حدث ترامب “الاستثنائي”!
عدنان ناصر الشامي
هو تصفيةُ القضية الفلسطينية بخطوات خبيثة، ثم يكونُ من بعدها توسيع معادلة الاستباحة وبسط الهيمنة والنفوذ الفعلي للاحتلال في المنطقة.
ترامب وجد في العرب ذُلًّا غير مسبوقٍ لم يكن يتوقّعه، وسوف يقبلون بأي شيء سيفرضه على المنطقة..
وما صرّح به أنه “سيكون هناك حدث استثنائي” لم يكن إلا لصالح تلّ أبيب وواشنطن؛ لأَنَّ هذا الانبطاح والصمت هما ما شجّعاه على أن يصنع حدثًا استثنائيًّا لكيان الاحتلال، وهو تصفيةُ القضية الفلسطينية بخطوات خبيثة، ثم يكون من بعدها توسيع معادلة الاستباحة وتوسيع النفوذ الفعلي في المنطقة.
حكام العرب وعلماء الجور والسلاطين وأبواق الإعلام المأجور للعدو الصهيوني سوف يبرّرون ذلك على أنه “سلام”، ويزعمون أنهم حقّقوا السلام لفلسطين والمنطقة.
الاجتماع الدولي الذي دعا إليه ترامب لوضع خطته، ووافقت عليه دول عربية في المقدّمة منها، ليس مُجَـرّد اجتماع عادي، بل هو أدَاة خطيرة لتثبيت الكيان الصهيوني ومنحه الحق في تصفية القضية الفلسطينية ومحوها من الوجود.
الخطر يكمن في أن هذا الغطاء الدولي يمنح الاحتلال شرعيةً لإضعاف المقاومة ونزع سلاحها وتهجير الفلسطينيين وتغيير التركيبة الديموغرافية وفرض واقعٍ جديدٍ يقتل حلم الدولة الفلسطينية، وتوسيع الاستباحة الصهيونية في قلب الأُمَّــة.
إن الموافقة العربية على خطة ترامب تعني الانخراط في مؤامرةٍ كبرى ضد فلسطين والأمة، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مشروعٍ يُدار من الخارج بعيدًا عن إرادَة الشعب الفلسطيني.
من يشارك أَو يبرّر، فهو شريكٌ مباشر في أخطر مؤامرةٍ تستهدف فلسطين والعرب جميعًا.