أخطر ظواهر الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني : فتح وسائل الإعلام العربية الباب واسعا أمام متحدثين من دولة العدو الصهيوني بمكذبة الرأي الآخر

 

استضافة إعلاميي العدو بمكذبة الرأي الآخر جريمة حرب بجب وقفها..!

 

من أخطر ظواهر الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني وعنوانه الساخن قطاع غزة، أن تفتح وسائل الإعلام العربي، بكل مكوناتها، الباب واسعا أمام متحدثين من دولة الكيان الغازي، المنحازين كليا لموقف الحكومة الفاشية وتحالفها برئاسة نتنياهو – غانتس، تحت الخدعة الكبرى المسماة “الرأي الأخر”، التي اخترقت بها وسيلة إعلامية عربية كانت صاحبة السبق لذلك الخيار الغريب، منذ عام 1995 – 1996، في انحراف فكري – سياسي لتعريف طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي.

مناورة تلك الوسيلة كانت شرطا لحضورها، ومنها فتح لها الباب عالميا ويهوديا ترويجا ودعاية لتصبح ذات مكانة مرموقة أعادت للأذهان أساليب إعلام الاستعمار القديم، بل وبعض وسائل إعلام العدو ذاته، وقدمت خدمة جوهرية تاريخية لدولة الفاشية اليهودية بتحريف مفهوم طبيعة الصراع معها\ن وعبرها بات صوت تلك العدوانية حاضرا في البيوت العربية، بما يتركه من تضليل وتشويه للواقع، ويضعف جدا من حقيقة المواجهة السلاح الأهم.

ولعل تلك الوسيلة التي أدخلت رواية دولة العدو، استخدمت أيضا ذات أساليب المستعمرين باللجوء الى الفرق الإسلاموية لتكون قاطرة ترويجها، وتقف مدافعة عنها كونها وجدت بها ذاتها، دون أن تقف بحكم الانتهازية السياسية التاريخية لها، حول الضرر الجوهري الذي تركته من فعلتها غير القومية.

وكانت الكارثة الكبرى، عندما بدأت غالبية القنوات العربية تسير ذات نهج تلك “الوسيلة الصفراء”، وكأن وجود ممثلي دولة الكيان العدو بات شرطا للانتشار أو شرطا لـ “المصداقية”، ولذا أصبح من النادر أن تجد قناة عربية خاصة أو بعض حكومية لا تفتح بابها لرواية العدو بكل وقاحة، واحتقار للإنسانية التي يداس عليها من قبل تلك الأصوات.

فتح الباب أمام ممثلي إعلام دولة الغزو والاحتلال، هو مشاركة موضوعية فيما تقوم به، وخاصة في زمن الحرب الفاشية على فلسطين ورأس حربتها الراهنة قطاع غزة، وكل وجود للناطقين باسم العدو هو رأي معادي للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ومشاركة عملية في الحرب الإمبريالية الراهنة، بعيدا عن حسن نوايا البعض العربي.

ليس من باب احترام الرأي الآخر اطلاقا، ان يسمح لمجرمي الحرب باستغلال الإعلام العربي لترويج رواية الفاشية الجديدة، والعنصرية المكثفة وآلة القتل التي تستهدف الإنسان قبل الأرض والقضية، وللتذكير كي لا يذهب البعض في نفاق المزايدة الساذجة، هل كانت وسائل إعلام التحالف المعادي للنازية خلال الحرب العالمية الثانية تمنح مساحات للمتحدثين الألمان لشرح روايتهم في كيف تقتل الآخر، أو مسببا لقتل الآخر…

أن تسقط غالبية وسائل الإعلام العربية في فخ “الوسيلة الصفراء”، والتي اعتقد البعض أنها قادرة على تحريف حقيقة الصراع، فتلك مسألة يجب أن تتوقف الى غير رجعة، واغلاق الباب كليا أمام ممثلي دولة جريمة الحرب والفاشية المعاصرة، بعيدا عما كان من فترة سابقة، خاصة وأن الحرب تتجاوز كونها حربا مكانية محدودة ضد الفلسطيني، والذي يدفع ثمن خط الدفاع الأول عن كرامة أمة وشرف شعوبها.

المسؤولية هنا، تتطلب من المؤسسات الإعلامية والصحفية المتعددة المسميات ان تتحد في جبهة لمحاربة الوجود الفاشي اليهودي في الإعلام العربي، وأن يتم إعادة أسس العلاقة والتقييم وفقا لزمن ما قبل “الوسيلة الصفراء”، فالشعبية والانتشار لا يجب أن تكون على حساب الدم الفلسطيني والعربي.

استمرار فتح الباب للمتحدثين باسم دولة الفاشية المعاصرة ومرتكبي جرائم الحرب سيكون “شراكة موضوعية” في الحرب العدوانية على فلسطين وأهلها، أي كانت الذرائعية فلا تبرير لمجرم أو شريكه..فجهنم السياسية مبلطة بأصحاب النوايا الطيبة.

ملاحظة: دولة الاحتلال ارتكبت أوسع جرائم حربها على قطاع غزة، يوم فتح معبر رفح لإدخال ما يسمى “مساعدات” بقتلها حوالي 400 فلسطيني غالبهم من الأطفال في يوم واحد..الفاشية تعلن كل سيارة تدخل مقابلها قتل 20 انسان..مش محتاجة تعليق أبدا!

تنويه خاص: نداءات حقل الصحة بكل مسمياتها تستحق تفكيرا مختلفا في كيفية مساعداتها…الحديث عن ادخال مواد طبية يقابلها القتل ليست حلا ولا دعما..بدها  خطوات عملية لحصار “الموت السريع”..مستشفيات ميدانية برعاية مصرية وأممية..غير هيك كله كلام في كلام يا أهل “قمة السلام”.

 

كتب/ حسن عصفور

أمد للاعلام

قد يعجبك ايضا