الإعلامي صلاح العزي يكتب عن “خلاصة الكلام”

الذين تعودوا على التعالي على الناس إما بتحصيلهم العلمي ،أو بشهاداتهم ،أو بانتمائهم للطبقات النخبوية ثقافيا او سياسيا او اعلاميا حسب تصنيفات حقب الظلمة والمستبدين ،او بفيز الإقامة التي يمتلكونها في أوروبا وأمريكا ،أو باتقانهم لاستخدام التكنلوجيا والكمبيوترات ،أو بكثرة أموالهم ،او بكرفتاتهم ،وبدلاتهم او ،بعمائمهم وعطوراتهم ،أو بمصاحبة المشاهير والمسؤولين في الداخل او في الخارج ،أو بمناصبهم ووظائفهم ،أو بقدرتهم على الكتابة والانتقاد والتطبيل ورص الحروف والكلمات أو بمدى ظهورهم في الصحف والتلفزيونات … الخ

اعلموا أن هذا الزمن هو زمن المستضعفين ،زمن المكافحين ،زمن العاملين ،زمن البسطاء ،زمن المجاهدين ،زمن المقاتلين ،زمن المساكين ،زمن الكفاءات الكادحة ،زمن المضحين ،زمن الذين يبذلون جهدهم بعرقهم وجدهم وتعبهم في سبيل الله وفي سبيل الوطن والمستضعفين ،زمن العيون الساهرة ،والأيادي القابضة على الزناد ،زمن الذين يخدمون دينهم ووطنهم وشعبهم ويتصدون للمعتدين والمخربين والعابثين بالأعمال والمهام المختلفة عسكريا وأمنيا وثقافيا وإعلاميا واجتماعيا وبغيرها من الأعمال انطلاقا من استشعار المسؤولية أمام الله من دون اي طمع في مغانم دنيوية او معنوية ،مهما تعالت رائحة عرقهم ومهما تشابكت عقد شعر رؤوسهم ،ومهما تجرحت بشرتهم من شدة البرد أو تغيرت أشكالهم وملامحهم بفعل الغبار وحرارة الشمس.
فاتركوا عنكم التعالي والاستنقاص للاخرين والعجب بالذات والاكتفاء بمراقبة من هم أفضل عند الله وعند الناس منكم ، ومن هم أعظم بما يقدمونه للوطن والشعب من خدمات وتضحيات منكم واقتناص بعض أخطائهم و زلاتهم التي تنتج في الغالب عن قلة خبرتهم ،وانتقادهم ومحاولة تثبيطهم لمجرد ان تظهروا انفسكم انكم لازلتم موجودين بعدما نافسوكم الفضل واحرقوكم مجتمعيا امام الله وامام المجتمع.
والأفضل لكم والأحرى بكم أن تشاركوهم وتنافسوهم ، وعندما تشاركونهم الجهد والتعب والعمل والتضحية وتنافسونهم في الفضل والشرف فحينها ستكون انتقاداتكم لهم صادقة يلتمس الناس منها الحرص والرغبة في تحسين الاداء وتطوير العمل أما مجرد الانتقاد الصادر عن الأسوأ لمن هو أكفأ منه وأفضل منه وأكثر فداء وتضحية منه فلن يقبله عاقل ولن يحقق اي نتيجة إلا انه سيزيد من رفعة اولئك المكافحين أصحاب التضحية والفداء.
واعلموا أن أشعث أغبر في نقطته الامنية أو في مترسه او في مقر عمله الجهادي أيا كان نوعه وايا كان شكله الذي لم يتحرك فيه ولم ينطلق فيه الا لله ولوجه الله واستشعارا لمسؤوليته وحرصا على سيادة وطنه وكرامة شعبه ،إعلموا أنه أفضل وأعظم بكثير بكثير من المتقاعس الذي لم يقدم لشعبه ولا لوطنه غير التلوم والانتقادات مهما ظن نفسه عاقلا او عالما او من الطبقات العليا رفيعة المقام والمستوى …
هذي علمي ولا جاكم شر
ودمتم بود
قد يعجبك ايضا