مسيرة مليونية في صنعاء تجدد العهد للشهداء وتؤكد الجهوزية لنصرة فلسطين

شهدت ساحة السبعين في العاصمة صنعاء اليوم مسيرة مليونية تحت شعار «عامان من العطاء.. ووفاء لدماء الشهداء»، ما شكّل تأكيداً شعبياً واسع النطاق على ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية وتجديداً للعهد بمواصلة الدعم والإسناد للأشقاء في غزة.

المسيرة ظهرت كبانوراما جماهيرية رفعت خلالها الأعلام اليمنية والفلسطينية، وصوراً لعدد من القادة والشهداء، ومنها صورة الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، وصور الشهيد يحيي السنوار مع ترديد هتافات تؤكد الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي اعتداء وشيك على الشعب الفلسطيني.

تجمّعت الحشود في ميدان السبعين في مشهدٍ تميز بالحضور الكثيف والانسجام في الشعارات، معبرين عن فخرهم بالتضحيات التي قُدمت منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» ومجدّدين العهد بأن مسيرة الدعم والمساندة لن تتوقف. وصدحت الساحة بشعارات كان منها: «عامان بتوفيق الله.. سرنا وفق كتاب الله»، و«تضحية الشهداء وقود.. لطريق الفتح الموعود»، و«الغماري والسنوار.. قادة طوفان الأحرار»، في إظهار واضح لحالة الإجماع الشعبي حول موقفٍ متين مع القضية الفلسطينية.

وفي المسيرة ألقى عضو المكتب السياسي لأنصار الله وعضو اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأقصى، ضيف الله الشامي، بيان المسيرة الذي نوّه فيه بـ«العطاء والوفاء للشهداء» ووصف الخروج الشعبي بأنه حدث استثنائي يعبّر عن هبة شعبية لا مثيل لها، بحسب نص البيان.

وأكد البيان أن استذكار الشهداء وخصوصاً القائدين الشهيدين محمد الغماري ويحيى السنوار، يأتي لتشكيل منارة تستمد منها الأجيال العزم على المضي قدماً في خيار الجهاد والدفاع عن الأرض والمقدسات.

وإشادة البيان بدور قواتنا المسلحة والمجاهدين في مختلف التشكيلات على مدى عامين من الإسناد، معتبرين أن ما تحقق من إنجازات برهان على إمكانية هزيمة العدو بالاعتماد على الله والتضحيات، وأن الدماء التي سالت لن تنطفئ في وجدان الأمة بل تضيء دروب الصمود والثبات.. كما نوّه البيان بـدروس الصمود والتضحية التي قدّمها الشهداء واعتبرها معياراً للاستمرار في مواجهة قوى الاستكبار.

المشاركون في المسيرة عبّروا عن عزمهم على مواصلة الدعم والجهود الرسمية والشعبية لصالح الشعب والمقاومة الفلسطينية، مؤكدين استمرار المراقبة للحالة في غزة والاستعداد للعودة إلى الميادين أو اتخاذ خطوات إضافية في حال نكث العدو أو عاود العدوان،

ودعا البيان شعوب الأمة إلى العودة الصادقة والعملية إلى القرآن الكريم كمنهج حياة ومصدر نهجٍ واضح في مواجهة التحديات، في نداء شدد على طابع ديني وأخلاقي للموقف.

كما بيّن البيان أن المسيرة استحضرت أسماء وشواهد من قادة شهداء على امتداد الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، من بينهم قادة بارزون ارتقوا شهداء على طريق القدس، مع التأكيد على أن الوفاء لهم هو التزام جماعي بمواصلة ذات الطريق دون تردد أو تراجع حتى يتحقق ما وصفه البيان بوعد الله.. مشددة على أن ما تحقق من مواقف ومقاومة ليس سبباً للغرور بل دافع للاستمرار في رفع درجة الجهوزية والاستعداد.

ودعا بيان إلى توحيد الجهود الرسمية والشعبية في استخلاص الدروس من جولات الصراع الماضية، وتعزيز الاستعدادات لأي جولة قادمة، مع الحفاظ على وحدة الصف والعمل على توسيع مساحات الدعم الشعبي والدعوي والسياسي. وخلال التظاهرة كانت الصور واللافتات المدنية والعسكرية حاضرة بكثرة، في صيغة تؤكد أن رسالة المسيرة لم تكن مجرد عاطفة شعبية بل بيان موقف سياسي واجتماعي يهدف إلى تثبيت إرادة يمنية تجاه قضية الأمتين العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا