صنعاء: العمليات العسكرية مستمرّة… وسلاح المقاومة مقدّس

حذّر قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، من خطورة تماهي بعض الأنظمة العربية مع المخطّط الأميركي – الإسرائيلي الهادف إلى تجريد شعوب المنطقة من سلاحها الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي.

حذّر قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، من خطورة تماهي بعض الأنظمة العربية مع المخطّط الأميركي – الإسرائيلي الهادف إلى تجريد شعوب المنطقة من سلاحها الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ المشكلة لا تكمن في سلاح أحرار الأمة، بل في سلاح العدو الإسرائيلي ومخطّطاته لنزع سلاح المقاومة.

وأشار السيد الحوثي، في كلمة ألقاها مساء الخميس ونقلتها وسائل الإعلام الرسمية في صنعاء، إلى أنّ سلاح المقاومة شكّل عقبة كأداء أمام المخطّط الإسرائيلي لإقامة ما يسمّى بـ«إسرائيل الكبرى» في أثناء العقود الماضية، معتبراً أنّ القبول بمعادلة نزع السلاح هو قبول بالعبودية من قبل بعض الأنظمة العربية التي انساقت وراء هذا المخطّط الصهيوني المكشوف.

وأضاف أنّ تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تمثّل استهانة بكل الأمة، ومع ذلك «لا يجرؤ أي زعيم عربي على الردّ عليها»، مؤكّداً أنّ الصهاينة يتحرّكون وفق مشروعهم انطلاقاً من ثقافتهم ومعتقداتهم التي تحكم سياساتهم.

وأكّد الحوثي أنّ الجرائم اليومية للاحتلال في فلسطين ولبنان، بالشراكة مع الولايات المتحدة، كافية لرسم صورة واضحة عن حقيقة هذا العدو، داعياً علماء الدين والمثقّفين إلى التمسّك بما جاء في القرآن الكريم من حقائق حول المشروع الصهيوني وخطورته وعدم التنكّر لها تحت أي ظرف.

وفي كلمته الأسبوعية التي يناقش فيها مستجدّات المنطقة، اتّهم قائد حركة «أنصار الله» الحكومة اللبنانية بارتكاب «خيانة واضحة» بحق لبنان، عبر تبنّيها الورقة الأميركية التي وصفها بأنها مليئة بالإملاءات الإسرائيلية، مؤكّداً أنها تمثّل خطراً على وحدة لبنان وسيادته.

وقال الحوثي إنّ العدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته الجسيمة لاتّفاقه مع الدولة اللبنانية، بلا أي اعتبار للضمناء الدُّوليين، مشدّداً على أنّ هذه الخروقات هي «عدوان صريح» بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأشار إلى أنّ الورقة الأميركية ليست في مصلحة لبنان، إنما تهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية وتحويل الحكومة اللبنانية إلى «شرطي للإسرائيلي»، معتبراً أنّ القرار الذي تبنّته بيروت ليس قراراً لبنانياً حرّاً أو مسؤولاً، بل هو قرار أميركي – إسرائيلي فُرض بالإملاءات والضغوط.

وفي سياق انتقاداته، اعتبر الحوثي أنّ الحكومة اللبنانية تُظهر حساسيّة مفرطة حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان، بينما تمارس خضوعاً مهيناً أمام الاعتداءات الإسرائيلية، لافتاً إلى أنّ بعض المسؤولين اللبنانيين يتبنّون المنطق الإسرائيلي ويواجهون المواقف التضامنيّة مع المقاومة بلهجة «مدّعية للسيادة»، في الوقت الذي يخضعون فيه بالكامل للإملاءات الصهيونية. وأكّد أنّ العدو الإسرائيلي يسعى إلى تجريد لبنان من السلاح الوحيد القادر على حمايته، في إشارة إلى سلاح المقاومة، موضحاً أنّ الجيش اللبناني لن يتلقّى أي قرار سياسي رسمي بمواجهة الاحتلال وأنّ تجارب الأربعين عاماً الماضية أثبتت أنّ التحرير تحقّق بفضل المقاومة لا عبر مؤسسات الدولة.

وانتقد الحوثي الموقف الرسمي العربي وعدم اتّخاذ الدول العربية أي إجراءات ضدّ إسرائيل، لافتاً إلى أنّ دولاً أوروبية علّقت اتفاقيات تجاريّة مع الكيان، باستثناء الأنظمة العربية المطبّعة.

وكشف السيد الحوثي عن تنفيذ قوّاتهم عملية عسكرية ضدّ سفينة مخالفة لقرار الحظر اليمني، تابعة لشركة ملاحة متعاونة مع الكيان الإسرائيلي، في أثناء عبورها من أقصى البحر الأحمر، مؤكّداً استمرار عمليات الإسناد العسكرية لغزة في عمق العدو دون توقّف. وفي هذا الإطار، أعلن متحدّث قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان، عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة بصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2»، استهدفت مطار «اللد» الفلسطيني المسمّى إسرائيلياً «بن غوريون»، ما تسبّب في هروب الملايين من المستوطنين إلى الملاجئ وأدّى إلى تعليق الحركة الملاحية في المطار المحتل.

وكان الإعلام العبري قد اعترف بتعرّض الكيان إلى عملية هجومية جديدة مصدرها اليمن فجر الخميس. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنّ السكان سمعوا دوي انفجارات وسط إسرائيل من دون أن يتمّ تفعيل صافرات الإنذار، وأشارت إلى أنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تصدر إشعارات أوّلية كما جرت العادة خلال الأشهر الأخيرة لتحديد المناطق التي قد يتمّ تفعيل الإنذارات فيها، مؤكّدة توقّف حركة الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون جرّاء الهجوم.

وفي السياق نفسه، بعثت قوات صنعاء البحرية تطمينات لكافة السفن والشركات الملاحية غير المتورّطة في التعاون مع الكيان الإسرائيلي، منحتها حق المرور الآمن من البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ووفقاً لمصادر ملاحية محلّية، بدأت قوات صنعاء البحرية، اليوم الخميس، فرض إجراءات جديدة لضمان الإبحار الآمن للسفن في البحر الأحمر.

وأفادت منصّة «لويدز ليست إنتليجنس» في تقرير لها بأنّ من وصفتهم بـ«الحوثيين» أصدروا مجموعة جديدة من الأسئلة الشائعة (FAQS)، معتبرة أنّ الخطوة تهدف لطمأنة السفن الملتزمة بشروط حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وتضمنّت الخطوات، وفق المنصّة، توضيح قواعد المرور الآمن عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب، على ألّا تكون السفينة مرتبطة بجهات أو شركات مدرجة على قائمة العقوبات اليمنية.

كما شملت التوجيهات الجديدة ضرورة إرسال السفن طلباً إلى مركز تنسيق العمليات الإنسانية قبل يومين من دخول المياه الإقليمية اليمنية، مع إبقاء نظام التعريف الآلي للسفن قيد التشغيل، وتوضيح بيانات ميناء الوصول والردّ على النداءات.

واعتبرت المنصّة هذه الإجراءات «خدمة مرور مجانية» للسفن غير المحظورة، مشيرة إلى أنها تعكس سيطرة القوّات البحرية اليمنية على الممرّ الملاحي وتنظيمها لعملية المرور الآمن وإخضاع كافة السفن التجارية الدُّولية للقانون البحري اليمني.

رشيد الحداد الخميس 14 آب 2025

قد يعجبك ايضا