أحمد الرازحي يكتب الجزء الثالث حول تشكيل المجلس السياسي الأعلى ” من الذاكرة”

أحمد الرازحي يكتب الجزء الثالث حول ميلاد المجلس السياسي الأعلى ” من الذاكرة”

لقد حاول اعضاء الثورية العليا طرح موضوع دعوتهم للمسيرة الذين دعوا لها للمباركة للاتفاق اثناء اجتماعهم مع الرئيس الصماد لكن الرئيس لم يتفاعل مع هذا الموضوع وكأن هناك شيء يدور في جلسات أهل الشأن من ذوي الاتفاق السياسي بأنه يكفي أن تدعوا الثورية العليا للخروج في المسيرات فهناك جهةٌ ستتولى الترتيب لأي مسيرات مشتركة من الانصار والمؤتمر والشركاء والحلفاء، لقد خرج الرئيس الصماد الى موضوع أخر لشد انتباههم ولفت نظرهم الى موضوع أكثر أهمية من الدعوة الانفرادية من الثورية العليا للمسيرة قائلاً ” نحن بحاجة لفريق مشترك يحدد المنطلقات التي يتحرك الجميع على ضوئها ” .
انتهى اللقاء مع رئيس المجلس السياسي الاعلى ، وغادر الرئيس الصماد من القصر الجمهوري لكن اعضاء الثورية العليا لم يغادروا مكثوا جالسين في اماكنهم وناقشوا الاستعداد للمسيرة التي دعوا اليها ليوم الاثنين مباركة للاتفاق السياسي وكأنهم يريدوا أن يبقى لهم دوراً في الدعوة للمسيرات… وتم التواصل مع عمليات رئاسة الوزراء ومع القائم بأعمال وزير الادارة المحلية لإبلاغ المحافظات وتم التواصل مع المجلس التنفيذي لأنصار الله للمساعدة للحشد الى ميدان السبعين .
لقد لاحظت تغيُر كبير لدى بعض موظفي القصر، تغيرت تعاملاتهم مع بعض طاقم العمل من بعد اعلان المجلس السياسي الأعلى ، بالرغم أنا لا انقد سلوكهم فهذا دورهم وشأنهم هم أكثر مهنية لا يهمهم من يحكم أو كيف يحكم فدورهم لوجستي خدمي مراسيمي، فهم أعوان من حكم فقد عملوا مع الزعيم ومع هادي ومع رئيس الثورية وهناك من هم اكبر منهم سناً عملوا مع من سبق الزعيم لكنهم تقاعدوا في فترة الزعيم وهادي لكبر سنهم حسب ما بلغنا ولم نتعرف عليهم كثيرا فلم نأتي إلا وقد تم تعيينهم كمستشارين في فترة من سبقنا ومستشارين لا يستشيرهم أحد … وإن حاولت تستشيرهم في موضوعِ ما فلن تجد ضالتك عندهم فهموم الحياة وكَبدِها تشغل بالهم .
وفي بلاط الحاكم تعرف أصناف الناس عن كثب ، سواء العاملين في القصور أم الزائرين من خارج القصر ، الانتقال من مرحلة الى مرحلة تكشف لك معادن الناس. 
في 1/ اغسطس /2016 يوم الاثنين كان الخروج الى ميدان السبعين حيث الالاف من الجموع البشرية تتقاطر الى هناك لمباركة المجلس السياسي الاعلى بناء على دعوة الثورية العليا ، لقد نزل المطر بقوة وأصر الحضور على البقاء رغم زخات المطر …
كان هناك برنامج مُعد لمسيرة السبعين لم أركز كثيرا على الاستماع الى مواضيع البرنامج كان يهمني أنا والبعض أن نسمع ماذا يقول الحضور لم نجلس كطاقم عمل وسكرتارية خاصة في اماكننا التي يُحددها لنا مراسيم الرئاسة بل بقينا بين الجماهير لنسمع ما يقول الحضور وقد أسمعونا كلاماً يُثلج الصدر ويرفع الراس وهناك تُدرك عظمة الشعب اليمني وعزته وكرامته ووعيه وفهمه للحياة .
لقد القى رئيس الثورية العليا الأخ / محمد علي الحوثي خطاباً لجماهير ميدان السبعين يحمل رسائل كثيرة وفي طياته تستنتج انطباعه في التعاطي مع الموضوع بشكل عام فالخطاب الارتجالي غير الخطاب المُعد مُسبقاً ، فخطاب الارتجال حتى وإن كُتبت محدداته إلا إن التفاعل مع الموقف سيتحكم في الخطاب مهما كان حرص المتكلم على ما سيقول .
لقد كان خطاباً مختصرا لأن المطر كان ينزل بكثافة على رؤوس الجماهير كان اهم ما فيه مباركة الاتفاق ودعوة الاحزاب بما فيهم حزب الاصلاح للمشاركة في الاتفاق قائلاً:” نبارك هذا الاتفاق وندعو بقية الأحزاب بما فيهم، ولو أنه يوجد لدينا ألم كبير، ولكن وبما فيهم الإصلاح إلى أن يشتركوا في هذا الاتفاق الذي يخدم الوطن كل الوطن” 
لفت نظري قوله يوجد لدينا ألمٌ كبير ، ودعوته لمشاركة حزب الاصلاح ، وقلت في نفسي هذه الرسالة ليست صدفة ولا نتيجة الارتجال فبعد قوله لدينا ألمٌ كبير ومن ثم دعى حزب الاصلاح للمشاركة فيها رسالة يريد ايصالها.
“وأعلن عن تشكيل لجان خاصة لعودة المغرر بهم الى الوطن ،على أن تُشكل من محافظ كل محافظة ومدير أمنها وقيادات اللجان الشعبية والشخصيات الاجتماعية المميزة للتواصل والاتصال والتنسيق”.
ودعى المجلس السياسي الأعلى عند تشكيله إلى أن يعيد صياغة الدستور بما يتناسب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وختم خطابة بعبارة عاطفية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاليكترونية 
قائلاً ” أيها الأخوة إن كنا أحسنا في الفترة الماضية فلا نريد شكرا ولا جزاءً، وإن كنا أسأنا فنطلب منكم السماح والعذر” .
وقال بعض المغردين بأن خطاب رئيس الثورية العليا كان بمثابة خطبة الوداع – لعلي لا القاكم بعد عامي هذا – وطرح بعض المفسبكين بأنهم يعتقدوا بأنه سيكون ضمن المجلس السياسي الاعلى لان الاعضاء لم يكون قد تم الاعلان عنهم ولم يتم الاعلان عنهم إلا في 6/8/ 2016.
وبعضهم من لم يروق له الخطاب تناول الخطاب نقداً بحيث أن دور الثورية العليا قد انتهى ولا ينبغي تشكيل اللجان لعودة المغرر بهم فالقرار لم يعُد فردياً واصبح هناك شريك ولابد ان يكون أي قرار مشترك ويتم الاتفاق عليه في إطار الشراكة…
خلال الايام القادمة سوف نتناول بعض الانشطة التي مارسها رئيس الثورية العليا الى وقت تسليم السلطة وكيف تم التعاطي معها.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏3‏ أشخاص‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏حشد‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏لحية‏ و‏نظارة‏‏‏‏

 

قد يعجبك ايضا