أطفال “غرنيكا” اليمنية تلبس العالم عاراً لن يمحى ؟

 

غرنيكا

تقرير / سليمان ناجي آغــــــــــا

سنكتب عن اطفال غرنيكا اليمنية بالرغم من ان العدوان السعودي الأمريكي ارتكب الف غرنيكا بحق الأطفال في اليمن ! لكنها غرنيكا منسية او متناسية من قبل الضمير العالمي 

ومن الذي لا يعرف اللوحة الخالدة التي رسمها بيكاسو لمذبحة الفاشيين لأهل قرية غرنيكا خلال الحرب الأهلية الإسبانية؟
صنع بيكاسو العشرات والمئات من اللوحات التي ظل يرسمها على مدار أشهر قليلة محاولاً إعادة تركيب ما جرى في القرية من قتل واستباحة للمدنيين، وفي النهاية جمع منها العناصر التي شكلت لوحة غرنيكا المؤثرة. الأجساد القتيلة جنباً إلى جنب مع الخيول الذبيحة. السكين المحلق في الفضاء والوجه الآدمي الطائر في الهواء صارخاً بالأسى والرعب. المصباح المضيء منفصلاً عن قاعدته وطائراً في فضاء دبق إثر التفجيرات.
صنع بيكاسو لوحة “غرنيكا” التي لا يمكن لأي منا أن يغمض العينين ولا يراها محلقة تطوف في الهواء حاملة عار الإنسانية التي شاهدت مذابح الفاشيين وسمحت بأن يجري ما يجري.
جثث الأطفال في جميع المحافظات اليمنية حافظت على جمالها وبراءتها حتى حينما اصطفت في حلقات ورزم إثر إبادتها وقتلها. من يصدق أنه يمكن لأطفال أن يحتفظوا بالجمال رغم تحويلهم القسري إلى جيف؟ وسط أكوام جثثهم لأول مرة نشاهد جمالاً يتحدى أزهار الربيع البرية التي لم تجف بعد.
ترسم ملابسهم الملونة وصنادلهم وأقدامهم الحافية أقواساً من الأمل المسحوق بأدوات الموت لنعرف كم من احلام ت قُتلت في مهدها، وكم من الضحكات والألوان قد انتهت من سجل البشرية عبر موتهم الهمجي. وكم ارتدّت البشرية الحالية إلى عار لا يغفر حين تغض الطرف عن قاتليهم وكان ما يجري محض نتيجة لمعركة اعتيادية؟ معركة بين من؟ بين قيادات عدوانية متحدرين من نسب دراكولا وبين أطفال.
يا إلهي! مجرد أطفال. أولاد وبنات لا يتجاوزون الرابعة أو الخامسة أو أقل. وتحالف عدواني يقوم بإرسال القتالية إلى الشاشات الإلكترونية كي تثبت خلودها الوحشي ككل نفس دنيئة لامبالية تعتبر قتل الأطفال مجرد نزهة أو ملهاة.
لن أقول إن صور القتلة الباسمين وهم يحملون كلاشنكوفاتهم وسكاكينهم ذكرتني بالأفراح والاحتفالات وحفلات عزف الجيتار والرقص التي حملتها صور الفاشيين في مخيم ضبية والكرنتينا
لن أقول إنني للمرة الأولى في حياتي أشعر بأن لوحة غرنيكا ما عادت تعبر عما يجري من قتل وجريمة في اليمن لأن الفاشيين هناك في تلك الآونة كانوا يعترفون بأنهم قتلة، ولأنهم لم ينكروا ما اقترفوه.
الجديد في اليمن وفي كل محافظة يمنية أن تحالف العدوان يحاول ان يستخدم مبدأ cut and paste ” “حيث يقترف جرائم الهول ثم يُلصقها بأخرين أو أشباح تحافظ على سمو طهارته المزعومة. العدوان لا يدنس الأطفال وحدهم ولا المشهد الطبيعي ولا الوصف الإنساني فقط، وإنما يقتل العدوان حتى الضمير الإنساني للبشرية للمنظمات التي من المفترض ان تكون إنسانية أيضاً، ويذبحها بسكين الكذب الجائر من دون رحمة. والعدوان يسهم في جعل المنظمات الحقوقية التي كبرنا على سماع اخبار عن حيادتيها وتقاريرها الإنسانية مستودعاً جاهزاً للكذب والجريمة والتضليل والتزوير بل انها اصبحت احدى أدوات العدوان الأشد اجرامية في حق اليمن الأرض والإنسان
عدوان إجرامي يدعي منذ عام واكثر أنه يحمي شرعية مزعومة ويدافع عنها فيما يرسل جيوشه ومرتزقته وتنظيماته الإرهابية وقنابله العنقودية وأسلحته الفتاكة والمدمرة إلى أطفال صغار ما زلنا نسمع صدى أغانيهم وضحكاتهم وأصواتهم المزقزقه حتى بعد موتهم المرعب.
مرتزقة العدوان وحكومة الرياض مثل ديناصور متوحش معروف ومكشوف تماماً.
بقي عليهم فقط استباحة ما يشاؤون من محارمهم أكثر وأكثر كي يعلم من لا يعلمون، سواء أكانوا في اليمن أم خارجها، أن التاريخ يرسم خطوطه التي لا تُمحى حين تتجاوز الجريمة كل ما سبق في تاريخ الجنس البشري، وأن أطفال اليمن رسموا بتوهج أجسادهم الصغيرة المذعورة ودمائهم التي تلطخ ملابسهم نهاية عدوان اجرامي هو الابشع في التأريخ متوحش يتخبط مثل ثعبان سام يلدغ نفسه بنفسه لفرط جنونه.
الإنسانية المتوارية في ا ليمن .والضمير الأممي المعاق
اين مجلس الامن من جرائم العدوان بحق اليمن
أين الاتحاد الأوروبي من جرائم العدوان بحق المدنيين؟
كثيرة هي الدعوات الصادرة من المكونات السابقة لاحترام حقوق الإنسان.
كثيرة هي الأموال المقدمة من الاتحاد الأوروبي لمنظمات المجتمع المدني، بهدف نشر ثقافة حقوق الإنسان.
كثيرة هي العبارات الصادرة من دولكم، والتي تدعو لنشر ثقافة التسامح والسلام وفض النزاعات بطرق سلمية.
كثيرة هي الدعوات الغربية إلى نشر الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
تعلَّمنا منكم ضرورة احترام حقوق الأطفال، حقهم في الحياة، حقهم في التعليم، حقهم في التعبير، حقهم في بيئة صحية سليمة، حقهم في التنمية…
تعلَّمنا منكم ضرورة احترام حقوق المرأة، حقها في الحياة، حقها في التعلم، حقها في الصحة وحقوق كثيرة أخرى..
تعلَّمنا منكم أن الشعوب لها الحق في تقرير مصيرها، إقامة دولة مستقلة ذات سيادة حقيقية..
قرأنا تجاربكم في مقاومة الاحتلال، أُعجبنا بها واعتبرناها نموذجاً.. احترمنا مقاومة شعوبكم للاحتلال النازي.
قرأنا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اطلعنا على اتفاقية حقوق الطفل.. وجدنا نصوصاً جميلة، خاصة تلك العبارات التي تدعو إلى عدم التمييز بين شعب وآخر، بين طفل وآخر، بين إنسان وآخر، لا على أساس جنسه أو عرقه أو لونه.. فرحنا بذلك. وفرحنا أكثر حينما وجدنا دولكم تدعو لهذه القيم الإنسانية النبيلة..
لكننا وجدنا أن دعواتكم كلها فارغة من مضمونها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بالإنسان العربي، وبالإنسان اليمني ..
فما قيمة دعواتكم وأطفالنا يقتلون بدم بارد، هل نسمع إليكم ونحن نرى الاطفال يحترقون ويتحولوا ان غلاء اشلاء ، وأنتم صامتين صامتين حتى عن إدانة خجولة؟ ماذا فعلتم من أجله؟
هل شاهدتم أطفالنا في حينما تمزق أجسادهم الطرية بأسلحة فتّاكة، ربما يكون بعضها من صنع دولكم، أم غضضتم الطرف بسبب بشاعة المنظر؟
ألم تتحسسوا وجع الأطفال والنساء والمدنيين خلال 8 اشهر من العدوان والحصار الظالم على اليمن ، مئات المدنيين سقطوا ضحية الحصار، وأنتم تنظرون إليهم.
ألم تعرفوا أن أكثر من 20 مليون يمني في ظروف إنسانية بالغة السوء؟
ألا تربطكم بالسعودية علاقة وثيقة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً؟
لا نريد منكم غير ما تؤمنون به أنتم، ما تصرّحون به أنتم، وما تدعون إليه أنتم.. نحن نؤمن بقيم العدالة الإنسانية وندعو إليها، ونحترم ونقدر من يحترمها ويقدرها ويدعو لتطبيقها.
لماذا تدعمون السعودية صاحبة اسود ملف في العالم واكثر الانظمة ديكتاتورية واستبداد في المحافل الدولية؟ لماذا تتكلمون بلسان حال المملكة التي تمول الارهاب ؟ لماذا تستقبلون قادته المجرمين؟
إن دول الاتحاد الأوروبي مدعوة اليوم قبل غدٍ إلى حماية الأطفال والنساء، وإلى تطبيق ما تدعو إليه من قيم العدالة الإنسانية وحقوق الإنسان. إن منظومة القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، أصبحت على المحك، وإن لم يقم الاتحاد الأوروبي بالواجب الإنساني، فإن المنطقة سوف تشهد مزيداً من التوتر وسفك الدماء….

قد يعجبك ايضا