ذي إيكونوميست المتخصصة في الأخبار والشؤون الدولية : اليمنيون حطموا الهيبة الأوروبية وقدموا للعالم درسًا عمليًا في الحرب غير المتكافئة
المؤرخ البحري في جامعة كامبل في نورث كارولينا سلفاتوري ميركوليانو
اليمنيون قدموا للعالم درسًا عمليًا في الحرب غير المتكافئة، وكيف يمكن إحداث نتائج استراتيجية كبرى بموارد محدودة جدًا
تحت عنوان ” الحوثيون يحطمون ادعاءات أوروبا بالقوة البحرية ” نشرت مجلة “The Economist” البريطانية الأسبوعية المتخصصة في الأخبار والشؤون الدولية تقريرًا يؤكد انهيار المزاعم الأوروبية بشأن قدراتها البحرية، بعدما تلقت قواتها صفعة موجعة على يد الجيش اليمني واللجان الشعبية في البحر الأحمر.
التقرير،فضح ضعف الاتحاد الأوروبي وتخبطه في مواجهة العمليات النوعية التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن المعادية، وفي مقدمتها سفينتا “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” اللتان تم محاصرتهما واستهدافهما بنيران مباشرة، ما أدى إلى غرقهما، دون أن تتمكن العملية الأوروبية المسماة “أسبيدس” من تقديم أي دعم حقيقي لهما، رغم طلب المساعدة العاجل من طاقمهما.
وذكرت المجلة أن العملية الأوروبية، التي انطلقت في فبراير 2024 بزعم حماية الشحن البحري في البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج، لم تمتلك حينها سوى فرقاطتين وطائرة هليكوبتر واحدة فقط، في وقت كانت فيه الحاجة لتشغيل المهمة تتطلب ما لا يقل عن عشر سفن ودعم جوي كامل، بحسب تصريح قائد العملية الأدميرال اليوناني فاسيليوس جريباريس
وبينما تُنفَق مليارات الدولارات الأمريكية على إعادة تخزين الصواريخ وتوسيع عمليات “حارس الرخاء”، خُصص للعملية الأوروبية الهزيلة مبلغ لا يتجاوز 17 مليون يورو فقط، ما يعكس الهوة الكبيرة بين القدرات والشعارات.
هذا التقشف، كما يوضّح التقرير، ليس إلا انعكاسًا لعقود طويلة من العزوف الأوروبي عن بناء قوة عسكرية مستقلة، الأمر الذي جعل من دول الاتحاد عاجزة عن حماية مصالحها حتى في أبسط صورها.
وذكر التقرير أن أوروبا، التي لم تستطع توفير حماية لسفنها، كانت في الوقت ذاته ترسل حاملات طائراتها إلى المحيطين الهندي والهادئ لمجرد استعراض شكلي ضد الصين، فيما تترنح قواتها البحرية في البحر الأحمر تحت وقع الضربات اليمنية الدقيقة.
وفي إشارة إلى الفشل المؤسسي، أكد التقرير أن طبيعة عمليات مثل “أسبيدس” تخضع للموافقات السياسية المعقدة التي تتطلب إجماع 27 دولة عضو، مما يُصعّب اتخاذ القرارات العسكرية الحاسمة في الوقت المناسب. ورغم وعود بعض الدول مثل فرنسا ببناء حاملات طائرات جديدة، إلا أن مثل هذه المشاريع لن تؤتي ثمارها قبل عقد أو أكثر، ما يجعل أوروبا في حالة شلل استراتيجي.
ولفتت المجلة إلى أن السفن التجارية باتت إما تسلك الطريق الطويل حول إفريقيا، ما يضيف 20 يومًا إلى مدة الرحلة بين روتردام وسنغافورة، أو تخاطر بالعبور من البحر الأحمر رغم ارتفاع تكلفة التأمين ضد المخاطر إلى 1% من قيمة السفينة، في مقابل 0.2 إلى 0.3% قبل التصعيد الأخير.
واختتم التقرير بتأكيد أن مجرد زيادة الموارد العسكرية لن يكون كافيًا، إذ أن حاملات الطائرات نفسها تحتاج إلى حماية من الهجمات الصاروخية، والتي أثبتت القوات اليمنية قدرتها على تنفيذها بدقة وفاعلية، وسط شكوك متزايدة حول جدوى الضربات الأمريكية في ردع صنعاء.
ونقل التقرير عن المؤرخ البحري الأمريكي، سلفاتوري ميركوجليانو، قوله إن “الحوثيين قدموا للعالم درسًا عمليًا في الحرب غير المتكافئة، وكيف يمكن إحداث نتائج استراتيجية كبرى بموارد محدودة جدًا”، محذرًا من أن قوات أخرى قد تحذو حذو اليمنيين في استهداف نقاط الاختناق البحرية، ما سيجبر أوروبا وغيرها على مراجعة مفاهيم القوة والردع من أساسها.
” رغم الغارات والحصار : قوات صنعاء تغرق السفن وترعب الأساطيل”. باب المندب تحت السيادة اليمنية
وكانت المجلة نفسها “الإيكونوميست” قد اكدت في تقرير لها في الــ17 من يوليو الجاري إن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، تؤكد أن السيطرة على باب المندب أصبحت بيد اليمن وليس بيد واشنطن.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أن الموقف الدولي بدا ضعيفًا وعاجزًا حيث قوبلت هذه التطورات بردود فعل باهتة تعكس حجم الحرج الذي يواجهه الغرب أمام الوقائع الجديدة في الميدان.
وأوضحت أن قدرات اليمن البحرية تشهد توسعًا، حيث تواصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات نوعية ضد سفن الكيان الصهيوني وأخرى مرتبطة به في البحر الأحمر دون أن تتمكن الولايات المتحدة من وقف هذه العمليات التي تأتي في إطار الدعم والاسناد المقدم للشعب الفلسطيني.
وأكدت مجلة “إيكونوميست”، أن اليمن نفذ خلال أسبوع عمليتين بحريتين استهدفتا سفينتين تجاريتين هما “ماجيك سيز وإترنيتي سي” في السادس والسابع من يوليو وأسفرتا عن إغراقهما، مبينة أن أن الولايات المتحدة خفضت وجودها العسكري في المنطقة وسحبت بعض مدمراتها البحرية وهو ما سمح للقوات اليمنية توسيع عملياتها وفرض معادلة ردع جديدة عززت حضورها في البحر الأحمر.
ولفت التقرير إلى أن الغارات الصهيونية الأمريكية المتكررة ضد اليمن لم تحقق أي نتائج حاسمة تمامًا كما فشل العدوان السعودي الإماراتي في كسر إرادة اليمنيين طيلة 10 سنوات من زمن العدوان، منوهاً إلى أن اليمن لا يمتلك السلاح فحسب، بل يمتلك القرار السياسي لاستخدامه عند الضرورة، حيث وأن القوات اليمنية أثبتت قدرتها على تغيير التوازنات الإقليمية وفرض واقع لا يمكن تجاوزه عسكريًا.
الحملة الجوية الأمريكية على اليمن تفتقر إلى استراتيجية واضحة ولن تتمكن من هزيمة الحوثيين
وفي الثالث من إبريل الماضي وصفت المجلة ذاتها الحملة الجوية الأمريكية بأنها تفتقر إلى استراتيجية واضحة، مؤكدة أن هذه الغارات لن تتمكن من هزيمة الحوثيين الذين صمدوا لعقدين أمام حروب عدة، بينها حرب التحالف بقيادة السعودية، والحرب الأمريكية، والضربات الإسرائيلية.
وأكدت المجلة أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر سيظل تحديًا معقدًا مشيرة إلى إنه اصبح ملح للعودة للحلول الدبلوماسية
– أميركا تكثف قصفها للحوثيين لكنها تفتقر إلى استراتيجية واضحة
– لا تزال حركة المرور عبر مضيق باب المندب منخفضة بمقدار النصف مقارنةً بمطلع عام ٢٠٢٣.مع انهيار وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي
– لم يُفصح البنتاغون عن الكثير بشأن ما قصفه، لكن مراقبي الشأن اليمني رسموا صورةً متباينة. بعض الأهداف، مثل اهدف السيد بايدن،
– أصبح مالكي السفن الآن أكثر قلقًا بشأن عبور الممر المائي ومن غير المرجح أن يعلن الحوثيون وقفًا أحاديًا لهجماتهم، حتى في ظل القصف العنيف.
– لقد حارب الحوثيون لعقود سواء التحالف الذي تقوده السعودية، والآن أمريكا وإسرائيل، اللتين نفذتا ضربات انتقامية في اليمن.
– مع فشل الحملة الجوية فإن الخيار الأنسب ارسال ،قوات برية والذي يحظى بالفعل بدعم المملكة العربية السعودية،
– يخشى السعوديون من أن يستأنف الحوثيون هجماتهم الصاروخية عبر الحدود.. فقد حاولوا لسنوات دون جدوى إزاحة الحوثيين من السلطة، ويخشون ألا يكون وضع أمريكا أفضل حالً
”الحوثيون” متطورون بشكل مدهش وتكاليف مواجهة هجماتهم البحرية بلغت حوالي 200 مليار دولار في عام 2024
وفي الــ16 من يناير الماضي كشف تحقيق أجرته مجلة بريطانية تنامي القدرات اليمنية في عمليات اليمن المساندة لغزة والخسائر الكبيرة لتحالف ما يسمى ب”حارس الازدهار”
قال التحقيق الذي أجرته مجلة الإيكونوميست البريطانية “اليمنيون ” متطورون بشكل مدهش ويستكشفون تكنولوجيا الأسلحة الجديدة
مشيرا الى التراجع الكبير في عدد السفن المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر وازديادا في عدد السفن الصينية
لافتا الى ما تواجهه الشركات الأمريكية والبريطانية من أقساط تأمين تصل إلى 2٪ من قيمة السفينة
موضحا انخفاض أحجام الشحن من باب المندب إلى الثلثين وتم تغيير الجنسية النهائية للسفن
وقالت شركة التأمين السويدية للمجلة ان أسعار التأمين في البحر الأحمر ارتفعت بمقدار 20 ضعفا
التحقيق قال أيضا ان بعض الدول العربية أبقت قواتها البحرية بعيدة عن مواجهة “الحوثيين” لتجنب الظهور بمظهر الداعم لإسرائيل
- “الحوثيون” متطورون بشكل مدهش ويستكشفون تكنولوجيا الأسلحة الجديدة
- عدد السفن المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية تراجعت في البحر الأحمر بمقابل ارتفاع عدد السفن الصينية
- تواجه الشركات الأمريكية والبريطانية أقساط تأمين تصل إلى 2٪ من قيمة السفينة
- انخفاض أحجام الشحن من باب المندب إلى الثلثين وتم تغيير الجنسية النهائية للسفن
- تكاليف هجمات البحر الأحمر بلغت حوالي 200 مليار دولار في عام 2024
- “الحوثيون” متطورون بشكل مدهش ويستكشفون تكنولوجيا الأسلحة الجديدة
- بعض الدول العربية أبقت قواتها البحرية بعيدة عن مواجهة “الحوثيين” لتجنب الظهور بمظهر الداعم لإسرائيل
- أسعار التأمين في البحر الأحمر ارتفعت بمقدار 20 ضعفا
- الهجمات الجوية والبحرية الأمريكية والحلفاء والإسرائيلية المتكررة على اليمن لم يكن لها أي تأثير رغم كلفتها الباهظة
- فشلت محاولة سابقة لقمع الحوثيين بالقوة، بقيادة المملكة العربية السعودية في الفترة 2015-22، وسط خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
صراع اليمن مع الغرب يرفع شعبيته عربياً ويعزز وزنه كقوة إقليمية
صراع اليمن مع الغرب يرفع شعبيته عربياً ويعزز وزنه كقوة إقليمية
وفي الــ12 من يناير من العام 2024م نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن آثار الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن منذ أيام، معتبراً أنّها ستعاظم من قوة اليمن، لأنها حولته إلى قوة في صراع مع قوى عالمية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل” ودول غربية عدة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر، “تمكّنت حكومة صنعاء من وضع نفسها في صراع مع أقوى قوة في الشرق الأوسط والقوة العظمى في العالم”، مشككة فيما إذا كانت الضربات ضد اليمن ستكون فعالة في ردعهم عن استهداف السفن الإسرائيلية.
تشكيك في فعالية الضربات
صنعاء صمدت أمام ضربات مماثلة لـ9 سنوات
وأكّد التقرير أنّ التشكيك في فعالية الضربات ناجم عن أنّ حكومة صنعاء “أثبتت قدرتها على الصمود من قبل، في وجه تحالف عسكري بقيادة السعودية قام بغزو البلاد منذ آذار/مارس 2015”.
وذكّر التقرير أنه “في ذلك الوقت، اعتقد المسؤولون السعوديون أنّ بإمكانهم إنهاء الحرب في 6 أسابيع، ولكن بعد مرور 9 سنوات، تحولت إلى ما زالوا يحاولون انتشال أنفسهم من المستنقع اليمني”، منوّهاً إلى أنّ “السعودية قاتلت في الغالب من الأعلى، وأثبتت الضربات الجوية عدم فعاليتها في إضعاف اليمن”.
قوة اليمن تعاظمت خلال الحرب.. ويمكنهم تجديدها
واستخلص التقرير، رغم انحيازه إلى جانب التحالف الغربي ضد اليمن، أنّه من غير المرجح أن يتمّ ردع حركة أنصار الله التي خرجت أقوى من حرب استمرت 9 سنوات، من خلال بضع غارات لقوات التحالف.
وبحسب التقرير، فإنّ القوات المسلحة اليمنية تزوّدت على مدى العقد الماضي بمخزون متنوع من الصواريخ المضادة للسفن، بما في ذلك صاروخ “بافيه” الذي يبلغ مداه 800 كيلومتر، وهم يشغلون الآن ما يصل إلى 6 أنواع مختلفة من صواريخ كروز المضادة للسفن، و6 أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وفقاً لدراسة أجراها فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأشار التقرير إلى أنّ “التحذيرات الغربية والتسريبات في الصحافة منحت اليمنيين أسابيع لتفريق وإخفاء أسلحتهم، وكثير منها صغيرة الحجم ومتحركة نسبياً، ومن غير الواضح كم من هذه الترسانة نجت من القصف”.
ولفت إلى أنه “إذا ظلّت الترسانة سليمة إلى حد كبير، فسيكون اليمنيون قادرين على الاستمرار كما كانوا من قبل، أو الوفاء بوعدهم بتوسيع الحملة”، مبيناً أنه “على المدى الطويل ستكون صنعاء قادرة على تجديد مخزونها واستجلاب أنظمة صاروخية جديدة مفككة – يمكن تفكيك الصواريخ المضادة للسفن بسهولة نسبية.
الصراع مع الغرب يعود بفوائد على اليمن
رفع شعبيتهم عربياً
من جهة أخرى، فقد رجّحت “ذا إيكونوميست” أن يكون للصراع مع الغرب “فوائد أخرى بالنسبة لليمن، فقد أكسبهم حصارهم لإسرائيل إعجاباً جديداً في جميع أنحاء العالم العربي، حيث استفادوا من المشاعر المؤيدة للفلسطينيين، بينما تقف الدول العربية متفرجةً عاجزةً أمام الحرب في غزة”.
وقدّر التقرير أنّ “استهداف القوات اليمنية من قبل الولايات المتحدة، في حين أن معاداة واشنطن تتصاعد بسبب دعم بايدن لـ”إسرائيل”، سيزيد من شعبيتهم.
تعزيز موقفهم في المفاوضات مع السعودية
كذلك، يمكن أن يعزز ذلك أيضاً موقفهم في محادثات السلام مع السعودية، يحلل التقرير، لافتاً إلى أنه “قبل بضع سنوات ربما كان السعوديون سيهتفون للضربات الغربية على اليمن، ولكنهم اليوم في موقف حرج، حيث يدعون إلى الهدوء خشية أن يقرّر اليمن توسيع حملته من خلال استهداف دول الخليج بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار، كما فعلوا مئات المرات خلال الحرب منذ 9 سنوات”.
واعتبر التقرير أنّ “أحداث الشهرين الماضيين ستعزز لدى السعوديين سبب رغبتهم في التوصل إلى اتفاق وإنهاء حربهم مع صنعاء، حتى لو ترك ذلك حركة أنصار الله هي القوة المهيمنة في اليمن”.
وشدّد التقرير على أنّ واشنطن “لا تريد أن تنجر إلى صراع طويل آخر في الشرق الأوسط، بينما ليس لدى صنعاء مثل هذه المخاوف، فلقد صمدت قواتها أكثر أمام قوات الرئيس السابق، الذي خاض سلسلة من الحملات الوحشية ضدهم، واستنفدوا التحالف الذي تقوده السعودية”، معتبراً أنهم الآن “بلا شك مسرورون لأنهم اجتذبوا واشنطن إلى عمليتها المفتوحة”.