أسرانا .. الجرح النازف في قلب اليمن …كتب /صلاح الرمام

 

إلى مَن أبعده الأسر بجسده وروحه معنا ونهجه فينا قائم.. إلى مَن لم يُرهبه القيد يومًا ولم تُفزعه الزبانية.. إلى كل مُعتقل من أجل كلمة نبيلة وهدفٍ سامٍ شريف ومسيرة قُرآنية مُقدسة .. إلى مَن أحبه الله واحب الله… إلى مَن جعل الله غايته والجهاد سبيله والشهادة أسمى أمانيه.. أزكى تحية واعذب سلام…
إن قضية الأسرى والمعتقلين اليمنيين داخل سجون الاحتلال السعوامريكي تُعتبر معلما أساسيا من معالم القضية، وعنواناً بارزاً في مسيرة جهاد الشعب اليمني ؛ إذ للأسير اليمني منزلة كبيرة في وجدان شعبه لما يمثله من قيمة معنوية ونضالية، كما غدا نموذجاً يُحتذى في الصمود والبطولة ومقاومة المحتل الأجنبي والاستعمار الأمريكي.
أسرانا هُم .. الأسود الجبابرة ..الأبطال الصامدون، الجبال الراسخة، الذين يُعذبون أكثر فيزيد شمُوخهم أكثر وأكثر، يُجوعون ولا يركعُون .. شعارهم الشهادة ولا الخضوع أو الركُوع لعنجهية السجان وعذاباته.. هُم المثل الأعلى الذي نتعلم منه الصبر والتحدي والعنفُوان والشمُوخ .. هُم الشُعلة التي تُنير درب شعبنا اليمني العظيم، هم من ضحوا في سبيل هذا الوطن وكرامة شعبه.. هم الجُرح النازف في قلب اليمن .. هُم وهُم وهُم… وتعجز الكلمات أن تُعبر عن مُعاناة هؤلاء الأسرى وعذاباتهم وحرمانهم من أعز الناس وأحبهم على قُلوبهم ..
فيآآآآآآآآآآا أصالة النقاء ، هل يطيب لنا دونكم عطر صبح أو نسيم مساء، فقلوبنا عقولنا آمالنا لكم تصبو، وتدنو لعزتكم قامة الكبرياء ، فهناك حيث انتم في عرين المجد وأسطورة العظماء، تفخر لبطولتكم الأرض ، وتبرق لأمجادكم السماء، أعذروني أيها القابضون على جمر الصبر إن نصحتكم بالصبر والصبر لكم كسوة ورداء ، واعذروني إن لم تنصفكم الكلمات ولم يلق بوصفكم الثناء ، ليت شعري ،،،، فألف قصيده ومثلها نثر أو خاطرة تعجز عن وصف حكاية اليد على قسوة القيد ، وإرادة الأمعاء الخاوية على حقد وجبروت القُضبان السوداء، فأنتم حكاية العز والكرامة ، ولكل حكاية بداية ونهاية ، وكما عهدتها الأيام سريعا تنجلي ، وقريبا سيكسر القيد و يُهزم الليل ، وتنهضون من عُمق الرُكام كما العنقاء لتُشرق شمس حُريتكم على شعبنا من جديد ،،،،،،،، ونفرح بكم في أجمل عيد ، ويحلو معكم وبكم حُسن اللقاء…
ايه الأسير الحُر إياك أن تستشعر أنك مجرد شخص محبوس وراء الشمس وخارج التاريخ!! انت في عمق المعركة، وفي قلب التاريخ، ومكانك هو الشمس التي سيبصر بها كل حر طريقة، ولهذا السبب احرص على أن تكون تجربتك صافية ناصعة واعلم أن نجاحك في بلائك سيمتد اثرة للخارج حتماً ولا بد حتى وإن استشعرت انك لا أثر لك…
أعلم أن للغائبين شهداء كانوا أو أسرى أثرا على المشاريع قد يكون انفذ وأقوى واكبر من الحاضرين وكم من فكرة علت وارتقت بموت أصحابها لا بحياتهم وكم من دعوة انطلقت بين الناس بسجن أصحابها لا بحريتهم فسنة الله قد اقتضت أن المشاريع والأفكار والدعوات اوزانها بأوزان التضحيات التي تُبذل من أجلها. 
إن الذي يظُن أن دماء الشُهداء واعمار الأسرى يمكن أن تضيع هباء فهو واهم سيئ الظن بالله لا يفقه شيئاً من سننه إنها الأمل الأكبر حين يتملك اليأس من القلوب وإنها البشارة العُظمى إذا ضاق الأمر واشتد ما دام ذلك لله وفي سبيله وعلى منهاجة وما دام الثبات هو سيد الموقف فعدم الثبات هو من يضيع كل ذلك هباء. 
إن القاعدة الكونية والشرعية والربانية والتاريخية أثبتت وما زالت تُثبت أن للدعوات والأفكار رصيد تنفق منه هذا الرصيد يكوّنة بذل وتضحيات أصحاب هذه الدعوات فالافكار تعيش بأرواح من ماتوا في سبيلها وتغتني بأموالهم وتتحرر بسجنهم هذا غير أجرهم في الآخرة. 
أيها الأسير السجين إعلم أن كل ثانيه انفقتها وتنفقها من عمرك في ظُلمات السجون وخلف اسوارها قد تحولت إلى رصيد لدينك وفكرك وقضيتك بل إلى رصيد لايمانك انت وما اعظمه من رصيد…
إن الحرية لا تكتمل ما دام للطغاة الكلمة النافذة وما دامت مبادئ الحر وقضية مُداس عليها بالأقدام حتى ولو لم يكن السجن إلا أن الحُر لأ يهدأ له بال ولآ يقر له القرار حتى تكتمل حريته كلها، كما أنك لم تسجن من أجل دنيا ولا متاع زائف تذكر أيها الحُر أنك قد سُجنت لأجل قضية كبرى يجب ألا يزيدك السجن إلا استمساكاً واهتماما بها….
نعم غابت طلتكم وطال ليل أسركم ، لكنكم ما زلتم تضخون لنا نهر العطاء : فأنتم اليد التي لاطمت المخرز حتى أُدميت بالدماء ، وهن المخرز وما انهزم فيكم سيف الآباء …
هكذا إنساننا الصامد الأسير الحُر يعيش ليله ونهاره 
كله تحد .. كله سير بخُطى ثقيلة مُتعبة مغروسةً بالأشواك تارة , وبالطين تارةً أخرى، ولكننا نسير، نتحدى الموت وأقفال الحياة، نسير بثقة كبيرة بالنفس، رافعين الرأس، ثابتين الأقدام، غير مُبالين بمساحة المُستنقعات التي تنتصب أمامنا، 
اّملين أن نتخطاها بشرف ونظافة ونجاح وتفوق، لنصل إلى السهول المزروعة بالسنابل .. وأغمار المناجل في غابات الاّمال … وأهداف وإصرار المُجاهدين الشُرفاء ، وليكن شراع سفينة صبرك الرضا، ولتعلم أنكَ بغيابك هذا عن أهلك أفضل ممن غيَّبه التُراب ولتزدد يقينًا بكرم الله فهو دائمًا عند حُسن ظن عبده به فصبرً جميل والله المُستعان على ما يفعلون.
وختاماً نسأل الله تعالى لكم راحةً تملأ نفوسكم ، ورضًا يغمر قلوبكم، وعملاً يُرضي ربَّكم، وسعادةً تعلو وجوهكم، ونصرًا يقهر عدوكم، وذكرًا يشغل وقتكم ، وفَرَجًا يمحو همَّكم، ورزقًا يُغني أهلكم، وعيدًا بعودتكم يجمعكم بهم ويسعد فيه قلوبكم ويحقق آمالكم، ومن نصراً إلى نصر وصبح النصر قريب.

قد يعجبك ايضا