إسناد غزة أصبح ضرورة لمواجهة مخطط إخضاع الأمة

الحقيقة:

تتجاوز القضية الفلسطينية كونها نزاعًا على أرض، لتصبح محور صراع أيديولوجي ومحطة رئيسية في مشروع إقليمي أوسع تقوده الولايات المتحدة و”إسرائيل”, فبينما يواجه الشعب الفلسطيني عدوانًا مستمرًا، تتكشف أبعاد مخطط “تغيير الشرق الأوسط” الذي يستهدف إخضاع المنطقة بأسرها للهيمنة الإسرائيلية, يُعد إسناد فلسطين في هذا السياق، ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة استراتيجية لمواجهة هذا المخطط الذي يستهدف الجميع.

حقيقة العدو الإسرائيلي في الرؤية القرآنية

الخطاب السياسي في المنطقة يحتم ضرورة فهم حقيقة العدو الإسرائيلي من منظور قرآني صادق لا يشك فيه أحد، (ومن أصدق من الله حديثًا)؟؟

يخبرنا الله في كتابه بحقائق ثابتة عن هذا العدو كقوله تعالى: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا”, وكقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ”, وكقوله تعالى: “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ”  فالقرآن يصف بأنه عدو تاريخي للأمة.

وهذه الرؤية تؤكد أن الصراع ليس حديثًا، بل له جذور عميقة ممتدة ومستمرة, يقول الشهيد القائد السيد حسن بدر الدين الحوثي: “بـ[لن] النافية، لن يرضوا عنك أبداً مهما عملت لهم، مهما قدمت لهم، مهما أظهرت من حسن نوايا معهم، مهما أظهرت من تعاون معهم، إنهم لن يرضوا عنك أبداً.

ولن ترضى عنك اليهود، ولن ترضى عنك أيضاً النصارى حتى تتبع ملتهم، فتكون كواحد منهم صريحاً، تتبع ملتهم، وهم لن يعترفوا بك أنك قد أصبحت متبعاً لملتهم إلا بعد أن يتأكدوا منك أنك قد تخليت عما أنت عليه، عن ملتك التي أنت عليها، وعن أمتك التي أنت منها”.

فشل حل الدولتين كأداة لإيقاف المقاومة

على مدار قرن من الزمان، أثبتت تجربة “السلام” ومقترح “حل الدولتين” عدم جدواها في تحقيق أي مكاسب للعرب, بل على العكس، تم استغلال هذه العناوين لخدمة أجندات أخرى, فالموقف الأمريكي و”الإسرائيلي” اليوم واضح وصريح في رفض أي حل حقيقي، حيث تُستغل مفاهيم السلام لإجهاض أي تحرك جهادي أو مقاومة ضد العدو الإسرائيلي, هذا الواقع يضع على عاتق قوى الجهاد والمقاومة مسؤولية كشف هذا التضليل وتأكيد أن المواجهة هي السبيل الوحيد لإعادة الحقوق المسلوبة.

إسناد فلسطين: واجب على الجميع

انطلاقًا من هذه الحقائق، يرى الكثيرون أن إسناد فلسطين ليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هو واجب على جميع شعوب المنطقة, ذلك أن المخطط الصهيوني يستهدف الجميع دون استثناء,  فما يحدث في غزة من إبادة جماعية وتطهير عرقي، هو جزء من مشروع يستهدف إضعاف المنطقة وتقسيمها، تمهيدًا لإحكام السيطرة عليها, وقد أعرب نتن ياهو مؤخرًا عن العقيدة اليهودية حول “إسرائيل الكبرى” بقوله: إنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وأنه متمسك “جداً” برؤية “إسرائيل الكبرى”، ويرتبط مفهوم “إسرائيل الكبرى”، الذي تروج له أوساط إسرائيلية مستندة لتفسيرات توراتية، بخرائط تضم فلسطين والأردن وأجزاء كبيرة من سوريا والعراق ومصر والخليج, ووصف تحقيقها بـ”المهمة التاريخية والروحية”.

لذلك، فإن نصرة فلسطين تعني في جوهرها حماية للأمن القومي لجميع الدول العربية والإسلامية، وتحديًا مباشرًا لمخطط الهيمنة والاستباحة الصهيونية-الأمريكية.

إن إسناد فلسطين والمقاومة ليس خيارًا، بل هو السبيل الوحيد لإحباط مخطط “الشرق الأوسط الجديد” الذي يسعى لإخضاع المنطقة بأكملها, فالوعي بحقيقة العدو، وفضح الأجندات المخفية وراء شعارات السلام الكاذبة، هي الخطوات الأولى نحو مواجهة هذا الخطر الاستراتيجي، وحماية مستقبل الأمة من الهيمنة والتقسيم والاستباحة.

الكاتب: عبدالرحمن الحمران

قد يعجبك ايضا