في وجه النفاق… كلمة حق لا بد منها .. بقلم/ حزام الأسد

بالأمس عاتبتُ أحد مشايخ السلفية الجامية على صمتهم المشين تجاه المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة، من قتل وتجويع وإبادة ممنهجة يرتكبها اليهود الصهاينة.
فكان رده أن سبب سكوتهم هو تصدّر “حماس” للمشهد، وهي -كما يقول- تنتمي لجماعة الإخوان التي لديهم عليها مآخذ كثيرة!
ناقشته بوضوح:
هل مشكلتكم حقاً مع “البدعة” كما تدعون؟
أم أنكم تتحاشون الصدع بالحق لأن العدو هذه المرة هم اليهود، هو الكيان الصهيوني وراعيه الأمريكي؟!
أليس في غزة أطفال ونساء وشيوخ ومستضعفون، بل حتى سلفيون جاميون مثلكم؟
فلماذا خذلانهم؟ أ لأن من يقاتل عنهم لا يرضي أهواء مشايخكم أو مشغّليكم؟
ألم يقل الله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وقال تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان} وقال تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم} وقال تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود}؟
الأعجب أنكم لبّيتم نداء “الاستنصار” الأمريكي في أفغانستان، وقاتلتم إلى جانب من تصفونهم بالصوفية والأشاعرة والديوبندية و”المبتدعة”! وشرعنتم القتال في حرب الكويت وأوجبتموها تحت راية أمريكا! وتقاتلون اليوم في ليبيا خلف حفتر الموصوف بالعلماني، وفي اليمن تنتحرون تحت أمرة وقيادة حراس المراقص والبارات الإماراتيين!
قولوا الحق ولو مرة واحدة:
أنتم لا تحرككم العقيدة ولا النصوص الشرعية، بل التوجيهات الأمريكية والإملاءات الصهيونية، ومنسقوها من مشائخ وأنظمة الخنا والخيانة.
أما حججكم العقدية فليست سوى قناع رثّ يغطي وجوه النفاق والارتهان.
– وفي الطرف الآخر، حين تسأل بعض “الإخوانيين” عن خذلانهم لغزة واكتفائهم بالبيانات النفاقية وتقديسهم لزعماء التطبيع من جماعتهم، يبررون مواقفهم بأن “حماس” تقيم علاقات مع إيران!
مع أن الواقع أوضح من الشمس:
إيران ومحور المقاومة هم من يساندون غزة… وليست غزة من تساند إيران! بل إن زعماءكم في قطر وتركيا أنفسهم لديهم علاقات مع إيران، فلمَ الكيل بمكيالين؟
وأين المشكلة إن تلاقت قوى الأمة في وجه عدوٍ مشترك يذبح الجميع؟!
لكنها عقدة النفاق السياسي والانبطاح باسم “المصلحة”، والتصهين المغلّف بالشعارات.
اللهم عافِنا من النفاق، واهدِ من ضلّ، وثبّتنا على طريق نصرة الحق وأهله، مهما كانت الرايات والمغريات والمخاوف الدنيوية.
اللهم كن لأهلنا في غزة، وانصرهم نصراً عزيزاً مؤزراً، وفرّج عنهم عاجلاً غير آجل.

أقرأ أيضاً للدكتور / حزام الأسد

العدوان الصهيوني على سوريا بين تواطؤ وانبطاح التكفيريين لليهود، واستباحتهم لدماء أهلهم المعصومة، واستنجاد الشذاذ بالعدو

“القوة 400″ واستمرار الدور الوظيفي لصالح أمريكا و”إسرائيل”

أمريكا ورهبة البروباغندا

قد يعجبك ايضا