المشاركون في ندوة “العزة النبوية توجيه إلهي وتطبيق محمدي”: اليمنيون اليوم يُقتلون بفتاوى الفكر الضال الذي تنتهجه وتروج له المملكة السعودية
خاص / الحقيقة
دعا الشيخُ العلامة سهل بن عقيل، مفتي محافظة تعز، الشبابَ إلى تحمل المسئولية تجاه الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار في كافة محافظات الجمهورية. وأكّد العلامة بن عقيل، خلالَ محاضرة له في الندوة العلمية والأكاديمية بمناسبة المولد النبوي الشريف، أن العزة والكرامة والنجاح والحضارة ستكونُ على أيدي الشباب الذين سيعملون على تخليصِ الأمة الإسلامية من شرِّ المملكة السعودية، وستكون وحدة الجزيرة العربية على أيدي شباب اليمن الذين لا يحملون الأفكارَ الهدامة والتكفيرية.
وأضاف مفتي محافظة تعز في محاضرته، خلال الندوة التي أقامها ملتقى الطالب الجامعي بالتنسيق مع الملتقى الأكاديمي بجامعة صنعاء تحت عنوان “العزة النبوية توجيه إلهي وتطبيق محمدي”، أن الاحتفالَ بالمولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم هو احتفالٌ بالرحمة.. فالمولدُ النبوي الشريف رحمةٌ وعدالةٌ إلهية ونعمةٌ من الله سبحانه وتعالى على الإنسانية جمعاء.
وقال العلامة بن عقيل: إن ما تعيشه الأمة الإسلامية والعربية ومنها اليمن من كَرب عظيم جراء تكالب قوى الظلم والظلام؛ بسبب تجهيل المسلمين بالسيرة النبوية الحقيقية وتعليمهم ثقافةً مشوهةً والتي يقودُها الفكرُ الوهابي برعاية المملكة السعودية. وأكد بنُ عقيل أن الشعبَ اليمني شعبٌ عربي مسلم يعشقُ الشهادة لحماية الدين وأهله، وأن وحدةَ الأمة الإسلامية هي الأصل، وسيواجه العدوان السعودي بالقلم والسيف.. سيواجه برسالة الله سبحانه وتعالى التي بُعث بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النوار.
من جانبه ألقى الدكتورُ أحمد عبدالملك حميد الدين، أستاذ جامعي بكلية الشريعة جامعة صنعاء، محاضرةً تناوَلَ فيها الجانبَ السياسيَّ لخاتم الأنباء محمد صلى الله عليه وأله وسلم.. كما تناول كيف عمل الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم على تأسيس الدولة الإسلامية ونظام الحكم الإسلامي والمبادئ التي أرساها خلالَ الفترة المكية والمدنية.
كما تطرّق الدكتور حميد الدين إلى أخلاق الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعامله مع اليهود والنصارى.. وكيف كان أيضاً يتعامَلُ مع أصحابه ومخالفيه حتى أسَّس دولةً إسلامية.. مشيراً إلى أن السيرة النبوية تعرضت إلى أكبر حملة تشويه وتحريف خلالَ الفترة الأخيرة من قبل أعداء الأمة الإسلامية وقوى الاستكبار وعملائهم في الداخل.
من جانبه أكَّد القاضي عبدالوهاب المحبشي، خلال محاضَرته في الندوة، أن النبيَّ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم لم يأتِ بالذبح كما يروج له أعداء الإسلام، ولم يكن مستضعفاً أو ضعيفاً أو جاهلاً، ولم يكن رجلَ زاوية، بل كان حاضراً في كُلِّ الميادين يأمُرُ بالمعروف وينهى عن المنكر، كان شخصيةً قرآنيةً، كان أمين أمته وحاكمها وحكيمها.. كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قوياً وشديداً في وجه المستكبرين والظالمين والطاغين، كان مع المستضعفين والضعفاء، كان يخاطب الناس بالقول الحسن وكان خُلُقُهُ عظيماً.
وأضاف القاضي المحبشي: إن الدين الذي بُعث به محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم دين قوة في وجه المستكبرين، دين صمود وعزة وإباء في وجه الظالمين والحاقدين.. لم يكن هذا الدين دين استقواء على الضعفاء كما هو منهج قوى الاستكبار في هذا العصر أمريكا وإسرائيل وعميلتهما السعودية من استقواء على الشعوب الضعيفة كفلسطين والعراق وسوريا واليمن. وأكد القاضي المحبشي أن النظام الذي يتحالف مع الغرب ضد شعوبه وجيرانه لهو أضعف من عملائهم ومرتزقتهم في الميادين.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني صامد صمود الجبال ضد قوى الاستكبار والسعودية وسينتصر بصبره وجهاده في ميادين القتال والعزة والشرف.
من جهته أكد الدكتور يحيى الخزان، أستاذ أكاديمي بكلية الشريعة جامعة صنعاء، أن الواقع الذي نعيشه اليوم يحتاج إلى التذكير بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التذكير بقيمه وأخلاقه وأفعاله.. مشيراً إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم، إحياءٌ للدين، ومن المعيب على الأمة الإسلامية أن تختلفَ على الاحتفال بالمولد النبوي.
وأضاف الدكتور الخزان: إن عدمَ ترسيخ القيَم العظيمة التي كان يحملُها محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم في عقول وأفئدة المسلمين نتج عنه واقعٌ مريرٌ نعيشُه اليوم.. هناك كثيرٌ من الشبهات زرعها أعداءُ الإسلام على مدار سنوات وسنوات.. إن الاحتفالَ بالمولد النبوي مناسبةٌ جميلة من باب التذكير بأخلاق رسول الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويجبُ أن تكونَ فرصة للتفكير في أسباب ما نحن عليه من واقع.. فتراكُماتُ العصور جعلت الاحتفالَ يأخذ طابعاً آخرَ من الاحتفال بالمولد النبوي، حيث استمر الاحتفال بالمولد النبوي في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى القرن السابع ومن ثم ظهور فكر ابن تيمية الذي شوّه السيرة النبوية بآرائه المغشوشة والمغلوطة والمدسوسة.
وأكد الدكتور الخزان أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة وليس تقليداً لليهود والنصارى وليس فيه اختلاطٌ بمفهومه العام كما يروّج له التكفيريون وأعداء الإسلام.. ما نحن فيه هو امتدادٌ للفكر الضال الذي استبدل النصَّ القرآني بآراء مشايخ الضلال، امتداداً للفكر الضال الذي غيَّرَ في الإسلام.
وقال الدكتور الخزان: إن اليمنيين اليوم يُقتلون بفتاوى الفكر الضال الذي تنتهجُه وتروّجُ له المملكة السعودية، فالبُغض على أهل اليمن قديم حديث منذُ نُصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحتى مواجهتهم للفكر الوهَّابي وقوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل وعميلتهما السعودية.