهدفة، والمحاصرة، وجعلها في حالة اكتفاء ذاتي من حيث الغذاء، فإذَا كانت الأُمَّة المُستهدفة، والمحاصرة، يعيش حالة اكتفاء ذاتي في غذائها، فَإِنَّ هذا يعتبر من أهمّ العوامل المساعدة التي تجعلها تصمد، وتثبت، في مواجهة العدو، لمدة طويلة من الزمن، إذ يفقد العدوّ عنصر الحصار الذي يُراهن عليه في تركيع الأُمَّة، وهزيمتها.

      التوجه إلى البناء الداخلي:

   يبين السيد القائد أن الكثير من الحلول للمشاكل الاقتصادية تدخل في إطار المفهوم الإيماني الحضاري، الذي يتجه إلى البناء الداخلي، وبناء عوامل القوة بكافة أشكالها وأنواعها، من منطلق قوله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، ويدعو الشعب أن يتحرر من كل تأثيرات الأعداء السلبية، والمفاهيم الظلامية، وأن يدرك أن جزءاً أساسياً من انتمائه الإيماني والديني، يتعلق بالموضوع الاقتصادي، والنهضة الاقتصادية، وذلك من خلال العمل على توفير كل عوامل القوة من الداخل، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية وكافة مستلزمات الحياة الضرورية.

    وفي هذا السياق، يُعَدُّ الاكتفاء الذاتي شرطاً أساسياً لأي دولة تريد أنَّ تتخلص من التبعِّية، والهيمنةِ عليها، حيث يؤدي الاكتفاء الذاتي الغذائي إلى التخلص من التبعِّيةِ السياسية، والاستقلال بالقرار الوطني للبلد، دون وضع اعتبار لمعونات اقتصادية خارجية مشروطة، بانتهاج سياسة خارجية معينة، واكتساب المزيدِ من الحرية، فيما يخص اتخاذ مواقف دولية وفقاً لإرادة الدولة الحرة، وطبقاً لمصالحها، وبالتالي تستطيع الدولة المُكتفية ذاتياً، الاستغناء عن المساعدات الخارجية، مما يؤدي إلى التخلص من التبعِّيةِ، فمن ملك غذاءه، ملك حريته، ومن ملك غذائه، سَلِمَ أمن قراره من الوصاية، والتدخلات في الشأن الداخلي للبلاد، لذلك فإنَّ تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، في الأساس هو امتداد طبيعي للاستقلال السياسي، لأنَّه لا معنى للاستقلال السياسي، والدولة عالة على دول أُخـرى، لتوفير حاجاتها الأساسية، فالدولة التي تملك حاجاتها الأساسية، تملك قرارها السياسي.

المسؤولية على الجميع:

    يُشدِّد السيد القائد أن المسؤولية تأتي على الجميع في بناء الأمة البناء الصحيح والقوي في المجال الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ويبين أن الحكومة والمسؤولين، وكافة أبناء الشعب معنيون بشكلٍ عام في أن يكون البناء الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي للأمة، توجهاً عاماً، لدى الجميع، ويشير إلى أن البرامج، والخطط، والسياسات، التي اعتمدت في الرؤية الوطنية فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، بحاجة إلى تعاون فعلي بين الحكومة والشعب، وخصوصاً بين الحكومة وأصحاب رؤوس المال والأعمال، لاسيما وأنهم معنيون ويتحملون المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى في أن يسهموا ويتجهوا لتشغيل رؤوس أموالهم في الإنتاج الداخلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهنا يبين السيد القائد أن ثمار ذلك ستنعكس على أصحاب رؤوس المال والأعمال، وتحقيق استفادة لهم على المستوى الاقتصادي، وتوفير الكثير من الكلفة والأتعاب عليهم، وفي نفس الوقت قيامهم بخدمة أمتهم، والمساهمة في قوة البلد، وتماسكه.

      وختاماً: ومثلما لايزال الشعب اليمني يجاهد، ويتحرك، بقُــوة في مواجهة العدوان الغاشم، ويُقدِّم التضحيات العظيمة، فإِنَّ الاهتمام بالجانب الزراعي لتأمين الغذاء، يعتبر أيضاً من الجهاد في سبيل الله، ومن العوامل المساعدة لنصر دين الله، والثبات في مواجهة أعدائه، ففي ظلِّ الظروف التي يعيشها الشعب اليمني، نتيجة العدوان، والحصار الاقتصَادي المفروض؛ أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي في القوت الضروري، أمراً ضرورياً، لمواجهة الحصار، والاستمرار في التصدّي للعدوان، بل أنَّه أصبح واجباً دينياً، وعملاً جهادياً في سبيل الله، وأمراً تطلبه المرحلة، والظروف.

قراءة أولية في خطاب السيد القائد.. مقامات الذكرى في سياق النهوض بالأمة ‏.. الإيمان بين المفهوم الأعرابي وبركة الهُوية الإيمانية

علي المؤيد

بمناسبةِ العيد الإسلامي اليماني الفريد؛ وباعتبارها محطةً تاريخيةً مفصليةً في إطلاق وَتأسيس جوهر الهُوية الإِيْمَانية اليمانية، يعاود السيدُ القائد -يحفظه الله- توجيه دفة الاهتمام العام صوب القضايا المحورية الكبرى، من خلال التذكيرِ بأصالة وعظمة ومصداقية الانتماء الإِيْمَاني الباذخ وإثراء المشهد الفكري والثقافي وَالتربوي بالمزيد من الكنوز الدلالية؛ حرصاً على تجديد عرى الذكرى وعنونة التفاصيل وإبرازها كرافدٍ حيويٍّ يُسهم في ترسيخ الأسس المنهجية الصائبة،

وفي استذكار وَترجمة الدوافع والمواقف الصادقة باتّجاه العمل والتحَرّك في ضوء ما يجود به القائدُ الفذ باتّجاه التبيين الإضافي لطبيعة الدور -الاستثنائي المستدام- المنوط باليمانيين، وبالصورة التي يتكامل فيها مستوى التحَرّك المطلوب مع قدسية وعدالة القضية المرتبطة بجودة مخرجات المنظومة الإِيْمَانية الحقة ذات المفاهيم المناقضة تماماً لنتائج وطبيعة “الإِيْمَان العابر” وفقاً للمفهوم الأعرابي الفج، الهزيل موقفاً، والشحيح عطاءً، والأضعف من ناحية توليد الدوافع المحركة، ووصولاً إلى وجبة روحية من “الوعي” النقي -وهو صلب الحديث ولُبُّ الموضوع-.

يُجدّد السيد -يحفظه الله- تأكيدَه على الأهميّة المطلقة للإِيْمَان الصحيح، كحاجة إنسانية ذات أولوية قصوى للأخذ بأسباب الاستخلاف الوجودي على الوجه الأكمل، خُصوصاً في ظلِّ شراسة الاستهداف الثقافي والفكري والاجتماعي وغير ذلك؛ ولذلك ومن منطلق المسؤولية الدينية يحرص القائدُ باستمرارٍ على تجديدِ عُرى الوعي الفاعل والتنبيه لمستويات ودرجات المخاطر المحيطة بالأمة، حين يتحدّث رافعاً لواءَ الدعوة الكبرى وراية النهضة الحضارية المأمولة، ويحث الخطى نحوَ التغيير في الصيغة المعرفية الأرقى، وباتّجاه الحياة في أبهى غاياتها الفطرية وَالحقيقية، في ظلِّ معية الله ورعايته وكرم عنايته

وَإلي بلوغ مرتبة استحقاقها كذلك يحمل القائدُ رايةَ الصحوة الشاملة في مواجهة النسيان والغفلة واليأس والمعاناة والضياع والإخفاق، راية تصلُ إلى عنانِ المعنويات الشاهقة وإيقاد الهمم الخافتة السطوع وبغية استنهاض مجمل ما تبقى الذهنية المجتمعية الخاملة.

وهي في أَسَاسها دعوةٌ نابعةٌ عن آياتِ القرآن الكريم ورشد المشروع القرآني العالمي، كلمات من القلب تدعو الأمة فرداً فرداً إلى عالم من السكينة والطمأنينة والتجليات الروحية الفاعلة، دعوة إلى إحياء العالم الأكبر الكامن في كُـلِّ النفوس، حيث انطوى العالم الأكبر بروحيه معمورة بساطع الإِيْمَان، وَأساطينه الصلة بالله، وسقفه وأرضه وجدرانه عناصر القوة الإِيْمَانية، فيما المسؤولية الدينية أشبه ما تكون بفضاء ذلك العالم الذي يلمس الجميعُ مقدارَ حرص القائد على توطيد عوامل انبعاثه في النفوس، فاعلاً مستقلاً واعياً مستبصراً يقظاً متميزاً بخصوصية هُويته الإِيْمَانية الهائلة، وإلا فسيظلُّ مطموراً تحت ركام الكسل والتخاذل والضعف والفشل والانهيار والتيه في صحراء التبعية المذلة تحت رحمة الأعداء وَالطواغيت،

وفي ظلِّ ديمومة الصراع والمواجهة -مع عدوٍّ يمتلك من الإمْكَانات المادية والتقنية والتضليلية الكثير- تصبح الحاجةُ إلى الأخذ بمصادر وعوامل القوة والعزة مرادفاً موضوعياً للوجود الإنساني بحدِّ ذاته وَللمصير برمته والحياة بأجمعها، يعرف ذلك كُـلُّ من يسمع ويرى بقلبه وعيونه مضمون إطلالة السيد القائد المخلص،

وَيدرك ذلك كُـلُّ من يلمس في خطاباته مقدارَ اهتمامه المستمر بتذكير وتوعية وتثقيف الجميع، يفتح بالمنطق القرآني السديد أبواب الحقائق على مصراعيها لتدخل الأمةُ عصرَ التفوق والقوة ومواجهة التحديات بكفاءة وفاعلية متصاعدة بالاعتماد على الله والتوكل عليه، مستشهداً بجدوائية ترسيخ الانتماء الإِيْمَاني وإرساء الهُوية الإِيْمَانية الدافعة على مسار الحق بعد انقضاء نصف عقد من سنين العدوان الغاشم.

وعلى النقيضِ من الأمثلة المرتبطة بما يحقّقه الإِيْمَان والانتماء الإِيْمَاني، يعود السيّدُ -يحفظه الله- لسرد عددٍ من مفردات وجزئيات وأمثلة الهوان والذل والعبودية للطواغيت وعلى رأسها أمريكا -التي لم تكن فقط تسعى لإضعاف الأمة اليمانية فقط بل وتعبيدها لها- بدءاً من السلطة الشاملة والصلاحيات الشاسعة التي كان يتمتع بها السفيرُ الأمريكيُّ في صنعاء، وانتهاءً بمؤامرة تدمير بعض منظومات أسلحة الدفاع الجوي النوعية والصواريخ البالسيتية، ولولا ثورةُ الـ 21 من سبتمبر المباركة لكانت تلك القوة “القومية” الاستراتيجية في خبر كان،

ويتضح الفرث الهائل من خلال مقارنة سريعة بين أولئك من عبيد العبيد، والمجاهدين من رجال الحق والحقيقة الذين صنعوا أسلحةً فتاكةً بفضل الله من بقايا سلاح قديم أكل عليه صدأ المخازن وشرب، وكلُّ ذلك وغيره الكثير والكثير مما لم يكن ليتحقّق إلا ببركة الهُوية الإِيْمَانية،

وحول هذا المعنى تكمن مدركات الفحوى، ومسارات تعزيز مقتضيات الهُوية الإِيْمَانية؛ باعتبارها وقوداً لا ينضب وأداة معنوية فائقة المردود في حالِ اكتمالِ سياقاتها الواقعة ضمن سلسلة من المصاديق العملية التي تبلور الإرادة الصلبة الضرورية، وتعمل على ترجمة المواقف الصادقة نصرةً لعدالة القضية الوجودية بحدِّ ذاتها، وانتصاراً لإنسانية الإنسان،

لينتهي ذلك المشوار الآدمي -بمنظوره الأوسع- عند سدرة منتهى البقاء الأبدي تحت ظِلٍّ وارفٍ يبدأ هناك بـ “الحمد لله”، هناك، حيث لا ينتهي كُـلُّ ما هو خير إلا ليبدأ، أَو من لم يكن بمعزل عن المفهوم الأعرابي والإِيْمَان البراق الأجوف والفاشل فثمة نهاية أُخرى، هي هناك على النقيض المصيري تماماً، حيث لا تنتهي فيها منظومة الخسران الأكبر إلا لتبدأ من جديد.

‏كلمة السيد في جمعة رجب استنهاض ومعالجات وتطمين وثبات

زيد البعوه

شخص الاختلالات التي تعاني منها الأمة وذكر الأسباب واكد على ان الهوية الإيمانية هي الحل والمخرج وتحدث عن جمعة رجب وقداستها واهميتها بالنسبة للشعب اليمني المسلم ومن واقع التجربة والصراع المستمر والإلهام الإلهي ومن خلال الاستفادة من التاريخ والأحداث تحدث عن حجم المؤامرة الشاملة التي تستهدف هذه الأمة من قبل اعدائها واكد ان التمسك بالهوية الإيمانية والانتماء الصادق للإيمان والثقة بالله هي اهم واقوى وابرز عوامل القوة لمواجهة كل التحديات والأخطار التي تتربص بهذه الأمة

كلمة السيد عبد الملك في جمعة رجب هذا العام هي عبارة عن رصيد ايماني وعبارة عن تثقيف قرآني وتشخيص دقيق لواقع الأمة اليوم وعلاج شافي وشامل لكل الإمراض ولكل الأعراض الجانبية التي تستهدف الإنسان المسلم من جهة الشيطان واعداء اٌلإسلام وهي عبارة عن منظومة من الإرشادات والتوجيهات القرآنية المشحونة بالقيم الإيمانية التي نحن في امس الحاجة لمعرفتها والعمل بها في وقعنا لكي تنتشلنا مما نحن فيه وتمكنا من التغلب على اعدائنا ونحقق لأنفسنا القرب من الله ونحقق لأنفسنا الاستقلال

من فيض بحر علمه الغزير وحرصه الشديد لمدة ساعة ونصف واكثر تحدث السيد عبد الملك عن الهوية الإيمانية وعن واقع الأمة وعن المطبعين مع اسرائيل وعن التبعية لأمريكا وعن العدوان على اليمن وعن عدد من المواضيع المهمة فيما بتعلق بالمستجدات وجدد تمسكنا بموقفنا كشعب يمني من القضية الفلسطينية وعدائنا للصهاينة واصرارنا على الثبات في تحقيق الإستقلال لنفسنا والنهوض بأمتنا بثقتنا بالله والعمل والجهاد في سبيله

روح المسؤولية والصدق والجد والثبات والاهتمام والتمسك بالهوية الإيمانية والحرص على تنمية مقومات هذه الهوية هي اهم العناصر التي غلبت على كلمة السيد القائد والتي تؤدي الى الاستقامة والقوة والنصر واكد تأكيد الواثق بالله للشعب الصامد على اننا ببركة الهوية الإيمانية سننهض بإذن الله تعالى نهضة حضارية ونحقق لأنفسنا الاستقلال التام والحرية والعزة والكرامة هكذا تحدث السيد القائد بمليء فمه وبأعلى صوته ومن صميم ثقته بالله

من خلال ما تضمنته كلمة السيد القائد نستطيع القول انها تختلف عن غيرها بشكل يثير الاطمئنان والثقة لأن السيد تحدث بشكل تميز بالقوة والثقة عن مستقبلنا بأمل كبير دل عليه تفاؤل السيد القائد وتأكيده على المضي قدماً في خوض غمار المعركة مع الباطل كيفما كان حجم التحديات

ومن اهم المواضيع التي تناولها السيد القائد في كلمته هي:-

تحدث عن فئات محسوبة على المسلمين تنخر جسد الأمة من الداخل لمصلحة اعدائها وهم المنافقين الأعراب الذين قالوا آمنا ولكن انتمائهم لهذا الدين انتماء شكلياً ومواقفهم واعمالهم خالية من الصدق الإيماني وتخدم اعداء الأمة

ركز السيد القائد في كلمته بشكل مكثف ومباشر على التحديات والأخطار التي تتربص بهذه الأمة وقال إن الإيمان الصادق القائم على الوعي والثقة بالله هو أهم عوامل القوة لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها وقال إن الإيمان منظومة متكاملة جهاد ومواقف وأعمال وفق توجيهات الله

عن الاستهداف المكثف والممنهج الذي تتعرض له الأمة الإسلامية من قبل اعدائها بمختلف تصنيفاتهم وفي مختلف جوانب الحياة تحدث السيد القائد عن ذلك وقال ان الهدف هو اضعاف كيان هذه الأمة والسيطرة عليها وان الحل يكمن في الإنتماء الإيماني الصادق الذي هو كفيل بالنهوض بهذه الأمه وافشال مخططات الأعداء

عندما تتوفر عناصر الوعي والنور والعزة والرحمة والاستقلال والقوة المعنوية لدى هذه الأمة تستطيع ان تنقذ نفسها في الدنيا والأخرة تنقذ نفسها في الدنيا من اعدائها وتنقذ نفسها في الأخرة من سخط الله وعقابه

وابرز عوامل القوة هو الإيمان الصادق والذي يترتب عليه تحقيق الحرية والاستقلال والعزة والكرامة ومتى ما تحقق ذلك تستطع الأمة ان تدفع عن نفسها كل خطر يستهدفها من جهة اعداء الإسلام هذا بعض ما فهمناه الليلة من كلمة السيد عبد الملك حفظه الله

وعن الأثر المهم للإيمان في تنظيم العلاقات والروابط بين ابناء هذه الأمة في واقعهم الداخلي اكد على انها قائمة على الرحمة والتواصي بالحق والصبر والتوجه الى تجسيد مبادئ الإيمان في الواقع اعتصام وتوحد وتكاتف وعمل وجهاد ومواقف مشرفة في مواجهة الطاغوت هذا ما اكد عليه السيد القائد في كلمة الليلة

استنتاج واستدلال وامثلة وشواهد من الماضي القريب والواقع المعاش تحدث عنها السيد القائد سواء فيما يتعلق بالجانب الداخلي اليمني او واقع الأمة بشكل عام في سياق حديثه عن الهوية الإيمانية مؤكداً ان التبعية لأمريكا أكبر خطر يهدد الهوية الإيمانية وقال اذا لم يمتلك الإنسان هوية ايمانية يمكن ان يفرط حتى بوطنيته ونصح دول العدوان مجدداً بوقف عدوانهم واكد لهم تأكيداً قاطعاً ان الشعب اليمني ماض في مشواره التحرري وقادر بعون الله على النهوض وتحقيق النصر وعن الانتصارات التي حققها الله على ايدي رجاله من ابطال الجيش واللجان الشعبية اكد السيد ان تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية يعد سبباً رئيسياً في تحقيق هذه الانتصارات وان المزيد من العمل والتمسك والعودة نحو الله ونحو تعاليم الدين كفيل برفع رأس هذا الشعب وهذه الأمة ولو كره الكافرون

باختصار كلمة السيد في جمعة رجب هي عبارة محطة مفصلية في تاريخ الصراع القائم والشامل والمستمر مع الطواغيت برز فيها بكل وضوح مواقف قيادتنا على الثبات في مسيرتنا وعلى التمسك بهويتنا وعلى التصدي لإعدائنا وعلى ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي والبناء والنهوض الاقتصادي والعسكري وفي مختلف جوانب الحياة ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

نفحة من نفحات كلمة السيد القائد بمناسبة جمعة رجب 1441هـ

(( الإيمان والأمان في منهجية مسيرة اليمن ))

د. يوسف الحاضري

كما هي العادة كانت كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه في جمعة رجب ممتلئة بالفكر والتوجيه والتصحيح والتبيين في جميع الجوانب والتي تهدف بشكل رئيسي الى إعادة البناء النفسي السوي  السليم لأبناء المجتمع اليمني عامة وللعالم العربي والإسلامي خاصة فالحديث القرآني هو رحمة للعالمين ، لذا جاءت هذه الكلمة شاملة لجوانب عديدة تتطلبها المرحلة ويتطلبه المستقبل في احتدام الصراع مع اعداء الله وأعداءنا في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والفكرية والإعلامية والتاريخية ، لذا كانت الكلمة مرتقيه إلى مستوى البناء النفسي للإنسان بما يحتاجه ليتزود به  في هذا الوضع بما يتناسب مع أسلحة العدو وإعداده ، وهذا ما يميز القائد سلام الله عليه انه مستمر في الإعداد ما استطاع من قوة ليواصل مسيرة التحرر من طواغيت الأرض فيرتقي اعداده بما تتناسب مع طبيعة الصراع الحالي ، ولعل من اهم الجوانب التي سلط الضوء عليها في كلمته هو موقع اليمن الإسلامي والإنساني والعسكري في توجيهات النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم والذي سوف نقتبس بعضا منها .

تطرق السيد في كلمته عن اهم واقوى سلاح يمتلكه اليمانيون في هذه الفترة استطاعوا به ان يصمدوا ويصبروا وينتصروا على قوى 5 سنوات من التحشيد والإنفاق والتزوير والتكالب من قبل تحالف العدوان التي تقوده أمريكا مستخدمة اموال واراضي ورجال العرب والمسلمين وعلى رأسهم السعودية والإمارات وهذا السلاح هو (سلاح الإيمان والهوية المنبثقة منه) وأن تمسكنا بهذه الهوية بكلما فيها هو النصر بذاته ، فعندما وصف الرسول الإيمان باليمانيين (ولم يصف اليمانيين بأنهم مؤمنين) وذلك عندما قال (الإيمان يماني) فهذه هي الهوية الحقيقية والسلاح الأقوى والأشد فتكا بما يمتلكه العدو لذا شدد السيد على التمسك به من منطلق أن ترك السلاح في ساحة المواجهة يعني الهلاك والخسران ، وهذا ما رأيناه ونراه يوميا في تحرك العدو لاستهداف هويتنا الإيمانية اليمانية عبر سلاحهم الشيطان المتمثل بالحرب الناعمة ، وهنا يأتي دور الجميع في تأصيل الهوية وتجذيرها في قلوبنا ونفوسنا ونفوس ابناءنا ومجتمعنا وترتفع حدة التأصيل بارتفاع مطرد لشدة وحدة استهداف العدوان لنا .

إن رؤية النبي صلوات الله عليه واله وسلم في أهل اليمن لم تكن مجردة من النورانية الربانية التي يمتلكها ، ولم تكن لأجل المديح والثناء السطحي الذي لا يخلو من المجاملة او من اجل كسب قلوب وتأييد اليمانيين ، بل ان ذلك جاء نتيجة لنظرة نبوية لا تقل عن بشارة الأنبياء السابقين في كتبهم بمحمد فقد كان إيحاء رباني لان الإيمان لله وليس لمحمد كي يوزعه حسب ما يشاء دون ان يكون مرجعيته إلهية كما قال تعالى (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذناه منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما من احد منكم عنه حاجزين) لذا فتوصيف النبي لليمن أرضا وإنسانا لم يكن تقولا على الله بل ضمن الرسالة التي جاء بها صلوات الله عليه وآله وسلم واي سلاح سيكون أشد باسا من هذا السلاح.

سلاح آخر تطرق إليه السيد في كلمته مستندا على كلام خير البشر في اهل اليمن وهي ان اليمن ارضا وانسانا ومنهجية هي ملجأ العالم عند اشتداد الفتن وتموجها هنا وهناك وان اليمانيين سيكونون هداة للضالين والتائهين بين اعاصير وامواج تلك الفتن والتي نراها اليوم تموج بالعالم تموجا مستندا في ذلك على قوله صلوات الله عليه وعلى آله (إذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن) ، نعم عليكم باليمن منهجية وعليكم باليمن طريقة وعليكم باليمن اسلوبا وتحركا ، عليكم ان تقوموا بما يقوم به ابناء اليمن فهو السلاح الأشد باسا والأضمن نجاحا والاقوى نجاعة في مواجهة الاعداء والخروج من الفتن التي تحدق بكم ، فهذا هو المعنى الأصح وليس معنى الحديث ان عليكم ان تهاجروا الى اليمن اذا حلت بكم الفتن ، فالتأويل هذا يعني ان يترك الناس اراضيهم للأشرار ويتزاحموا في ارض اليمن وهذه لا ترتقي لتكون منهجية الله في الارض ، وهناك أمثلة عديدة لهذا الامر لعل اهمها (الحشد الشعبي العراقي) والذي جاء استنساخا للجان الشعبية اليمنية (منهجية واحدة) والذي لولا الحشد الشعبي لكانت امريكا عبر ادواته الشيطانية المسماة (داعش) قد سيطرت على العراق عرضا وطولا وانتقلت لما جاورها من دول تعيث فيها فسادا ودمارا ، فجاء الحشد الشعبي ليقوم بما قام ويقوم به اللجان الشعبية اليمنية في تحرير الارض والإنسان من السيطرة الامريكية ، حيث تشكل هذا الحشد من ابناء الارض ترجمة للرؤية القرآنية التوجيهية التي تلزم كل انسان بان يكون عسكريا مجاهدا في سبيل الله ولا يقتصر الأمر على ما يسمى ب(الجيش النظامي) والتي تعطل مفهوم الجهاد عند بقية الناس وتعزز مفهوم المسئولية المحدودة عند الجيش هذا ، فخرج العراقيون من الفتن بعد ان انتهجوا منهجية ابناء اليمن .

إن العالم لن يسلم ويعود للأمن والاستقرار الا بالتخلص من الوصاية الأمريكية والكل يؤكد على ذلك في شرق الأرض وغربه وشماله وجنوبه بسودهم وبيضهم وحمرهم وسمرهم وبعربهم وعجمهم ، ولم ينتهج هذه المنهجية في هذه الفترة الا ابناء اليمن وذلك بتأصيل هذا التحرك بشعار ثابت ويرفع دائما بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل وهذا هو الصراط المستقيم في مسيرة الاستخلاف في الأرض الذي جاء به كل الانبياء والمرسلين والاولياء وتحرك وفقه الشهداء والصالحين وهو نبذ الطاغوت ومعاداته والتصدي له

لو نستمر في الإبحار في كلمة السيد سلام الله عليه فسنحتاج لكتب وكتب عديدة حتى يمكننا ان نقطع شوطا بسيطا جدا في جزئية بسيطة فيما تطرق عليه حفيد رسول الله نسبا وفكرا وعلما ورحمة وجهادا وصراطا ، فلله الحمد والمنة ان جعله يمنيا وجعله في عصرنا وهدانا لنكون من أتباعه فهي نعمة اعظم النعم على الاطلاق ما تسمى (نعمة الهداية) ، ولنا كتابات قادمة ان شاء الله في بقية الامور.

من وحي خطاب السيد ,, الاكتفاء أولاً ,,

رشيد الحداد

من منطلق الإيمان بمفهومه الواسع ومنظومته المتكاملة، الذي يمثل دافعاً اساسياً للتحرك ولمواجهة التحديات والأخطار، ستتكمن الأمة من الانتقال من حالة الضعف إلى القوة، ومن التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية إلى القوة والاستقلال، وباعتبار الهوية الإيمانية عنصر هام لشحذ الهمم والتغلب على تحديات ومخاطر واقعنا المعاش المرحلة الحالية وفق ما جاء في كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة التي القاها بمناسبة جمعة رجب 1441هـ ، فأن الإيمان عنصر قوة وخلاص وحرية ، وعاملٌ أساسيٌ لتماسك الأمة ، وركيزة أساسية لتصحح وضعيتها، ولتنقذ نفسها من موقع الصعف .

ويضعنا امام المشكلة الاقتصادية التي تعد مشكلة تراكمت على مدى العقود الماضية بسبب وصاية دول الاستكبار على اليمن وارتهان القرار السياسي للخارج ، لتتحول اليمن من عدة عقود من دولة مكتفية ذاتيا من الغذاء ، إلى دولة تستورد معظم احتياجاتها الأساسية من الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الأسواق الخارجية وفق توجه قوى الاستكبار التي سعت على مدى العقود الماضية من استلاب اليمن قدراتها العسكرية ومنعت الحكومات السابقة الخانعة والموالية لأمريكا زراعة القمح تحت مبرر اذا زرعتم انتم القمح فلمن نحن نزرع وان صنعتم انتم فلمن نحن نصنع ، وبذلك استلب العدو قدراتنا الاقتصادية وأكتفى بمصادرة خيرات الشعوب العربية برمتها من خلال عقد عدد من اتفاقيات التبادل التجارية والاقتصادي التي بموجبها تستلب أمريكا ومن على شاكلتها من الدول الاقتصادية خيرات الشعوب فتستورد كميات كبيرة من المواد الأولية الخام والاساسية للصناعية بقيمة سعرية متدنية ، وتتولى الصناعة والإنتاج ومن ثم تصدرها إلى الأسواق العربية ومنها الأسواق اليمنية لتسويقها فقط ، بينما تلك المواد الأولية والخام لو تم صناعتها في الداخل لرفعت مؤشرات النمو الاقتصادي ولأكتفت ذاتيا واستغنت عن التبعية الاقتصادية للأعداء .

من خلال مضمون كلمة جمعة رجب الاخيرة، ركز السيد عبدالملك رضوان الله عليه ، على عوامل أساسية لا يمكن تجاوزها للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة ، فدون الهوية الإيمانية لن نتغلب على تحديات واقعنا الاقتصادي ولن نعزز مكامن الضعف بالقوة ولن ننطلق نحو احداث نهضة اقتصادية من منطلق ايماني وديني ووطني ، ودون الاكتفاء الذاتي لن نتجاوز التبعية الاقتصادية للخارج وبذلك لم يتحقق الاستقلال ، فالسيد القائد يؤكد أن الكثير من الحلول لمشاكلنا الاقتصادية تدخل في إطار المفهوم الإيماني الحضاري الذي ينطلق من البناء الداخلي ليعزز عوامل القوة بكل أشكالها وأنواعها من منطلق قوله تعالي {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فالسيد يضعنا امام موجهات رئيسية للتحرك نحو بناء الوضع الاقتصادي الداخلي والانطلاق نحو تسخير موارد هذا البلد وامكانياته لإحداث تنمية حقيقة تعود بخيرها على الوطن والمواطن اليمني ، ويضعفنا في الخطاب أمام عدة تساؤلات منطقية عن وصول واقعنا الاقتصادي في بلد يمتلك عناصر الإنتاج الأساسية من موارد أولية أساسية للصناعة ومن ثروة بشرية كبيرة وقادرة على تحويل تحقيق توازن ردع اقتصادي في ظرف سنوات قليلة في حال ما استشعر الجميع مسئوليتهم امام انفسهم ووطنهم وفجروا الطاقات ، وانطلقوا بإيمان وثقة بالله نحو تحقيق اكتفاء ذاتي ، فاليمن الذي يعتمد على اكثر من 90% من احتياجاته من الأسواق الخارجية ويحتل المراتب الأولى كأفقر دولة في العالم غني بالموارد والثروات ويمتلك فرص متعددة ومتنوعة في مختلف الجوانب الاقتصادية وبإمكانه في حال ما تعاضدت جهود القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال مع الجانب الحكومي لبناء الاقتصاد من الداخل وفق خطط واقعية مدروسة ، سيحقق المستحيل اقتصادياً.

فالاكتفاء الذاتي لا بديل عنه ، فالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي يقول إن “كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط به تماماً ارتباطا كبيراً الاهتمام بالجانب الاقتصادي، كون الاكتفاء الذاتي يجعل الامة قادرة على أن تقف في مواجهة اعدائها، ويضع العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في قائمة الأولويات ، ويضرب في ذلك أكثر من مثال منها أن المدارس والمساجد والكهرباء لو ضربت من قبل العدو سيكون لها بدائل ولن تدفع المواطن إلى الاستسلام مقارنة بان يستلب العدو لقمة عيشهم .

نظرة إلى خطاب السيد القائد في مناسبة جمعة رجب 1441هـ

أ/ محمد عيسى.

توصيف الخطاب:

كان خطاب السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذه المناسبة خطابا متميزا عن خطاباته السابقة خلال 15 عاما مضت من عمر المسيرة القرآنية.

هذا الخطاب المهم والمتفرِّد عكس أهمية المناسبة (جمعة رجب) لدى القيادة الحكيمة وإدراكها لدورها وأثرها في بناء شعبنا، وترسيخ هويته وعوامل القوة فيه.

– هذا الخطاب اختزل فيه السيد القائد -يحفظه الله- تجاربه السابقة وخبرته التراكمية في التربية والإرشاد وقيادة الأمة وهدايتها ، إضافة إلى ما وهبه الله من علم وقدرات ، وقدَّم لنا فيه خلاصة القول والحقيقة الصافية في خطاب لن يتكرر في عصرنا الحاضر.

– تميز هذا الخطاب بسهولته وتدرجه وحسن تقسيمه، رغم أنه تطرق لعدة جوانب شائكة.

– لقد كان خطابا للقلب والنفس (الضمير)، خطابا للعقل الواعي واللاواعي، خطابا للفرد، خطابا للشعب، خطابا للأمة الأسلامية كلها.

– فيه جوانب كثيرة؛ فهو خطاب تربوي توعوي تثقيفي، وهو أيضا خطاب سياسي، اقتصادي، عسكري.

– وهو خطاب فلسفي اجتماعي واقعي متوَّج بالقرآن.

– وهو خطاب مستقبلي حضاري.

– وهو كذلك خطاب مفصلي في هذه المرحلة الزمنية للأمة الإسلامية وللشعب اليمني على وجه الخصوص.

الحديث عن الإيمان:

 

عندما تحدث – يحفظه الله- عن الهوية الإيمانية لشعبنا اليمني تطرَّق للحديث عن الإيمان وأثره في واقع الأمة كلها، ليس بطريقة الخطباء والمتكلمين، بل بأسلوب عذب صادق تلمس أنه نابع من إيمان حقيقي راسخ، ومن تجربة واقعية ملموسة.

– شخَّص الأمراض التي تفتك بالأمة وتكبلها متدرجا في شرحه لمفهوم الإيمان من العموم إلى فئة المنافقين إلى أن وصل لمعاجلة مشكلة الإيمان غير الواعي الذي لا يتحمل الفرد فيه المسؤولية، مسميا إياه (إيمان الأعراب).

– بين الخلل والخطورة ، وأوضح المفاهيم الصحيحة بأسلوب مقنع بدون تهجم ولا سخرية من أحد، وربط ذلك بواقعنا اليمني وواقع الأمة من حولنا.

– هكذا أولياء الله أعلام الهداية رحمة للأمة، هداية للناس، نعمة للبشرية؛ كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.

أهمية هذا الخطاب:

تكمن أهمية هذا الخطاب في محتواه وما عالجه من نقاط خلل في الأمة، وفي التوقيت المرحلي بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الله تعالى على أيدي أوليائه، وبعد الفضائح المتتالية للخونة وعملاء اليهود والأمريكان سواء في يمن الإيمان والحكمة أو في سائر أمتنا الإسلامية، ويمكن تفصيلها كالتالي:

1- أنه خطاب استنهاض للفرد وللأمة للقيام بدورها ومسؤولياتها.

2- أنه وضع الركائز الأساسية والمهمة لمستقبل اليمن والأمة الإسلامية.

3- أنه أتى في مرحلة تحوُّل نحو بناء اليمن الحر المستقل.

4- أنه أرسى مداميك القوة والعزة للاستقلال وبناء حضارة إسلامية عظيمة.

5- أنه خطاب علاجي عملي مترجم إلى برامج عملية في كل المجالات الإيمانية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.

أخيرا:

يجب أن يدرك شعبنا اليمني عظمة نعمة الله علينا بهذا العلم الهادي والرمز القائد الحكيم صانع ملحمة الصمود اليماني والنصر ووالعزة والتحرر ، وأن نشكر الله بالاستجابة العملية لكل إرشاداته وتوجيهاته التي فيها فوزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة.

فسلام الله عليك سيدي ما بقي الليل والنهار.

والسلام عليكم ورحمة الله

كلمة السيد القائد تدشين لمرحلة جديدة

/ محمد أبو نايف

يجب أن نفهم جميعاً  كلمة السيد القائد حفظه الله اليوم أنه تدشين لمرحلة جديدة  للمواجهة مع العدو في كل المعارك , معركة مواجهة الحرب الناعمة ومسخ الهوية الإيمانية اليمانية, والمعركة العسكرية.

فعلينا جميعاً الحشد والتعبئة العامة – ستكون هي الأكبر على الإطلاق – ودعوة عامة لكل الشرفاء الأحرار في اليمن لتحمل مسؤولية الدفاع عن كرامة الانسان وشرف الأرض والاستعداد لمرحلة قادمة لتحرير كل شبر في البلد وطرد الغزاة المحتلين ومن معهم من العملاء والمرتزقة – الأدوات الرخيصة – الذين يخسرون حياتهم دفاعاً عن الجنود الامريكيين  والسعوديين والإماراتيين

علينا جميعاً أن نجاهد في سبيل الله ونكون كما أراد لنا الله أن نكون ونحفظ الأمانة ووصايا الشهداء العظماء – سادة كل هذا الوجود – ونركز على وحدة الموقف والكلمة ونعزز الموقف الاستراتيجي في معركة التحرر والاستقلال بالنفير خفافاً وثقالاً ونرفد الجبهات بكل ما لدينا ونكون من القائمين الذين فضلهم الله على القاعدين درجات كما جاء في القرآن الكريم

فالعدو يخوض في اليمن معركته مع القيم والأخلاق العربية والاسلامية ويحاول بكل ما يملك من قوة ومقدرات أن يحدث اختراق في منظومة قيم المجتمع اليمني بالاستقطاب غير المسبوق في شراء الذمم وتجنيد العملاء المحليين ومسخ الهوية الإيمانية اليمانية وتدجين الشباب وتطويعهم لتقبل الثقافة الغربية تدريجيا حتى صارت الخيانة وجهة نظر وحق في الاعتقاد وحرية تعبير والخلاعة والمجون والفاحشة سلوك شخصي وحرية شخصية ومن هذه التفاهات التي تتحفنا بها ثقافة الانفتاح الماجن والخليع حتى صار الكلام عن الكرامة والشرف والحريّة الحقيقية ترف وخيال بعيد عن الواقع نظراً لقصور في الوعي وضعف في الانتماء وضيق أفق ضحايا العدو من كل هذا الاستهداف الرهيب ، فقد حاولوا منذ عقود من الزمن تدمير كل أركان الهوية الإيمانية اليمانية والقضية الأساس وقيم المجتمع وأخلاقه وثقافته الأصيلة التي تفخر بها القبائل اليمنية منذ آلاف السنين ولكن العدو فشل فشلاً ذريعاً في تدمير ثقافة الشعب اليمني الأصيل وظل محافظاً على هويته ومبادئه وقيمه العظيمة التي عرف بها لأنها هي رصيده الأخلاقي الكبير بين الشعوب والأمم ، وبالرغم من أن الأعداء استطاعوا نهب الآثار اليمنية القديمة وتدمير الكثير من تراث المجتمع اليمني وما يدل على إرثه الحضاري الكبير الا أنهم بالرغم من حجم الاستهداف الكبير جداً لم يستطيعوا أن يخترقوا منظومة أفكار المجتمع اليمني الأصيل ولهذا تقول القبائل اليمنية أن من يقبل العيب الأسود أو يرضى به عائب وليس يمنياً أصيلاً وسنت الأعراف والنواميس التي هي نظامنا القيمي الأخلاقي اليمني الأصيل أحكامها في كل قضية وموقف وحددت لنا مسارات محددة واضحة وصريحة لا غنى لنا عنها ولا عِوَض لأنها منهج حي لسلوك الانسان قرنت بشرع الله الذي هو وحي الله لنبيه الكريم لأنها مكملة لمكارم الأخلاق الانسانية اقترنت بالحكم والعدل كما أمر الله العزيز .

حاول الأعداء اختراق منظومتنا الاخلاقية وفشلوا لأن في اليمن قبيلة عظيمة ورجال ونساء كالجبال شامخون معتزون بهويتهم وثقافتهم الإيمانية اليمانية لم يركعوا أمام المغريات ولَم يدلوا أنفسهم لمن يقايضهم ويساومهم ببيع دينهم وأخلاقهم وهويتهم مقابل أن يسلموا من استهدافه لهم ولَم يفرطوا بالرغم من كل الترهيب الذي لاقوه ولا ضيق الحال والحاجة أثرت بهم أبداً ،

كل ذلك من أجل الوصول الى نقطة يكون فيها الانسان مجردا من العزة والكرامة والشرف يقبل بها كما هو حال اذناب العدو في الشرعية المزعومة  ليكون هيناً عليه القبول بانتهاك عرضه وكرامته وشرفه ليتقبل افعال اليهو د ويرضى بالتطبيع مع اسرا ئيل الذي هو محور اهتمام الشيطان الأكبر أمريكا ومشروعها الرئيسي في المنطقة العربية ليرى ان الشرف والعرض والكرامة مسألة شخصية وقضية فيها نظر …!

هذه هي دوافع العدو من ارتكاب المحرمات والجرائم الكبيرة في ديننا ومجتمعنا لنقبل بها ونسكت عنها لتضيع في نفوسنا قيمة المرؤة والدفاع عن العرض والشرف والحمية وهذا ما لن ينجح فيه العدو لأن في اليمن من يرى في استمرار حمل الأجيال لهذه القيم حياة أبدية وخلودها وعزاً لا نظير له واليوم سيزيدنا نحن اليمانيون الاصلاء أبناء القبائل اليمنية التي يعرفها القاصي والداني عزماً وبأساً وقوة لمواصلة الدفاع عن كرامتنا وشرف الارض والعرض والسيادة ووالله أنا لننكل بالعدو ومرتزقته في كل شبر من أرض اليمن ونعد الغازي المحتل بتغيير كبير في قواعد الاشتباك والمواجهة لن يستطيع معها صبراً ولن يجد من دون الفرار من هذه المواجهة سبيلا..

الذي أوجع الأعداء ثبات وصمود هذا الشعب اليمني العظيم والتحدي والاقدام والاستبسال في المواجهة ومواصلة الكفاح والاستمرارية في رفد الجبهات بالمقاتلين والإمدادات بأنواعها خلال الخمس السنوات من العدوان على اليمن

ولاسيما في ظل هذا الحصار الظالم ، وهذا هو ما يقهر الأعداء لأن هذا الشعب العظيم بإمكانياته المحدودة وقدراته وموارده لايزال يتصدر مواقع الهجوم وليس الدفاع في المعركة وبدلا من تحوله الى حالة الإنهاك والتفكيك الذي انهك هو العدو والذي تفككت جبهته هو العدو لأن هم هذا الشعب في أرضه لديه قضية محقة قضية عادلة ومتوكلين على الله في كل ما يفعلون من اعلى هرم القيادة حتى الأطفال في الروضة .. كلهم يحملون الهوية الإيمانية اليمنية الأصيلة وينتمون الى رسول الله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله ..

الله الله في البصيرة البصيرة وهنا نقصد الوعي وقوة الإيمان .. الله الله في العمل الجاد والاستقامة ولتكن الخطوات مطمئنة واثقة بنصر الله ولطفه وتأييده … النتيجة على الله وليست علينا …

المنقذ من الضلال ، والهادي إلى سبيل الرشاد

أما قبل ُ :

منذ أُميطت عني التمائم ، وأنيطت بي العزائم ووعيت نفسي ، وأدركت حسي عازما ً رحلة َ البحث عن ذاتي وعن الله وطريق الخلاص ومنهج الرشد وسفينة النجاة .

مذ ذاك وأنا لا أسمع ُ بتيار ٍ إلا وعرجت عليه

ولا منفذ ٍ إلى نور ٍ هاد ٍ إلا وولجت إليه

ولا هاد ٍ إلا ويممته

ولا هَدْي ٍ إلا وتيممته

ولا منهل ٍ إلا وانتهلته

ولا ديدنِ قوم ٍ ، يزعمون أنهم إلى الهداية هُدَاة ً ، وعلى الراية ِ حُداة ً ..إلا واقتفيت أثر ديدنهم ، وصحبت رفقة َ شيعتهم .

…………….

ولم أر بعد استهداء ٍ من ربي ، واسترضاء ٍ من لُبي

واستئناس ٍ من نفسي ، واسترشاد ٍ من أُنسي

غيرَ طريقِ هذا الشاب طريقا ، ولا غيرَ قوله في مؤانسة وحشة الروح رفيقا

ولا راية ً هي أهدى إلى الطريق من رايته ، ولا في غياهب الظلم من مرشد أدل من دلالته

ولا رأيا ً هو أقرب إلى القرآن من رأيه وروايته ، ولا شراعا ً منج ٍ من لجج البحر من شراعه وسفينته

ولا والله ما علمت ُ في نحل وطرق ِ الناسوت من دال ٍ على اللاهوت من نحلته وطريقته

ولا وفادة ً أكرم ولا أنقى ولا أدل ولا أسمى من وفادته

ولا أهدى هدى ً بين الهادين من هَديه وهِدايته ، ولا أقوم َ قيلا ً بين قول ِ المُلْقِين من قِيلِهِ ومقالته

……………..

أما بعد :

إنه وأيم ُ الله يا قوم ُ لهو المنقذ من الضلال

وهو لعمري الهادي بالحق إلى سبيل الرشاد

فوا عجبي لمن عرف حقيقته وتيقن شِرعته من المستهدين َ ، كيف لا يقتفي أثره ، ولا يستن طريقته ، ولا يقصد منهله

ووا عجبي لمن استدل عليه من الضالين الظالمين كيف لا يجهد في محاربته وعداوته

…………..

فيا أصحابه وحوارييه

اتبعوه بوعي وصاحبوه بصدق ، فوالله إنه لصاحبكم ورائد وِفادتكم

ويا أعداءه ومحاربيه

جدوا في عداوته وحربه بعزم ، فوالله إنه لمنكس ُ شأنكم ومبيد ُ شأفتكم

قد يعجبك ايضا