اليمن ونصرة غزة : فعلها اليمنيون مع ترامب وسوف يفعلونها مع نتنياهو
– يدرك اليمنيون أكثر من أي عربي آخر أن الانسحاب الأميركي من حرب إسناد “إسرائيل” مقابل استمرار اليمن بحرب إسناد غزة، هو التعبير الأدق عن موازين القوى التي تحيط بالحرب الإسرائيلية على غزة، ولذلك لا ينتظر اليمنيون دون سائر العرب ما يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول فلسطين وغزة، واللافت أن ترامب تحدث أمس عن كل شيء إلا عن فلسطين وغزة.
– فيما يمضي نتنياهو بحرب الإبادة والتجويع ويبدو العالم كله عاجزاً عن فعل شيء لردعه، يقوم اليمنيون بإطلاق صواريخهم نحو منشآت كيان الاحتلال وعاصمته وهم يدركون أن الطريق العملي لوقف الحرب هو الزجّ بالمستوطنين في الحرب وتحويلهم إلى قوة ضغط لوقفها، والسبيل الى ذلك جعل حياتهم لا تُطاق بسببها سواء من خلال الهرولة يومياً نحو الملاجئ في حال ذعر ورعب مع تساقط الصواريخ، وإحكام الحصار الجويّ على الكيان بإقفال مطار بن غوريون بعد إقفال ميناء إيلات، ولا مانع إذا اقتضى الأمر من بلوغ مرحلة إقفال ميناء حيفا.
– على إيقاع صواريخ اليمن، التي لم يبق سواها منذ مطلع العام يصيغ المشهد الداخلي الرافض للحرب على غزة، تتحرّك مؤشرات اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي نحو اتساع حجم الذين يرفضون استمرار الحرب ويدعون إلى وقفها، وقد بلغت نسبتهم 75% بعدما كانت قبل نهاية العام الماضي 41% والفضل في هذا التحوّل لصواريخ اليمن.
– عبثية الحرب ولا جدواها وطريقها المسدود، حقائق زرعتها مقاومة غزة في رؤوس المستوطنين، لكن ذلك لم يمنع من التأقلم مع استمرارها، والتساكن مع بقائها، والذي قطع هذا المسار هو الشعور بعدم القدرة على تحمل تبعاتها وتزايد المخاطر عن استمرارها، وهاتان النتيجتان، عدم القدرة على التحمل وتزايد مخاطر الاستمرار، وراء تزايد المتظاهرين في شوارع المدن الكبرى أضعافاً خلال الشهرين الأخيرين.
– اليمن لا يبيع ولا يشتري في معسول الكلام، ومهنته فعل ما يغيّر المعادلات ولو ببطء، ألم ينجحوا دون سواهم بإقناع الأميركي بقوة منطقهم أو صواريخهم المنطقية، بأن لا جدوى من مواصلته لحرب البحر الأحمر؟
– فعلها اليمنيون مع ترامب وسوف يفعلونها مع نتنياهو.
البناء اللبنانية