قراءة عسكرية للهجوم اليمني النوعي على منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة

قراءة عسكرية للهجوم اليمني النوعي الذي استهدف منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة

 الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية رامي أبو زبيدة:

♦  الضربة التي نفذتها القوات اليمنية عبر طائرة مسيّرة على مدينة إيلات تمثل نقطة تحول مهمة في طبيعة التهديدات التي تواجه الاحتلال.

♦  هذه العملية لم تكشف فقط عن ثغرة تكتيكية في منظومات الدفاع الجوي، بل أبرزت أيضًا أبعادًا ميدانية واستراتيجية تتجاوز الحدث بحد ذاته.

فمن الناحية الدفاعية، فشل القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية في إسقاط المسيّرة رغم رصدها وإطلاق نيران الاعتراض، يؤكد محدودية قدرات الاحتلال أمام الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض وتملك بصمة رادارية صغيرة.

♦  هذا الإخفاق يُظهر أن العدو لم يعد محصنًا أمام هجمات منخفضة الكلفة ومرتفعة الفعالية، خاصة حين تأتي من مسافات بعيدة وغير متوقعة.

♦  ميدانيًا، الهجوم أدى إلى أكثر من عشرين إصابة، بينها حالات خطيرة، إضافة إلى أضرار مادية وانقطاع في التيار الكهربائي عن المنطقة المستهدفة.

♦  كما دفع البحرية الإسرائيلية إلى إعادة تموضع قطعها قرب الميناء، وهو مؤشر على أن التهديد لم يعد محصورًا بضربة واحدة بل تحوّل إلى خطر مستمر يطال البنية التحتية الحيوية والقدرات البحرية على السواء. الأثر الاقتصادي والمعنوي كان حاضرًا أيضًا، إذ إن إصابة فندق سياحي قلبت صورة إيلات كوجهة آمنة إلى ساحة تهديد مباشر.

♦  وصول المسيّرة إلى هدفها المحدد يعكس تفوقًا استخباريًا وتنفيذيًا، وقدرة على الملاحة بعيدة المدى أو التوجيه الدقيق. هذا يعني أن التهديد لم يعد عشوائيًا، بل مدروسًا وهادفًا، وهو ما يرفع من كلفته على الاحتلال عسكريًا واقتصاديًا ونفسيًا.

♦ ضربة المسيّرة اليمنية في إيلات ليست حادثًا عرضيًا بل مؤشر على تحوّل نوعي في معادلات الصراع. لقد كشفت عن هشاشة الدفاعات الإسرائيلية أمام سلاح المسيّرات، وأثبتت أن العمق السياحي والاقتصادي يمكن أن يكون في مرمى النيران تمامًا مثل الجبهات العسكرية.

♦ إنها رسالة ردع واستنزاف في آن واحد، تضع الاحتلال أمام معادلة جديدة: إما إعادة صياغة منظوماته الدفاعية وتوزيع موارده على جبهات متعددة، أو مواجهة ضربات متكررة تستنزف أمنه واقتصاده ومعنوياته في العمق.

 

قد يعجبك ايضا