“إعصار اليمن”: استراتيجية حتمية للدفاع عن النفس في مرحلة حساسة

حمل اعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط مؤخرا عن تدشين حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان ،حمل التأكيد على ثلاث نقاط هامة هي خطورة وحساسية المرحلة الراهنة في مسار مقاومة العدوان ،وحتمية ان تكون الحملة على كافة المستويات دون أي استثناء ،بالإضافة الى التأكيد على اصرار اليمنيين على دحر العدوان مهما كانت قوته ومهما كانت التضحيات.

المرحلة حساسة:

عندما اكد الرئيس المشاط خلال إعلانه عن تدشين حملة إعصار اليمن بأننا نمر بمرحلة حساسة كان من الواضح انه يشير الى امرين في غاية الأهمية ،

الأول هو التنبيه الى ان الشعب اليمني وقوات الجيش واللجان الشعبية وبعد مرور سبع سنوات على العدوان ،باتوا يقفون في مواجهة مباشرة مع قوى العدوان الرئيسية وهي أمريكا وإسرائيل ، فبعد ان استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية دحر وضرب المرتزقة المحليين في كافة الجبهات وكان اخرها في جبهة حرض بمحافظة حجة ،وبعد النجاح في توجيه ضربات مؤلمة لقوى تحالف العدوان داخل العمق السعودي والإماراتي من خلال عمليات الإعصار اليماني المتتالي التي أثبتت ضعف قدرة الرياض وأبو ظبي على الصمود الذاتي، وهشاشة خيارات اعتمادهما على حماية أميركا وإسرائيل التان اعلنتا دخولهما خط العدوان بشكل مباشر وبكل ثقلهما ،اي اننا في مواجهة مباشرة مع أمريكا وإسرائيل بعد فشل عملائهما المحليين والاقليميين .

وبالتالي يأتي اعلان الرئيس المشاط تدشين هذه الحملة مؤكدا على أن المرحلة حساسة وتحتاج للمزيد من الصبر والصمود والتوحد على كافة المستويات ويجب أن يكون الجميع عند مستوى التحديات لا سيما بعد أن جاء العدو الأمريكي الصهيوني بجيوشه وأساطيله ليقود المعركة بنفسه.

الامر الثاني يتعلق بالسلام فبعد سبعة أعوام على العدوان بات من المؤكد ان السلام ما يزال بعيدا عن اجندة قوى العدوان التي ماتزال تفرض حصارا جائرا على الشعب اليمني ومازالت مستمرة بقوة وخبث في استهداف المنشآت الخدمية والمدنية والمدنيين عبر تصعيد عسكري عدواني بكافة إمكاناتها العسكرية واستخدمت فيه مختلف أنواع أسلحتها التدميرية لقتل الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني وقصف وتدمير الأعيان والمواقع المدنية المحرم استهدافها وفقا لكافة القوانين والتشريعات الربانية والإنسانية والدولية.

وقد اكد الرئيس المشاط على هذه النقطة بقوله أن الحصار الأمريكي الخانق على أبناء الشعب اليمني وتصعيد الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني دليل على أنهم بعيدون عن السلام، وأن ما يتحدثون به يتناقض مع التصعيد والحصار واستهداف المنشآت المدنية والخدمية.

وأشار الرئيس المشاط، إلى أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا سعى منذ اللحظة الأولى ولا يزال لتدمير المنشآت الخدمية للشعب اليمني.. مؤكدا أن ما يقوم به تحالف العدوان من استهداف للمؤسسات المدنية يعبر عن فشله وإفلاسه، ويضيف إلى رصيده المزيد من الخزي والإجرام.

الإصرار على المضي نحو النصر:

والنقطة الثانية التي اكدها اعلان تدشين هذه الحملة انه لا مكان للخوف او الإذعان في قاموس الشعب اليمني الذي لن يقف مكتوف الأيدي امام ما يتعرض له من غارات وقتل وحصار ، بل انه قرر أن يمضي بخياراته نحو تحقيق النصر الكامل والمبين مهما كلّفه ذلك من تضحيات.

وعلى هذا المسار الثابت يأتي تدشين الرئيس مهدي المشاط لحملة إعصار اليمن حيث قال أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي، وسيرد على هذه الجرائم بكل الوسائل المتاحة، مؤكداً أن الشعب اليمني بتحركه الجاد والمسؤول وصبره وعطائه سيصل إلى النصر بإذن الله تعالى.

حملة شاملة على كافة المستويات:

النقطة الثالثة التي اكدها اعلان الرئيس المشاط عن تدشين هذه الحملة تتضح عندما جاء هذا الإعلان خلال لقائه برؤساء سلطات الدولة الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية وهو ما يشير الى ان هذه الحملة ستكون عمل وطني شامل بكل المقاييس ،

فقد اكد الرئيس المشاط خلال لقائه رؤساء مجالس النواب يحيى الراعي، والقضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، والشورى محمد العيدروس، والوزراء عبدالعزيز بن حبتور، على ان هذه الحملة ستشمل كافة المستويات، الرسمية والشعبية والنخبوية، وان على كافة مؤسسات الدولة ان تقوم بدورها بشكل فاعل في الحشد والاستنفار

وحث أبناء الشعب اليمني على توحيد الجبهة الداخلية وحل الإشكاليات وكل ما يتسبب في الفرقة والاختلاف والتفاعل الجاد مع التحشيد والاستنفار لإسناد الجيش واللجان الشعبية في أقدس معارك التصدي للعدوان الغاشم التي يجب أن يشارك فيها الجميع.

بمعنى إن حملة “إعصار اليمن” تعد عملا استراتيجيا يشمل كافة المجالات وحشد جميع الطاقات مع توزيع دقيق للمهام في مواجهة تصعيد العدوان وذلك في اطار حق شعبنا في الدفاع عن نفسه والتصدي للغزاة والمعتدين وليس عليه في ذلك أي سبيل بل ان ذلك مفروضا عليه ومن اقدس واجباته ومسئولياته.

سبأ : مركز البحوث والمعلومات

قد يعجبك ايضا