شركات جديدة توقف رحلاتها: أزمة نقل جويّ في إسرائيل

أظهرت النتائج الأولية للحظر الجوي الذي تنفّذه قوات صنعاء ضد كيان العدو، من خلال هجمات متلاحقة طاولت مطار «بن غويون» في تل أبيب منذ مطلع الشهر الجاري، وجود أزمة نقل جوي إسرائيلي، لا تفتأ تتسبّب بأضرار اقتصادية للعديد من القطاعات كالسياحة والتصدير، خاصة أن المطار المذكور كان يُستخدم لتصدير نحو 400 ألف طن من الصادرات الإسرائيلية. وكان أسهم الحصار البحري اليمني المفروض على الكيان خلال الأشهر الماضية، والذي أغلق عملياً ميناء إيلات على البحر الأحمر، في تنامي الشحن الجوي عبر مطار «بن غوريون».

وأكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن «قرار اليمن بشأن الحصار الجوي كان أحد أهم القرارات التي تمّ تدارسها مع حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «أنصار الله تتابع آثار الهجمات التي تنفّذها ضد مطار بن غوريون، وتعمل على تعميق أزمة النقل الجوي الإسرائيلي بتنفيذ المزيد من الهجمات»، مضيفاً أن «هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة الضغط الأقصى التي تعتمدها صنعاء ضد العدو، بهدف إجباره على وقف الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه».

ودفعت تلك التطورات شركة «رايان إير» الإيرلندية إلى إلغاء جميع رحلاتها إلى مطار «بن غوريون» حتى الرابع من الشهر المقبل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدير الشركة التنفيذي قوله إن الشركة تدرس نقل طائراتها من المطار المذكور إلى وجهات أوروبية بديلة إذا لم يتم حلّ المشاكل الأمنية المستمرة في «بن غوريون». ووفقاً لوسائل الإعلام العبرية، فقد تراجعت شركة الطيران اليونانية «إيجيان إيرلاينز»، بدورها، عن قرار سابق باستئناف رحلاتها في موعد كان محدّداً أمس، وأرجعت إرجاءها قرار العودة إلى استمرار المخاطر الناتجة من التهديدات اليمنية للمطار. وخلال الأسبوعين الماضيين، اتّسع نطاق امتثال شركات الطيران الدولية لقرار صنعاء، وإن بدافع المخاوف.

شركة «رايان إير» الإيرلندية تلغي رحلاتها إلى مطار «بن غوريون»

وربطت شركات طيران كندية وبريطانية وفرنسية وأميركية وإيطالية قرار عودة رحلاتها بتراجع مستوى التهديدات التي تفرضها القوات اليمنية على مطارات إسرائيل.
ويأتي ذلك وسط تقليل الإعلام العبري من جدوى أي هجمات إسرائيلية على اليمن. وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «Globes» الإسرائيلية، أمس، عن العميد المتقاعد في جيش الاحتلال، شموئيل إلماس، قوله إن «الغارات الجوية الإسرائيلية على اليمن، وآخرها الهجوم الواسع على ميناءَي الحديدة والصليف، لا تؤدّي إلى إضعاف الحوثيين. بل على العكس، تُعزّز حضورهم الشعبي والسياسي وتزيد تماسكهم الداخلي».

وأضاف أن «الهجوم الذي شاركت فيه 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية، وأسقطت خلاله 35 قذيفة بعد عبورها أكثر من 2000 كيلومتر، وُصف بأنه إنجاز تقني وعسكري، لكنه في جوهره يفتقر إلى البصيرة الإستراتيجية، إذ يعتقد صانعو القرار في تل أبيب بأن الحوثيين سيتأثّرون بضرب البنية التحتية ومصادر الإمداد، غير أن الواقع اليمني يُكذّب هذا الافتراض».

وأوضح أن «حكومة إسرائيل تُكرّر الخطأ نفسه الذي وقعت فيه السعودية والإمارات خلال سنوات الحرب السابقة، حين اعتقدتا بأن القصف المكثّف سيؤدّي إلى سقوط الحوثيين»، مشيراً إلى أن «الحلول المتاحة أمام إسرائيل لمواجهة التهديد الحوثي باتت محدودة: إما وقف إطلاق النار في غزة، بما يُسهم في تهدئة الجبهات المتعدّدة، ومنها اليمن، وإما الاستمرار في ضرب الحوثيين. والخيار الثاني لن يُسفر إلا عن تعزيز موقع عبد الملك الحوثي سياسياً واجتماعياً في بيئة يمنية مفكّكة ومشحونة، تزداد فيها قيمة من يتحدّى الغارات لا من ينهار تحتها».

رشيد الحداد الثلاثاء 20 أيار 2025

قد يعجبك ايضا